47% من الذكور يستخدمون مواقع التواصل أكثر من 5 ساعات يوميا فى مصر

قالت سامية أبو النصر الكاتبة الصحفية بالأهرام وزميل كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن العالم المعاصر شهد عدداً من المتغيرات التى فرضت ذاتها على هيكل العلاقات الدولية وتفاعلاتها، وانعكست بشكل واضح على معظم مجالات الحياة، وما طرأ من تطورات تكنولوجية على أداء وسائل الإعلام ونُظم الاتصالات، فأصبحَ الإعلام وأساليب تطويعه لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية، عنصراً بارزاً من عناصر تقييم القدرة الشاملة للدولة، وهكذا أصبح العصر الذى نعيشه الآن.

جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر العلمى الثالث لجامعة بنى سويف بالاشتراك مع اتحاد الجامعات العربية تحت عنوان دور البوابة الإلكترونية بالجامعات فى النهوض بالبحث العلمى لخدمة المجتمع وتنمية البيئة بحضور المستشار ماهر بيبرس محافظ بنى سويف، والدكتور سلطان أبو عرابى أمين عام اتحاد الجامعات العربية ونواب رئيس الجامعة، والدكتور كمال محجوب رئيس مجلس إدارة دار المعارف، والدكتور صديق عفيفى رئيس جامعة النهضة ببنى سويف.

وأوضحت أبو النصر أننا نعيش عصر الإعلام وهو مصحوب بثورة الاتصالات والفضائيات عبر الأقمار الصناعية، وبذلك تحوّل العالم إلى قرية صغيرة نتيجة لما شهدته وسائل الإعلام من تقدم تقنى ووظيفى فى العقود الأخيرة، أدى ذلك إلى تعدد وانتشار وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، فضلاً عن شبكة الإنترنت العالمية، مما دفع بالأحداث المحلية إلى دائرة الاهتمام العالمى، وجذب الأحداث العالمية إلى بؤرة الاهتمام المحلي. لقد كتب كثير من خبراء علوم الإعلام السياسى منذ ربع قرن حول التأثير المتنامى للإعلام، واختلفوا فى تحديد نوعية العلاقة بين السياسة والإعلام، فرأى بعضهم أن العمل السياسى والعمل الإعلامى يشكلان مجالين متميزين، ورأى البعض الأخر أنه لا يمكن الفصل بين هذين النشاطين باعتبار أهمية الوظيفة الإعلامية_وهى التبليغ وإشراك المواطنين فى الحياة السياسية، وربط قنوات الاتصال بين التشكيلات المتآلفة والمتعارضة، ودعم الديمقراطية وخدمة التنمية السياسية وتكريس الحقوق الإنسانية.

وأضافت سامية أبو النصر فى ورقة بحثيه بعنوان "التأثيرات السياسية لشبكات التواصل الاجتماعى لدى الشباب"، أن الجمهور أضحى مرتبطاً بما يقرأه فى الصحافة ويشاهده على الشاشة أو يسمعه فى الإذاعة، لذلك فإنه لا تكتمل الحياة لذلك فإنه لا تكتمل الحياة السياسية فى الدولة إلا بالإعلام والحوار الدائم بين المواطنين ومختلف أجهزة الحكم.

وتوصلت أبو النصر إلى عدة نتائج أبرزها إرتفاع نسبة مستخدمى الـ"فيس بوك" فى مصر بين الذكور مقارنة بالإناث، إذ يبلغ عدد المستخدمين الذكور نحو 4.2 مليون مستخدم، والإناث 2.4 مليون، وأرجعت ذلك إلى اختلاف اهتمامات الذكور عن الإناث، والنسبة الأعلى من شباب الجامعات تستخدم مواقع التواصل من ساعة إلى أقل من ثلاث ساعات يوميا (54.7%).

ولفتت إلى أن هذه المدة فترة كافية لتنوع الاستخدام، وحدوث التأثير، وكانت هناك فروق بين الذكور والإناث فى كثافة الاستخدام لصالح الذكور، حيث إن 47% من الذكور يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى خمس ساعات فأكثر يوميا مقابل 24.5% من الإناث، اهتمام الشباب بالأمور السياسية، ويدعم من دور تلك المواقع فى التأثير السياسى على مستخدميها من الشباب.

واستطردت: بعد ذلك المجموعات الدينية فى الترتيب الثانى، وبعد ذلك تأتى المجموعات الفنية فى الترتيب الثالث أما عن التوصيات فطالبت سامية أبو النصر زميل كلية الدفاع الوطنى بالاهتمام بتطوير البنية التحتية لشبكات الاتصال حتى تتاح هذه الخدمة بشكل أكبر لمختلف الفئات وزيادة عدد مستخدمى الإنترنت وضع استراتيجية محددة للصحافة الإلكترونية العربية عبر شبكة الإنترنت، بما يوفر لها مصادر تمويل تساعدها على البقاء والتطور والتنافس مع الصحافة الغربية وجذب أكبر عدد ممكن من المتعاملين على الشبكة ونشر الإعلانات.

كما أوضحت سامية أهمية الاستفادة من المواقع الإلكترونية والصحف الإلكترونية فى التطور الثقافى لشبابنا ومع الحذر من سلبيات الانفتاح الكبير أمام شبابنا يقضى العديد من الشباب والمراهقين وقتًا طويلاً جدًا فى التفاعل مع بعضهم البعض، قد تكون آلة تستخدم فى قولبة شباب اليوم ليصبحوا زعماء وقادة الغد السياسيين.