تعبر الإعلامية اللبنانية ليليان داود عن موقفها دائما بوضوح شديد، وتتبنى وجهة نظر دون خوف أو قلق، ولم تتردد لحظة واحدة فى أن تنضم لكتيبة الإعلاميين بالقنوات الفضائية المصرية الخاصة، من خلال قناة أون تى فى، وحيث تقدم على شاشتها حاليا برنامجها «الصورة الكاملة».
ليليان فضلت أن تترك قناة BBC بعد سنوات قضتها هناك، وذلك من أجل أن تسهم فى دعم ثورات الربيع العربى، لذا أجرت «اليوم السابع» معها هذا الحوار لنتعرف على سر تحمسها الشديد لتقديم تجربة إعلامية على «أون تى فى»، وأسباب تأييدها للثورات العربية وهجومها الشرس على بشار الأسد وموقفها من جبهة الإنقاذ المعارضة.
لماذا فضلت الانتقال إلى قناة ON TV رغم أنك كنت تحققين نجاحا ملحوظا فى BBC؟
- دائما أفضل خوض التجارب المختلفة، حتى داخل القناة الواحدة، فأنا عملت فى bbc كمذيعة ومعدة وفى الإخراج والمونتاج والتقارير، فتجربتى كاملة فى bbc انتهت من جميع النواحى، وقبل أن أنتقل لـbbc وضعت حدا معينا للبقاء بها، وهو 5 سنين، ولكنى عملت بها لمدة 6 سنوات، وبعدها بدأت البحث عن فرصة محلية، فى هذا الوقت جاءت ثورات الربيع العربى، فقررت الانتقال لقلب الحدث، كما أن الخوض فى المسائل شديدة المحلية يصقل المذيع من الناحية المهنية، وهو ما كان يقلقنى بعض الشىء وكنت أتساءل هل كنت سأعرف كإعلامية أو صحفية ما يدور فى الشارع المصرى وما يؤثر فيه ويتأثر به.
ما الاختلافات التى وجدتها عند بداية عملك فى الإعلام المصرى الخاص؟
- مجرد «اختلاف معايير»، حيث جئت إلى مصر وأنا أعلم جيدا أن المذيع هو النجم، على عكس القاعدة فى قناة bbc التى لا يستطيع المذيع فيها أن يقرر كل شىء، كما يفعل الإعلاميون المصريون، وهو ما وضع حملا ومسئولية كبيرين على لأنى إذا أخطاءت فلن يتحمل المسئولية غيرى، ولكن بعد فترة طويلة من العمل هنا تمكنت من صنع ما يسمى بفريق العمل قريبا مما تعلمته فى bbc، ونسير بهذا الشكل منذ سبتمبر الماضى.
ولماذا كانت قناة on tv هى اختيارك حينما قررت خوض التجربة فى مصر؟
- لأسباب كثيرة أذكر منها أننى أدعم وأؤيد الثورات العربية ليس فى مصر فقط، بل فى سوريا وتونس واليمن، ورغم ما آلت إليه حتى الآن تلك الثورات فإننى مع التغيير، وكنت أرى أنها القناة الوحيدة منذ اليوم الأول مع تلك الثورات، وراهنت على كل ما لديها، وإذا كانت الثورة فشلت كانت القناة ستغلق.
واخترت أيضا أن أقدم من خلال «الصورة الكاملة»، وأركز على القضايا المحلية جنبا إلى جنب مع اهتمامى بالقضايا الكبرى والإقليمية، وساعدتنى القناة كثيرا فى ذلك ووفرت لى جميع الإمكانيات.
تدخلات كثيرة من السلطة الحاكمة أيا كانت قبل وأثناء وبعد الثورة فى الإعلام والتحكم فى محتواه، كيف ترين هذه الإشكالية؟ وهل تعرضت لمضايقات من قبل؟
- لم يحدث معى أى تدخل من السلطة فى محتوى برامجى منذ انتقالى للقناة منذ سنة و10 شهور، فمن الوارد أن تهاجمنى اللجان الإلكترونية للإخوان المسلمين بشكل شخصى، ولكن بشكل عام الأنظمة الشمولية والديكتاتورية تحاول السيطرة على الإعلام واتهامه دائما بأنه سبب الكثير من المشكلات، وفى نفس السياق أعتقد أن هناك مواضيع عليها محاذير، فلا يصح أن أستمر فى مهاجمة شخص وأقول إنه «قتال قتلة» فى حلقات متتالية أو أقول أشياء يعاقب عليها القانون، فهذا ليس ذكاء من المحاور رغم أن البعض يتبع هذا الأسلوب، لكنى لا أسميه إعلاما، فمن الممكن أن أقول كل هذا فى إطار إعلامى مهنى من خلال أسئلتى وحواراتى وطريقة طرح السؤال وطريقة استخدام الكلمات والنبرة ولغة الجسد.
من واقع تجربتك.. ما هى أبرز عيوب الإعلام الخاص والحكومى فى مصر؟
- نحن الإعلاميين أحيانا نخون أنفسنا فى المهنية، فالإعلامى ليس طرفا وليس سياسيا أو رئيس حزب، ولكن مهمته هى أن يكشف للرأى العام ما يخفيه المحاور، أما عن الإعلام الحكومى فلابد من التخلص منه لأنه يرجعنا لعصر ما قبل التاريخ الحديث، لا سيما أن الوزارة على رأسها شخص ينتمى إلى الحزب الحاكم، وهذا ما يجب ألا يكون لأنه كوزير للإعلام يجب أن يكون «تكنوقراطا» بحتا لا توجهات سياسية لديه، وأن يكون على مسافة واحدة من جميع الناس والأطياف السياسية، مع الأخذ فى الاعتبار كم المواقف التى سقط بها فى تصريحاته ومؤتمراته الصحفية، ولو كنت مكان الصحفية التى أهانها بجملته الشهيرة لم أكن لأصمت، وكنت سأتخذ كل الإجراءات ضده حتى وإن كانت «زلة لسان».
تعملين فى محطة معارضة سياسيا فكيف تقيمين جبهة الإنقاذ المعارضة؟
- أعضاء جبهة الإنقاذ جميعهم يعلمون آرائى جيدا من خلال تويتر وفيس بوك، فأنا أوجه لهم النقد وأحيانا يكون قاسيا بسبب أدائهم الذى عليه بعض المآخذ، ولكن يجب أن نقول إننا فى عامنا الأول الذى نرى به معارضة بهذا الحجم، وبالتالى لا أتوقع منهم أن يكون لديهم كل الخطط الجاهزة لأننا مازلنا نتعلم، ولكن تبقى مشكلتهم أنهم بعيدون عن الشارع الذى يسبقهم بخطوات، وأرى أن جبهة الإنقاذ على طريقها الصحيح، فحاليا فى الشارع يوجد حركة شبابية اسمها «تمرد»، وهى خارجة من عباءة كفاية، ومن الممكن أن تكون هى الولد الذى تنتظره مصر.
ما رأيك فى الثورة السورية؟ وهل تعتقدين أنها دخلت فى معادلة جديدة بعد التدخل الإسرائيلى العسكرى بها؟
- لست حيادية حينما يصل الأمر للقتل، وخصوصا فى سوريا، والنظام الأسدى يقتل شعبه، وبشار هو من أوصل سوريا إلى ما هى فيه اليوم، فالضربة الإسرائيلية تهدف إلى مساندة النظام السورى وتحويل بشار لبطل قومى عربى، ولكن هذه الحيلة لن تدخل علينا.
ليليان داوود: ثورات الربيع العربى وراء رحيلى من "bbc" لأكون فى قلب الحدث مع أون تى فى.. و"تمرد" الولد الذى تنتظره مصر.. وتخبط جبهة الإنقاذ أمر طبيعى.. والإعلام الحكومى يعيدنا لعصر ما قبل التاريخ
الثلاثاء، 21 مايو 2013 11:10 ص
الإعلامية ليليان داوود
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة