"الكل أجمع على وطنيته ونضاله.. الكل أجمع على عشقهم لأشعاره.. الكل أجمع على نقائه وصفائه وطيبة قلبه وعفويته"، ولذلك فور علمهم بدعوة مركز إعداد القادة، لتكريمه بمناسبة عيد ميلاده الـ84، سارع عدد كبير من كبار الكتاب والمثقفين والشعراء، بالإضافة إلى المئات من محبيه، للمشاركة بحفل التكريم تقديرا لعرفان فارس من فرسان الكلمة، رافعين شعار ليلة "فى حب فؤاد نجم".
منذ اللحظة الأولى، لوصولك لمقر مركز إعداد القادة بمنطقة العجوزة، ستكتشف أنك فى حضرة "أحمد فؤاد نجم"، فالإذاعة الداخلية لمقر مركز إعداد القادة تذيع أغانى الشيخ إمام عيسى، التى كتبها له "نجم"، كما ستجد كتبا تباع تجمع مجمل أشعاره، وتتحدث عن سيرته الذاتية، وستلاحظ فرحة فى عيون المتواجدين لعلمهم بوصوله وتحقيق أمنيتهم برؤيته، بل وأيضا الاستماع إليه حيا وهو يلقى أشعاره، لذلك لم يظهر الضيق عليهم لتأخر الاحتفال أكثر من نص ساعة.
"الحمد لله على أن الثورة قامت، لأنه لولاها ما اكتشفننا الإخوان المتأسلمين ولا مساوئهم، وكانت ستظل صورتهم الأسطورية فى أذهان الشعب، ولو الثورة لم اكتشفنا أن الرئيس، وأنه أقل من كونه عمدة فى قرية وحتى العمد لو حدثت حالة اختطاف لأهله كان قتل نفسه"، بهذه الكلمات بدأ أحمد فؤاد نجم، حديثه لوسائل الإعلام التى انتظرته على أبواب قاعة الاحتفال، تحاوره عن رأيه فى الوضع الحالى لبلاد، ورأيه فى واقعة خطف الجنود، قبل أن يختتم حديثه مضطرا لرغبة المنظمين، قائلا: "مصر مبقتش دولة، وبقول لمرسى اللى اختشوا ماتوا".
وقطع "نجم"، حديثه لتقطيع تورتة الاحتفال بعيد ميلاد الـ84، وسط غناء المتواجدين له أغانى أعياد الميلاد، والذى رددها وكأنه شاب فى العشرينات، موزعا البهجة بقفشاته على المتواجدين، وبإصراره على تقطيع "تورتة"، عيد الميلاد مع يد زوجته، قبل أن يدخل إلى قاعة الاحتفال، التى انفجرت بالتصفيق الحار فور دخوله، وكأنه ملك دخل القصر، ويصفق له حاشيته فرحا بقدومه.
حضور عدد كبير من الكتاب والمثقفين والشعراء، داخل قاعة واحدة أمر لا يتكرر كثيرا، فالكل دائما مشغول فى أعماله الأدبية، ولكن الاحتفال بـ"أحمد فؤاد نجم"، فرصة لن تتكرر، ولذلك شارك فى الاحتفالية عدد كبير من المثقفين وعلى رأسهم أكرم القصاص رئيس التحرير التنفيذى لجريدة "اليوم السابع"، الكاتب الصحفى أسامة غريب، الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكمال مغيث، والناشر محمد هاشم، والشاعر على زين العابدين، والكاتب الصحفى جلال عارف، والناشط السياسى جورج إسحاق، أحمد بهاء الدين شعبان المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، فيما تعذر حضور الكاتب الصحفى صلاح عيسى.
ومن جانبه أكد الإعلامى حسين عبد الغنى، أن الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، هو زرقاء اليمامة ثورة 25 يناير، مضيفا: "أستاذنا نجم تنبأ بالثورة وبمكانها وبميعادها فى أحد قصائده".
وأضاف "عبد الغنى"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، على هامش مشاركته باحتفال مركز إعداد القادة بمناسبة عيد ميلاد الشاعر أحمد فؤاد نجم الـ84، أن الاحتفال بعيد ميلاد نجم الـ84، هو 84 عاما من الفن الذى لا ينحنى أمام سلطة، وانحنى للفلاح البسيط، وتابع: "نجم وإمام هيعيشوا لأجيال قادمة، وظاهرة صعب تكرارها".
فيما أكد المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، أن مناسبة الاحتفال بعيد ميلاد الشاعر "أحمد فؤاد نجم" الـ84، مناسبة بالغة الأهمية، مضيفا: "وفعلا تستحق أن تتحول لمناسبة وطنية".
وأضاف "شعبان"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، على هامش مشاركته باحتفال مركز إعداد القادة بعيد ميلاد الشاعر "أحمد فؤاد نجم" الـ84، أن فؤاد نجم ليس مجرد شاعر، وإنما قضية وطنية رفيعة المقام.
وأشار "شعبان"، إلى أنه لعب مع كوكبة من شعراء جيله، وعلى رأسهم صلاح جاهين، وفؤاد حداد، وعبد الرحمن الأبنودى، وغيرهم من الرموز الوطنية، دورا بعد هزيمة 67، فى استنهاض الروح الوطنية بتشجيع الجماهير على استعادة تماسكها والنهوض من أجل تحرير الأرض، وهو ما تحقق فى حرب أكتوبر، كما أنه ساهم من أجل النضال والديمقراطية.
وبدوره، قال الدكتور جلال أمين المفكر السياسى: "لو كنت أصغر سنا كنت لكتبت كتابا عن الشاعر أحمد فؤاد نجم"، وقاطعه "نجم"، مازحا: "أنت لسه صغير يا دكتور"، ويضيف نجم: "لو كتبت كتابا عن نجم كنت سأسميه "شخصية مصر" دراسة فى شعر أحمد فؤاد نجم.
وأضاف "أمين"، فى كلمة مقتضبة ألقاها بمناسبة تكريم مركز إعداد القادة للشاعر أحمد فؤاد نجم، بمناسبة عيد ميلاده الـ84، أن "نجم"، يتمتع بجانب موهبته الشعرية، بالشجاعة بطريقة ظريفة، موضحا، نجم كان يسجن ويخرج ليعود ليسجن مرة أخرى"، وتابع: "أنا لا أعرف شخصا طوال 60 عاما مضت يعبر عن شىء هو يعتقده"، لافتا إلى أنه لا يعتقد بما ردده البعض من انتقادات بخروج "نجم" فى أشعاره عن حدود الأدب.
وفى السياق ذاته قال الكاتب الصحفى جلال عارف، نقيب الصحفيين الأسبق، إنه فى ظل هذه الظروف الحالية، فإن مصر فى حاجة إلى أن تتمسك بكل إبداع جميل، وأن ندرك أننا فى النهاية سننتصر، مضيفا: "ونحن نواجه اليوم هذه الهجمة الفاشية التى تريد أن تعيد الاستبداد وأن تغير هوية مصر، فنحن نقول لها إن هذا هو المستحيل، مصر ليست حاكما يأتى ويجىء، مصر بيرم التونسى وأم كلثوم وعبد الحليم وطه حسين وأحمد فؤاد نجم".
وأضاف "عارف"، خلال كلمته باحتفالية مركز إعداد القادة بمناسبة عيد ميلاد الشاعر أحمد فؤاد نجم الـ84، الشاعر أحمد فؤاد نجم، ليس فقط شاعرا موهوبا، ولا من طين مصر، وإنما واحد من القلائل المبدعين، التى منحتهم مصر سرها، وتابع: "مصر لا تعطى سرها لأى مبدع، وإنما من يعرف الطريق إلى قلبها ويدرك قيمة هذا الوطن العظيم وهذا الشعب الرائع، الذى أعطى للعالم كله علما وفنا جميلا".
وأشار "عارف"، إلى أنه على مدار نصف قرن ونحن نعيش مع كلام فؤاد نجم، هو وشعره ينتصر للوطن والوطن ينتصر لشعره، مضيفا: "تسقط الغزوات وتبقى الحرية ويبقى معاه الشعر والإبداع، فى ثورة يناير كان حاضرا بنفسه وكان حاضرا بشعره، واليوم حين نحتفى بأحمد فؤاد نجم فإننا نحتاج لهذا الاحتفال".
وأكد الكاتب الصحفى، أنه لا شىء يستطيع أن يهزم مصرنا هذا، ولا يستطيع أحد أن يقهر مبدعى مصر، وتبقى مصر ويبقى الفن والإبداع، وتبقى مصر لتهزم الفاشية وتكسر كل القضبان كما كسرتها من قبل.
ليلة فى حب الفاجومى.. كبار الكتاب والشعراء يشاركون أحمد فؤاد نجم عيد ميلاده الـ84 بإعداد القادة.. عبد الغنى: "نجم" زرقاء يمام الثورة.. وشعبان: ميلاده مناسبة وطنية.. ونجم لـ"مرسى": اللى اختشوا ماتوا
الثلاثاء، 21 مايو 2013 01:32 م
أحمد فؤاد نجم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة