حالة من «التشديد» على الضيوف والبرامج والمناقشات تجرى داخل ماسبيرو حاليا، حيث أكدت مصادر خاصة لـ«اليوم السابع» أن قيادات المبنى الإعلامى الحكومى بمن فيهم، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون إسماعيل الششتاوى، ورئيس التليفزيون شكرى أبوعميرة يراقبون أسماء ضيوف البرامج وطبيعة انتماءاتهم السياسية، الأمر الذى أثار غضب واستياء عدد من مذيعى ومذيعات ماسبيرو الذين أكدوا لـ«اليوم السابع» أن رئيس التليفزيون شكرى أبوعميرة أصبح يتدخل فى «سكريبت» كل البرامج التى تتحدث فى أى جانب سياسى، وآخرها برنامج «كشف حساب»، الذى حُذف منه عدة أسئلة كانت موجهة لوزير الأوقاف طلعت عفيفى، حيث كانت الأسئلة الموجهة للوزير تتحدث عن عمله على أخونة الوزارة وتعيين الأئمة المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين فى كبار مساجد الدولة، لنشر أفكار الجماعة، بالإضافة إلى قيام رئيس التليفزيون بتوبيخ المذيعة هناء عصام بالفضائية المصرية نظرا لردها على وزير الإعلام صلاح عبد المقصود بصوت مرتفع أثناء تفقده ماسبيرو، حيث أكد لها رئيس التليفزيون بأن طريقة ردها لا ترقى للتعامل مع الوزير.
وقالت المصادر لـ«اليوم السابع» إن رئيس التليفزيون يسعى لإبعاد أى مذيعة من برنامجها، تخرج عن الإسكريبت المكتوب لها فى الحلقة، والذى يشرف عليه بنفسه، بالإضافة إلى إسناد رئيس الاتحاد مهمة تقديم برنامج «البيت الكبير»، لأحد المذيعين يتهمه زملاؤه داخل ماسبيرو بأنه الوحيد الذى يقدم الولاء لمسؤولى التليفزيون، ويبتعد عن أى أسئلة تدين جماعة الإخوان أو تنتقدهم، حيث يُكتب إسكريبت البرنامج من قبل مكتب رئيس الاتحاد، وهذا الوحيد الذى لا يرفض ذلك كباقى زملائه.
وأضافت المصادر أن رئيس التليفزيون يسعى إلى تقليص عدد برامج التليفزيون التى تناقش الأحداث السياسية، وتحويلها إلى برامج منوعات تناقش الجوانب الاجتماعية للأسر المصرية والمرأة والطفل، هذا الأمر الذى أكده القائمون على برنامج «صوت مصر»، للإعلامية سميحة أبوزيد، بعد أن تلقوا أوامر بذلك، كما يواصل شكرى أبوعميرة حاليا الإشراف بنفسه على برنامج توك شو جديد بعنوان «مساء القاهرة»، سيكون البرنامج السياسى الرئيسى الوحيد على القناة الرسمية لماسبيرو، وسيتم اختيار مذيعيه بواسطة رئيسى الاتحاد والتليفزيون.
وبعيدا عن المضمون البرامجى والرقابة وتضييق الخناق على الحريات، قال عدد من مذيعى ومذيعات ماسبيرو الممثلين لحركة ائتلاف ماسبيرو وإعلاميين أحرار، إنهم سينظمون صباح اليوم الثلاثاء وقفة أمام مجلس الشورى للتنديد بتقليص ميزانية ماسبيرو فى الموازنة الجديدة بعد التصريحات الأخيرة لنائب «الشورى» أشرف بدر الدين، ومحمد الفقى رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بالمجلس، ومرام العزب، ممثلة الجهاز المركزى للمحاسبات، حيث جاءت تصريحاتهم بضرورة إعادة هيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وتقليل ميزانية ماسبيرو إلى النصف، بعد فشل إعلاميى هذا المبنى.
وأشار مذيعو ماسبيرو إلى أن اعتصامهم أمام «الشورى» سيكون مطالبا بالكشف عن ميزانية المجلس وراتب كل عضو به، وحقيقة الغداء والعشاء اليومى الذى ينفق على حساب الدولة فى أفخم الفنادق، واصفين أعضاء المجلس بأنهم غير ممثلين للشعب المصرى، مؤكدين أن مجلس الـ%7 غير قانونى وليس له أى دور سياسى وسيطالبون بحله.
كل هذه التوترات تأتى بعد عدة مصادمات بين مذيعى ماسبيرو ومسؤولى التليفزيون المصرى منها عدم عرض حلقة الخبير الاقتصادى أحمد السيد النجار ببرنامج «علشان بكره»، للمذيعة الشابة جيهان فوزى، نظرا لانتقاده للسياسة الاقتصادية لمسؤولى النظام الحالى، وهو ما حدث فى نفس البرنامج مع وزير المالية السابق سمير رضوان، حيث تم قطع الدقائق العشر الأخيرة من البرنامج أثناء استضافته على الهواء بعد انتقاده لسياسات الرئيس محمد مرسى، وآخر هذه الصدامات جاءت من خلال موقعة برنامج «أهل مصر»، للمذيع محمد الجندى بعد أن تم الاعتذار للدكتور عماد جاد، الباحث السياسى ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات، بعد أن أبلغ رئيس القناة مقدم البرنامج بصعوبة استضافة جاد وحده، خوفا من مهاجمته لـ«الحرية والعدالة» ولابد من تواجد عضو بالحزب الحاكم بالحلقة، حتى يدافع عن سياسات النظام الحالى.