تعتبر عملية خطف الجنود السبع فى شبه جزيرة سيناء على أيدى جماعات مسلحة والتى وقعت فجر يوم الخميس، حلقة جديدة من مسلسل انهيار الدولة والذى يكاد يشاهده المصريين يومياً.
فعندما يتم اختطاف سبعة من خيرة شباب ورجال مصر، والمكلفون بحماية وسلامة و استقرار هذا الوطن لمجرد – إذا صحت هذه الأنباء- أن بعض أهالى المحكوم عليهم بالتعدى على قسم شرطة ثان العريش لم يعجبهم الحكم ضد أبنائهم وقرروا الضغط على الحكومة ولى ذراعها للإفراج عن ذويهم بخطف هؤلاء الجنود الذين لا ذنب لهم، حينئذ تصبح مسألة انهيار الدولة أمر وشيك، لأن الأمر بساطة تعدى كل الحدود، ومن الممكن جداً أن يتكرر فى أى محافظة أو أى منطقة أخرى، ووقتها سنقول وداعاَ للقانون وأهلاَ بشريعة الغاب.
هذه الحادثة الشنيعة تعتبر محاولة جديدة من ضمن المحاولات التى تحاك ضد الجيش المصرى والقوات المسلحة للزج بهما فى الصراعات والمعارك السياسية، ودليل واضح على مدى الانفلات الأمنى الذى تعيشه سيناء، وضعف قدرة الدولة المصرية وهيبتها على السيطرة على مجريات الأمور هناك.
ولا عجب فيما يحدث فى سيناء طالما أن السيد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى يمالئ الإرهابيين والجهاديين وأفرج عن كثير منهم، وسمح لغيرهم بالعودة إلى مصر والتحرك هنا وهناك بحرية كما يشاءون بدون ضابط أو رابط.
لا عجب طالما ظلت الأنفاق التى تربط مصر بغزة مفتوحة على مصراعيها ويتم تهريب الأسلحة والمعدات والأشخاص منها تحت سمع وبصر – وربما موافقة ضمنية - القيادة السياسية المصرية.
لا عجب أيضا طالما فشلت القيادة المصرية فى الإعلان عن مرتكبى حادث رفح الذى وقع فى شهر رمضان الماضى وأودى بحياة عدد من الجنود والضباط المصريين.
لا عجب طالما أن السيد الرئيس محمد مرسى طالب فى لقاءه بالقيادات الأمنية بالحفاظ على أرواح "خاطفى الجنود السبع"... فبدل من أن يطلب حاكم الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة التعامل مع هؤلاء بإعتبارهم قتلة ومجرمين بكل حزم وشدة وفقاَ للقانون طبعاَ وبالمراعاة لمبادئ حقوق الإنسان، طالب سيادته بالتعامل معهم بطريقة تساوى بينهم وبين المختطفين، وهو بذلك يساوى بين الجانى والمجنى عليه وبين المدان والضحية، ويفتح الباب على مصراعيه لتكرار مثل هذه الحوادث بشكل شبه يومى.
لا أمل فى تصحيح الأمور فى سيناء طالما بقيت الأحوال على حالها، طالما يتم التعامل مع سيناء بطريقة أمنية وليست تنموية كما كان يفعل النظام السابق، طالما يتم التعامل مع بدو سيناء – أو معظمهم على الأقل- على أنهم جواسيس وخونة وليسوا من أبناء هذا الوطن لهم حقوق مثل غيرهم، طالما لم ينفذ المسؤولون مطالب أبناء سيناء ويتجاهلونها دائماَ، طالما بقيت وعود الرئاسة لأهل سيناء كلام فى الهواء، طالما أن هناك أنفاقا مفتوحة بين مصر وغزة يهرب منها من يشاء ويمر من خلالها أى شىء، طالما أن من يحكمون هذا البلد لا يعيرون أى اهتمام فى الكشف عن قتلة جنودنا فى رفح والثأر لهم، طالما أن الأجهزة الأمنية لا تتعامل بشكل فورى وحازم مع هؤلاء الذين برفعون رايات تنظيم القاعدة علناً وينادون بجعل سيناء إمارة إسلامية.
الجنود المخطوفون فى سيناء