على طريقه بو عزيزى أشعل «الحريصى» بائع خضار سعودى النار فى جسده، احتجاجاً على إهانة الشرطة السعودية له، فبعد قيام دورية من أمانة الرياض مساء الجمعة، بجولة تفتيشية بشارع الفريان بحى منفوحة وسط المدينة، صادرت كميات من الفواكه والخضروات كان الباعة المتجولون يقومون ببيعها على المارة فى الشارع، فأقدم البائع سكب البنزين على جسده وإشعال النار فيه، وتم نقل الحريصى على الفور إلى مدينة الملك سعود الطبية، وهو فى حالة حرجة، حيث بلغت نسبة إصابته الـ95% وما لبث أن فارق الحياة بعدها.
وبالعودة للوراء قليلاً فى نهاية عام 2010 وبداية عام 2011 بدء ربيع الثورات العربية، فى تونس ومصر وليبيا، وقتها خرج البعض للتشكيك فى مقصد الثورات العربية وعزوها أحيانا لمخطط «صهيوأمريكى» وإلا لماذا لم تحدث فى دول الخليج مثلا، لياتى حادث الشاب السعود ليؤكد انه رغم توافر الثروة النفطية التى تمتلكها السعودية، الكثير من المواطنين يعيشون فى ظروف معيشية صعبة تمهد لربيع عربى على الأراضى الملكية، ولكن هل ستقف النظم الملكية مكتوفة الأيدى أمام الربيع السعودى القادم، أم تستخدم أساليب الضغط المشروعة وغير المشروعة كما فعلت من قبل وقت احتجاجات السعوديين بمحاكمة وزارة الداخلية 3 مارس عام 2011.
وبدأ اشتعال الأحداث فى السعودية فى مارس 2011، عندما وجه مواطنون سعوديون رسالة للملك السعودى عبد الله بن عبد العزيز عبر موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك»، مطالبين بتطوير نظام الحكم ليصبح ملكيا دستوريا والفصل بين السلطات الثلاث، مع إجراء إصلاحات اقتصادية اجتماعية تتعلق بالقضاء على الفساد والبطالة والفقر والإفراج عن معتقلين ،وقتها بدئت المناوشات بين الشارع السعودى والحكومة السعودية، والتى استمرت فى العام الأول لمده 11يوم من 3 مارس وحتى 16 مارس 2011
وفى عام 2012، شهدت المملكة السعودية عدد من الأحداث الاحتجاجية، حيث نظم الكثير من أهالى المعتقلين وذويهم اعتصامات ومظاهرات فى «جدة والرياض والدمامة والقصيم»، للمطالبة بالإفراج الفورى عن السجناء السياسيين بعد ورود أخبار عن تصفية بعضهم جسديا تحت التعذيب عرفت بانتفاضة المساجين.
كما شهد سجن "الحاير"، الكثير من الاضطرابات عقب اشتباكات عنيفة بين السجناء وقوات الأمن وأهالى السجناء يعتصمون للإفراج عن ذويهم ومقتل "3" من السجناء بعد ووقوع اشتباكات عنيفة داخل السجن.
وكشف "حقوقيون سعوديون" وقتها عن وفاة "13" معتقلاً فى سجون المملكة، وطالبوا بضرورة الكشف عن أسباب الوفاة، وأبلغت مصادر "حقوقية" أسماء السجناء الذين توفوا فى ظروف غامضة داخل سجون المباحث فى المملكة مؤخرًا، مطالبين رئيس هيئة التحقيق والإدعاء العام بالكشف عن أسباب وفاتهم.
واستمرت الاحتجاجات فى السعودية على مدار عامان، خلفت عدد من القرارات الحكومية السعودية، أبرزها كان تخصيص السعودية 110 مليارات ريال (نحو 29 مليار دولار) لمساعدة العاطلين عن العمل، وذلك لتجنب آثار الثورات التى وقعت فى عدد من الدول العربية، كما أعلنت السعودية اعتمادها دفعة قروض جديدة تشمل بناء 500ألف وحدة سكنية وتمثل الدفعة الثانية من الدعم الذى أمر به الملك عبد الله بن عبد العزيز، كما اتخذ الملك عبد الله بن عبد العزيز مراسيم تقضى بإنشاء هيئة لمكافحة الفساد، وإنفاق مليارات الدولارات لرفع الأجور, وتوفير آلاف الوظائف، وبناء مئات آلاف المساكن.
رياح الربيع العربى تشق طريقها إلى "السعودية".. على طريقة "البوعزيزى" انتحار بائع الخضار السعودى يدق ناقوس الخطر لاقتراب ثورة سعودية شعبية.. وحقوقيون يطالبون بالتحقيق فى وفاة سجناء داخل سجون المملكة
الثلاثاء، 21 مايو 2013 02:58 م