د.عبد الجواد حجاب يكتب : دستور الميدان يحمينا

الثلاثاء، 21 مايو 2013 04:50 م
د.عبد الجواد حجاب يكتب :  دستور الميدان يحمينا ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحقيقة المؤلمة أننا نعيش فى منطقة تتقلب على صفيح ساخن بفعل نيران المؤامرات المتلاحقة مؤامرة تلو المؤامرة, من مؤامرة الاحتلال الإنجليزى لمصر لوأد ثورة الحرية التى قام بها البطل أحمد عرابى. إلى مؤامرة سايكس بيكو التى حملت عار تقسيم العرب بين الدول الاستعمارية إلى مؤامرة نكبة اغتصاب فلسطين على مرئى وتحت سمع ملكيات فاسدة وعميلة للصهيونية والصليبية. ثم مؤامرات حروب اليمن ونكسة يونيو وحرب الخليج الأولى والثانية والحروب الأهلية بلبنان والصومال التى مثلت فشل الدكتاتوريات العسكرية ثم وصلنا إلى مؤامرات وأد واحتواء ثورات الربيع العربى وخاصة فى اليمن والبحرين وسوريا ومؤامرات احتواء ثورة تونس ومصر.

الثورة المصرية الشعبية السلمية قامت كالبركان الذى فاجأ العالم وهذا ليس بجديد على شعب مصر العظيم صانع المفاجات والمعجزات. الثورة المصرية انطلقت من ميدان التحرير الذى بناه الخديوى إسماعيل لتلتقى فيه شوارع مصر الخديوية الحديثة ليكون مشابها لميدان الشانزليزية فى باريس رمز النصر والحرية. هذا الميدان تحول إلى رمز من رموز الحرية عند المصريين فى أيام ثورة 1919م ضد الاحتلال وترسخ كميدان للحرية والتحرير فى بعد ثورة يوليو 1952م.

شرارة الثورة اطلقها شباب مصر النبيل فى 25 يناير عيد الشرطة المصرية التى انحرفت عن مسارها الوطنى للمطالبة بإقالة وزير الداخلية رمز الظلم والتعذيب, قامت الثورة الشعبية لتصحيح مسار ثورة يوليو بعد أن تحول حكامها إلى سلاطين مستبدة ومنبطحة أمام العدو مفرطين فى كرامة مصر, انضم الشعب إلى هؤلاء الشباب فى 28 يناير, ملايين تمثل كل الطبقات التى رضخت تحت نظام القهر والتجويع مطالبة بسقوط ورحيل النظام. ثمانية عشر يوما قضاها الشعب فى الميدان وأمضوا لياليهم فى وضع دستور للميدان يستوعب كل المصريين بمختلف الاتجاهات الفكرية. دستور بسيط وسهل الفهم ويرضى الجميع مسلمين ومسيحيين علمانين وإسلاميين "عيش حرية عدالة مساواة وكرامة إنسانية".

دستور الميدان وثيقة اخلاقية نابعة من شعب يعرف معنى الأخلاق والأديان, دستور يرضى رب العباد ويرضى رسله محمد وموسى وعيسى, دستور لا يتعارض مع أى آية فى أى كتاب سماوى سواء كان القرآن أو الإنجيل.

كلنا نؤمن بالحرية ورضينا بهاو دفعنا دماء أبنائنا ثمنا لها ولا يمكننا ان نتخلى عتها أو نعيش بدونها مرة أخرى, كلنا ارتضينا بالديموقراطية وهى الشكل الحديث للشورى كوسيلة لتبادل السلطة بطريقة حضارية وسلمية وأخلاقية, كلنا متلهفون إلى العدالة والمساواة والعيش بكرامة وهى مقاصد الشريعة السماوية التى تعيش وتجرى فى دمائنا نحن المصريين جميعا.

الحقيقة أننى متفائل من يوم تنحى الرئيس المخلوع وسقوط دولة الظلم والفساد والسبب بسيط وهو أن مبادئ ثورتنا هى من روح شريعتنا السماوية السمحاء التى تحفظ المساواة بين المصريين وتمنكنهم من العيش المشترك وممارسة حياة الشركة مستظلين بالأزهر الشريف رمز الوسطية والتسامح وبالكنيسة الارثوذوكسية رمز الوطنية والتسامح.

دستور ثورتنا دستور لمصر الوطنية الحديثة الديموقراطية هذه الدولة التى دشنتها وثيقة الأزهر التى وافق عليها المصريون جميعا فى الداخل والخارج أقباط ومسلمون.

من مصادر تفاؤلى أيضا جيش مصر الباسل مدرسة الوطنية وحامى الحمى والمتمسك بمبادئ ثورتنا وأهدافها ودستورها جيش يربى أبناءه الذين هم أبناء الشعب على الوطنية ويحارب الطائفية والذى رفض أن يكون جيشا لعائلة أو قبيلة أو طائفة بل جيش الشعب.

من مصادر تفاؤلى أيضا أن ديموقراطيتنا الوليدة أفرزت التيارات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمون تماما كما توقع الجميع حيث إنها فصائل وطنية تحلم بالإصلاح منذ عقود طويلة وتحملت ما تحملت من عنت فى سبيل حصول الشعب على حريته, وكان لها دور بارز فى حماية الثورة ووضع دستور الميدان وتحديد أهداف الثورة, فكان صعودها إلى سدة الحكم ليس مفاجئة وخاصة أنهم مصريون يقدسون الوطنية والوحدة.

الحقيقة أن من ينكر دور الأحزاب والجماعات الإسلامية فى النضال الشعبى الطويل للحصول على الحرية لا يكون منصفا تماما كمن ينكر دور الأقباط والتيارات الأخرى سواء يسارية أو ليبرالية فى النضال الوطنى, فكلهم وطنيون ومصريون شاركوا فى صنع ملحمة الثورة.

التخلى عن مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير جريمة لن تمر أبدا ولن يسمح بها الشعب الذى عرف معنى الحرية والديموقراطية , هذه المبادى وهذه الروح هى الأمل فى وحدة شعبنا وفى نهضته والحفاظ عليه فى موقع الريادة والصدارة لأمة تترنح تحت وطاة مشاريع التقسيم والطائفية التى زرعتها الصهيونية العالمية.

دستور ثورتنا ودستور ميدان حريتنا لايسمح للعنف أن يتحكم فى مجريات حياتنا ولا يسمح للبلطجة أن تحكم شوارعنا ولا يسمح للفاسدين أن يستمروا فى التجارة بأقواتنا ومقدراتنا. دستور ثورتنا لا يوجد به مكان لصناع الفوضى والفتن. ثورتنا بركان سيبتلع كل هذه الموبقات وسيعود البطجية وتجار الموت والفاسدين إلى جحورهم تحت الارض وفى الظلام مكانهم الطبيعى.

من هنا من على هذا المنبر الحر أنادى الجميع بالتمسك بدستور ميدان الحرية والعمل فى الاتجاهات الصحيحة واحترام حرية الشعب وارادته والتوحد فى موادهة المفسدين وإعلان الحرب على الفساد مهما كان موقعه ونمتنع تماما عن إعطاء اى مبرر للعنف من اى طرف والنزول إلى القواعد الشعبية لمساعدة الشعب على تحمل أعباء المرحلة الصعبة ونشر ثقافة الديموقراطية والحرية والسلمية.

دستور ومبادئ وأهداف ميدان التحرير نجح فى تجميعنا وصنع وحدتنا هيا بنا نتمسك بدستور الميدان هذا هو الأهم.

عشات بلادى تحت دستور الميدان "عيش حرية عدالة مساواة كرامة إنسانية".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة