استنفار أمنى شامل فى سيناء لاستعادة الجنود المصريين السبعة المختطفين فى رفح، وما ستحمله الساعات القادمة من عملية على الأرض لتحرير هؤلاء الرهائن، هذا الملف كان محور مناقشات برنامج "جملة مفيدة" الذى تقدّمه الإعلامية منى الشاذلى على "MBCمصر"، حيث تابعت الحلقة كل مستجدات قضية الجنود المختطفين، من قلب الأحداث فى سيناء، حيث نقل البرنامج عدة تقارير من أمام معبر رفح، والتقت بعدد من المواطنين لتعرف رأيهم فى القضية.
ورصدت الكاميرا ومراسلى البرنامج كافة تحركات الجيش فى منطقة الشيخ زويد، وأسباب الدفع بمعدات ثقيلة فى المنطقة، وفى الأستوديو استضافت منى الشاذلى اللواء كمال عامر، مدير المخابرات الحربية الأسبق، والدكتور خالد حنفى، أمين حزب الحرية والعدالة بالقاهرة، والدكتور عمار على حسن، الباحث السياسى.
ومن جانبه كلف الفريق عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع اللواء أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى الميدانى، بقيادة عملية "كرامة"، لتحرير الجنود المختطفين بسيناء، فور الإعلان عن ساعة الصفر.
وتشهد سيناء تحركات استثنائية من الجيش، حيث وصلت 40 مدرعة عسكرية تحركت بعضها نحو المنطقة الشرقية فى الشيخ زويد، وذلك فى إطار التحضيرات لعملية إعادة الجنود السبعة المختطفين فى رفح.
وقال أيمن محسن –مراسلMBC مصر فى سيناء- إن قوات الشرطة والقوات المسلحة أرسلت معدات العسكرية هى الأحدث من نوعها، مشيرا إلى أن هناك تخوفا من أن تكون العملية فيها "شو" إعلامى أكثر من أن يكون لها نتائج محققة، ولكن العسكريون المشاركون فى الحملة أظهروا قدرا كبيرا من الروح الحماسية لاسترداد الرهائن.
وأضاف: "من لديهم خبرة عسكرية يدركون صعوبة العملية على الأرض، فالخاطفون لديهم فهم جيد للصحراء لأنها تعيش طوال عمرها فى هذا المكان تعرف المخابئ والجبال والدروب، ولكن القوات لا تعرف عنها الكثير".
ومن جانبه استنكر الدكتور عمار على حسن -الكاتب الصحفى والباحث السياسى- البيان الرئاسى الذى صدر بشأن الجنود السبعة المختطفين فى رفح، والذى يظهر منه الحرص على دماء الخاطفين، مشيرا إلى أنه لا ضير من تأخير العملية العسكرية لاستعادة الجنود، وأن الأهم هو أن يتم التخطيط للعملية بدقة.
وقال الدكتور عمار على حسن –خلال استضافته فى برنامج "جملة مفيدة"-: "تحرى الدقة فى حرمة الدم شىء جيد، ولكن دم المصريين كلهم سواء، لا أفهم أن أحدا يتحسب إراقة دماء إرهابيين، ولا يتحسب إراقة دم شباب أبرياء، بالتالى أى حديث عن حرمة الدم يجب أن نعيد معه الحديث منذ البداية، حيث لم نشهد ارتجافا حيال دم الشباب الذى يراق فى الشوارع".
وأضاف: "إذا كان تأخير العملية العسكرية يتعلق بمزيد من الوقت لجمع المعلومات، واكتشاف مسرح العمليات، فهذا مقبول، وفى هذه الحالة فإن الحديث عن التفاوض لا يعنى بالضرورة التنازل، قد يعنى تمكين الخطة، واستدراج الخصم إلى فخ، وأنا مع أن السلطة السياسية والقوات المسلحة تأخذ وقتها، لأننا نستطيع أن نحدد البداية، ولكن لا نستطيع أن نحدد النهاية. قد يكون الأمر برمته استدراجا للقوات المسلحة".
وأكد دكتور عمار أن ما تمر به مصر الآن هى أزمة، وإن كل عناصرها متوفرة، وقال: "القضية جوهرية تمس كيان الدولة، فى ظل غموض ونقص شديد جدا من المعلومات، وضيق فى الوقت، ومن ثم هى أزمة بالنسبة للجيش والسلطة السياسية، وهى محك لاختبار النوايا للسلطة السياسية، لمن الولاء للدولة أم لغير الدولة"؟.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين كانت –على مدار تاريخها- ترفض استخدام العنف من الجماعات الإسلامية، ولكنها الآن فى السلطة، وتوازنات القوى على الأرض تجعل يدها مغلولة، ووضح قائلا: "بمعنى أنها ربما لا تريد أن ينسب إليها أنها تخلت عما يسمى أطراف التيار الإسلامى المختلفة داخل المشهد المصرى، فى الوقت ذاته هى فى موقع السلطة السياسية المسئولة عن المصريين جميعا".
بينما أشار اللواء كمال عامر – مدير المخابرات الحربية الأسبق- أن عملية استعادة الجنود السبعة المختطفين فى رفح أصعب من الحرب الحقيقية، لأن القوات المسلحة لا تعرف من هو عدوها، حتى تحاربه، فضلا عن صعوبة تضاريس سيناء.
وقال اللواء كمال عامر –خلال استضافته فى برنامج "جملة مفيدة"-: "هذه العملة أصعب من المعركة الكبيرة، ففى المعارك، أنا أعرف من أوجه، ولكن فى هذه الحالة العدو مجهول بالنسبة لى، الأمر الذى يتطلب قدرا أكبر من الاستعداد والتحضير".
وأضاف: "مساحة سيناء شاسعة، والطبيعة فيها وعرة، إذا نحن أمام مسرح صحراوى جبلى ممتد على مسافة61 ألف كم وبه تضاريس مختلفة، والمشكلة أن الخاطفين الآن قد يخططون لجعل العملية أكثر صعوبة".
ووضح: "قد ينقلون المخطوفين كل يوم فى مكان مختلف، أو قد يوزعوهم فى مساحات شاسعة، وهذه الاحتمالات تجعلنا فى حاجة إلى اختيار قوات وتسليح مناسب، ودراسة لطبيعة الأرض، وتدريب وإجراءات أمنية، وهذه التحضيرات كلها فى إطار تقدير جيد للموقف".
وكان الفريق عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، قد كلف اللواء أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى الميدانى، بقيادة عملية"كرامة"، لتحرير الجنود المختطفين بسيناء، فور الإعلان عن ساعة الصفر.
نفى الدكتور خالد حنفى -أمين حزب الحرية والعدالة بالقاهرة- أى علاقة بجماعة الإخوان المسلمين بالجماعات المتطرفة، مشيرا إلى أن التطرف لا تجدى معه حلول أمنية.
وقال خالد حنفى –خلال استضافته فى برنامج "جملة مفيدة"-: "الإخوان هم أبعد ما يكون عن هذه التنظيمات التى تنتهج العنف والتطرف بشكل أو بآخر، وأنا أراهن الآن على وعى وتدين المصريين الحقيقى وهو القادر على محاصرة التطرف".
وأشار إلى أن الحل الأمنى لقضية الجنود السبعة المختطفين فى سيناء لن يكون حاسما، وإنما هو علاج للأزمة التى تمر بها مصر.
واعتبر حنفى أن موقف الرئاسة المصرية من قضية الجنود المختطفين إيجابي، وقال: "كان ممكن لمؤسسة الرئاسة أن تترك الملف كله للجيش ويكون هناك نوع من المحاسبة سلبا أو إيجابا، وتبعد عن المسئولية، ولكن آثرت الرئاسة أن تتحمل الملف وتشرك الأطراف، لأن الأمر متعلق بأرواح جنود، ويحتاج إلى أكبر قدر من التركيز وصناعة القرار، وهذا الموقف إيجابى، وفيه قدر من تحمل خطورة نتائج العملية".
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو رامى الصعيدى
الخطف اصعب ام القتل؟