تم إغلاق باب الزنزانة، وتم إغلاق باب العنبر، وانصرف الحرس والعساكر والضباط، الزنزانة مضيئة هذه المرة وليست مثل كل مرة، لا يوجد سرير ومعى عدد 2 بطانية كعهدة استلمتها فور الدخول للسجن، الحل المعتاد بطانية على الأرض والأخرى مخدة، واستلقيت على الأرض ونظرت للسقف وبدأت فى التفكير، لم تكن الزنزانة فى سجن العقرب شديدة الحراسة كزنازين سجن المحكوم الذى قضيت فيه أكثر من شهرين عام 2006، كانت الزنزانة أضيق حوالى متر ونصف فى اثنين ونصف مخصصة لشخص واحد كحبس انفرادى، وكانت زنازين المحكوم أوسع كثيرا، وكانت التهوية أحسن، وبالسجن إمكانيات أكثر للمعيشة لم تكن متوفرة فى سجن العقرب.
بدأت بالتفكير فى الاحتياجات المطلوبة للمعيشة، فربما تطول فترة حبسى على ذمة قضية إهانة وزير الداخلية والتظاهر إمام منزله، ملاءات، ملابس، كتب، أكواب وأطباق، والأهم من ذلك كله، مبيد للناموس المتواجد بالمئات فى الزنزانة الضيقة.
أحمد.. أحمد.. أحمد يا ماهر
مين؟
أنا يوسف فى زنزانة 2
اهلا بيك يا يوسف
انت أحمد ماهر؟
أيوه يا ريس أنا أحمد ماهر
أحمد ماهر بتاع 6 إبريل؟
أيوه يا عم أحمد ماهر بتاع 6 إبريل
طب إيه اللى جابك هنا؟ مش انت كنت مع مرسى؟
يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، أيوه يا عم كنا معاه وقت الانتخابات الرئاسية، يعنى كنا ننتخب شفيق؟ بس الحمد لله ربنا تاب علينا وأدينى دلوقتى فى السجن.
أنا كمان عصرت لمون وانتخبت مرسى، وجابونى هنا فى سجن العقرب بتهمة بلاك بلوك مع أننا مش بلاك بلوك.
كان هذا حوار دار بينى وبين مجموعة من الشباب المحبوس فى نفس العنبر فى زنازين أخرى عن طريق فتحة صغيرة فى باب الزنزانة.
يوسف على، ومحمد عادل، وعبدالرحمن سليم، وصلاح الدين على.. شباب صغير فى السن، وبهم طلبة فى الجامعات والمعاهد، شباب فى قمة التهذيب والأخلاق والوطنية والانتماء، ظللت أتحدث معهم من خلال فتحة باب الزنزانة، تحدثنا عن الوضع فى مصر وكيف تم القبض على فى المطار، وتحدثنا عن حملة تمرد، وسمعت منهم كيفية القبض عليهم من منازلهم بعشرات الجنود المدججين بالسلاح وكيف تمت إهانة أهلهم وتدمير الأثاث، وكيف عادت ظاهرة زوار الفجر.
تنظيم وهمى يطلقون عليه البلاك بلوك، قام جهاز الأمن الوطنى «أمن الدولة» بتتبع تعليقات الشباب على الفيس بوك، وقاموا بالقبض عليهم بسبب بعض التعليقات أو بعض الآراء.
واستكمالا للمقال السابق، فرغم أن قانون الإجراءات الجنائية فى مصر يتيح لوكيل النيابة أو النائب العام أو قاضى التحقيقات بحبس المتهم احتياطيا على ذمة التحقيق، فإن القانون نص على أن الحبس الاحتياطى يكون فى حالة خوف جهة التحقيق من التلاعب فى الأدلة أو التأثير على الشهود أو إمكانية القيام بجريمة أخرى أو الخوف من الهرب، وفى نفس القانون توجد إجراءات أخرى يمكن تطبيقها بديلا للحبس الاحتياطى مثل الإقامة الجبرية أو الكفالة أو ضمان محل الإقامة أو ضمان محل العمل خصوصا فى القضايا البسيطة أو الجنح، فما بالك لو كانت قضية معروفا أنها ملفقة أو تهما سياسية أو إهانة رئيس الجمهورية أو وزير الداخلية، ولكن بالضبط كما كان يحدث أيام مبارك، الحبس العقابى للمعارضين لأى تهم مهما كانت درجة تفاهتها.
والموضة الآن هى ترحيل النشطاء المعارضين لسجن العقرب شديد الحراسة، حيث العزلة وعدم رؤية الشمس لأسابيع، سجن العقرب حيث التجاهل التام والحديث مع الحوائط والأبواب، سجن العقرب حيث لا مياه نظيفة ولا أكل نظيف ولا صرف صحى مناسب، حيث لا راديو ولا تليفزيون ولا جرايد ولا كتب ولا ورق ولا أقلام، سجن العقرب حيث الظلام التام والسكون الدائم والجنون.
حبس احتياطى على ذمة تهم تافهة عفى عليها الزمن.. تجمهر أكثر من 5 أشخاص «قانون 1914» وإهانة رئيس الجمهورية أو إهانة وزير الداخلية.
يوسف وعبدالرحمن وصلاح ومحمد عادل فى سجن العقرب، وغيرهم فى سجن الاستقبال، وغيرهم فى سجن طنطا.. والتهمة هى معارضة الرئيس.
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن عادى
أسئلة أرجو الرد عليها
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام الحفناوي
بكل احترام الى المحترم الاستاذ احمد ماهر
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed eissa elsaeed
يسقط يسقط حكم المرشد
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالمجيد
ما بعد الاقصاء!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
mounir
من الأخر هو عنده مهمه مكلف بيها مايقدرش وإلا يتم التخلص منه مثل عمر سليمان وشفيق !!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1
عدد الردود 0
بواسطة:
كل كلامك اوهام فى اوهام كفاية كذب كفاية تأليف
كل كلامك اوهام فى اوهام كفاية كذب كفاية تأليف