استبعدت صحيفة وول ستريت جورنال تأسيس تحالف حقيقى بين بعض التيارات الإسلامية والمعارضة الليبرالية فى مواجهة الإخوان المسلمين، الذين يهيمنون على السلطة، قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقالت الصحيفة الأمريكية، أن التحالف غير المرجح بين الأصوليين الإسلاميين وائتلاف فضفاض من الأحزاب والجماعات العلمانية، لا يهدف لمبادئ مشتركة وإنما لحسابات سياسية تهدف لوضع حد لسلطة الإخوان الذين تضاءلت شعبيتهم بالفعل وسط الفوضى الاقتصادية والسياسية فى مصر.
وأضافت أن جبهة الإنقاذ الوطنى وحزب النور السلفى كلاهما يتهما الإخوان المسلمين بالاستيلاء علناً على السلطة، منذ الثورة التى أسقطت الرئيس السابق حسنى مبارك.
وتشير إلى أن الإخوان المسلمين الذين قالوا فى البداية إنهم لن يتقدموا بمرشح للرئاسة، فازوا بها بالفعل وسيطروا على البرلمان ويحاولون حالياً إدخال تشريعات على السلطة القضائية يمكن من خلال استبدال ربع القضاة بآخرين معينين من قبل الجماعة.
وفى وقت سابق من الشهر الجارى، أجرى الرئيس محمد مرسى تعديلا وزاريا مانحا مزيداً من حلفاء الإخوان وزارات رئيسية.
وتشير "الصحيفة" إلى أن المراقبين يرون أن المستفيد الحقيقى من تراجع شعبية الإخوان هم حزب النور وحفنة من الأحزاب الإسلامية الصغيرة، وقالت تمارا كوفمان، مدير مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط فى معهد بروكينجز، إن السلفيين يقفون للحصد، مضيفة أن السلفيين يتمتعون بميزة أنهم لم يختبروا من قبل، على نقيض الإخوان الذين حاولوا وفشلوا، فيما ينظر للمعارضة العلمانية بأنها نخب قديمة.
وأقر جهاد الحداد، أحد أبرز قيادى الإخوان المسلمين، قائلاً: "أعلم أننا سوف نعانى خسائر فادحة فى الانتخابات"، وتابع: "لكننى لا أرى أحداً آخر يبرز لقيادة العملية، فمعارضة الرئيس مرسى ليست منصة للانطلاق، وأشار إلى أن أى حزب سيفوز بأغلبية برلمانية سيقف أمام الشعب للحكم عليه".
وأعرب "الحداد" عن أمله ألا يفوز السلفيون، قائلا: "إنهم يفتقرون إلى الواقعية كى يقودوا البرلمان".
وترى الصحيفة، أن صعود حزب النور، المعروف بتركيزه المتشدد على الشريعة الإسلامية، قد يثير قلق المصريين ذوى الميول الليبرالية، وكذلك الحكومات الغربية، التى ربما تجد عقبات جديدة فى التعامل مع أولئك على صعيد المسائل الدولية.
وعلى سبيل المثال، فإن موقف العديد من قادة الحزب السلفى الرافض للربا، قد يعرقل ضخ مليارات القروض الأجنبية لمصر، كما أن مواقفهم حيال البكينى والخمر يهدد صناعة السياحة الحاسمة للبلاد.
ولم يعلق جلال مرة، أمين عام حزب النور، تفصيلا على علاقة الحزب بجبهة الإنقاذ الوطنى، ولكنه قال إن النور بدأ مبادرة لتقريب الفجوة بين الأحزاب السياسية وحل الأزمة الراهنة.
وتقول الصحيفة، إن قادة كل من الجبهة وحزب النور يقولون إنهم بإمكانهم تشكيل حكومة ائتلافية، وهو ما يمكن أن يحرم جماعة الإخوان المسلمين من اختيار رئيس وزراء مصر المقبل، إذ ستكون سلطة الاختيار لمجلس الشعب.
وتوقع المحلل الأمريكى إسندر العمرانى، أنه إذا ما حققت الجبهة والنور نتائج جيدة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، فإنهم سيسطرون على الأغلبية العظمى من المقاعد.
وتقول "وول ستريت جورنال" أنه رداً على سؤال عما إذا كانت مقامرة الجبهة بالتحالف مع السلفيين سيؤتى بثماره، أعترف السياسى اليسارى البارز حمدين صباحى بأنه يشعر بالقلق، لكنه قال: "إذا ما تركنا هذه الديكتاتورية تمضى فى طريقها، فسوف يصبح الوضع أسوأ".
وول ستريت جورنال: تحالف الإنقاذ والنور قد يحرم الإخوان من اختيار رئيس الوزراء المقبل.. مراقبون غربيون: السلفيون المستفيد الرئيسى من تراجع شعبية الجماعة.. جهاد الحداد: سنعانى خسائر انتخابية فادحة
الإثنين، 20 مايو 2013 01:07 م
قيادات الإنقاذ