مطلوب من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة البعد نهائيا عن العنوان الدائم "معركة بين مسيحيين ومسلمين" فالملاحظ أنه إذا حدثت مشكلة عادية بين أسرة وأخرى بسبب خناقة أطفال يلعبون فى الشارع، وتكبر المشكلة لأن أهل هذا تدخلوا وعائلة ذاك انفعلوا.. قالوا معركة بين مسيحيين ومسلمين. إذا ضبط أهل فتاة ابنتهم تسير مع أحد جيرانها وقد تكون بينهم علاقة عاطفية وحدثت مشكلة.. يكون العنوان بالمانشيت العريض معركة بين مسيحيين ومسلمين.. لتشتعل كل لحظة وأخرى أزمة بلا داعى بسبب إشعال الموقف بتلك العناوين المخربة ليحتقن الموقف..
بينما إذا فحصنا وتمحصنا قد نجد تلك المواقف تحدث بين أسرتين مسيحيتين أو أسرتين مسلمتين فليس من الممكن أن يجد أب مسيحى ابنته تسير فى الشارع مع شاب مسيحى فيصفق لها.. أو يهنئها على أنها تحب وتعشق ذلك الشاب لأنه مسيحى. فقد يتهور الأب ويتطاول على ذلك الشاب فتكبر المسألة وتتقاتل العائلتين كذلك الحال فى حالة إذا أب مسلم وجد ابنته على تلك الحالة.. أى أن تلك الأشياء موجودة بين شيريكى الوطن، فلماذا نشعل الفتيل ونكبر المسألة ونظهر الصورة على أنها فتنة طائفية ونزيد الاحتقان بل نختلقه؟.. كفانا ما يحدث نتيجة لتلك العناوين الرخيصة.
بصراحة وبكل صراحة أنا لى أصدقاء كثيرون مسيحيين وأصدقائى لهم كثير أصدقاء مسلمين، ودائما أسألهم سؤال كاستطلاع رأى، هل فى يوم ما لمسنا تلك الفتنة الطائفية التى تتناولها الجرائد بأنفسنا؟ فتكون الإجابة دائما لا نحن نقرأها فى الصحف فقط وأنا طوال عمرى بالفعل لم أجد "خناقة" بين مسلم ومسيحى، وإن وجدت فهى خناقة تكون عادية كأى خناقة بين مسلم ومسلم ومسيحى ومسيحى، ليست بسبب العقيدة التى هى بالفعل نستطيع أن نصنفها على أنها فتنة طائفية، أى نعم يحدث خناقات بسبب العقيدة بعض الأحيان لكنها نادرة جدا، فمعظم الخلافات عادية كأى خلاف بين مواطن وآخر بعيدا عن الملة..
ارحمونا من تلك الشعارات التى تهدم الوطن الذى نحن فى أشد الحاجة لأن نبنيه لا نخربه، وكفانا ثلاثون سنة تخريب وتجريف لروح المحبة والأخوة على يد نظام بائد خرب كل شىء حتى المحبة والود والأخوة.
محمد الحفناوى يكتب: مسلم ومسيحى وبينهما الإعلام
الإثنين، 20 مايو 2013 09:18 م
مسيحى ومسلم