أكد د.عباس محمد شرقى، أستاذ الجيولوجيا الاقتصادية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية، بجامعة القاهرة، أن سد النهضة الإثيوبى وصلت الدراسات الأمريكية لتطويره إلى سعة تخزين 74 مليار متر مكعب، وإنتاج 6000 ميجا وات من الطاقة.
حذر أستاذ الجيولوجيا الاقتصادية، خلال محاضرته اليوم الاثنين بالدورة التدريبية الحادية والأربعين لشباب الإعلاميين الأفارقة بمبنى ماسبيرو، من أن مشروع السد الإثيوبى، مبالغ فيه، ويشكل تهديداً كبيراً على السودان ومصر، فى حال تصدع جدران السد، نتيجة للزلازل المتكررة التى تتعرض لها إثيوبيا، أو عدم التزام الشركة المنفذة للمشروع بالمعايير الهندسية الصحيحة.
أشار شرقى، خلال محاضرته التى جاءت بعنوان "الموارد الطبيعية فى إفريقيا"، إلى أن إثيوبيا نفسها لن تتكبد سوى تكاليف بناء السد، فى حال انهياره، دون التأثير على أى مدن إثيوبية، لأن السد يتم بناؤه على حدود الدولة، لافتاً إلى أن التخوفات من التأثير على نصيب مصر من الماء، يمكن تجاوز مخاطره بالتنسيق بين الحكومة المصرية، والحكومة الإثيوبية، فى مواعيد التخزين.
أوضح، أن أى خزان مائى جديد، يقتطع فى البداية كمية من الماء تتراوح ما بين 15 إلى 25 مليار متر مكعب، وتسمى "سعة التخزين الميت"، مشيراً إلى أنه يمكن التنسيق مع الحكومة الإثيوبية لاقتطاع تلك الكمية على عدة سنوات وليس مرة واحدة، وأن تتخذ مصر فى خلال تلك الفترات احتياطاتها لترشيد المياة.
وعلى الجانب الآخر، قال شرقى، إن القارة الأفريقية ممتلئة بالموارد والطاقات، منها الثروة البشرية، حيث تزايدت الكثافة السكانية بالقارة إلى قرابة المليار نسمة، مؤكداً أن زيادة عدد السكان يمثل مورداً اقتصادياً، إلا أن عدم استغلاله قدرات الطاقة البشرية الأفريقية بشكل جيد يشكل عبئاً على القارة الأفريقية.
وأضاف، أن احتياطى البترول فى القارة الأفريقية يمثل 9% من الاحتياطى العالمى، لافتاً إلى أن تلك النسبة تمثل المناطق المكتشفة حتى الآن، فيما مازال هناك العديد من المناطق التى لم تكتشف بسبب التكليفات المادية العالية التى تحتاجها عملية البحث عن مناطق البترول، بالإضافة إلى افتقار القارة الأفريقية للمعدات التكنولوجية المتطورة.
واستطرد شرقى قائلاً: أن متوسط العمر المتبقى لإنتاج البترول على مستوى العالم حوالى 50 سنة، وذلك بسبب استهلاكهم لمعظم المناطق البترولية، مؤكداً أن الوضع مختلف بالنسبة للقارة الأفريقية، خاصة وأن عملية الاكتشاف مازالت مستمرة ولم تكتشف جميع الحقول البترولية الأفريقية، مؤكدا أن القارة الإفريقية غنية بكثير من المعادن والتى تمثل معادن إستراتيجية، حيث يمثل 50% من انتاج الماس بالعالم من القارة الأفريقية، والتى تتعرض لكثير من عمليات التهريب للدول الغربية، وهو الأمر الذى يحصر فوائده على العناصر المهربة فقط، بينما تستفيد منه الدول الأوروبية المصنعة.
وأوضح الخبير الجيولوجى، أن أبرز المعادن التى تتميز بها القارة هى الحديد بدولة ليبريا، اليورانيوم فى النيجر وناميبيا وجنوب أفريقيا، رغم عدم وجود مفاعلات نووية، مما يجعل الاستفادة الأكبر للدول الاوربية المالكة للمفاعلات النووية، ومن المعادن أيضاً Bauxite بغينيا، النحاس فى زامبيا والكونغو الديمقراطية، الفوسفات بشمال القارة الأفريقية، وتعد المغرب هى الدولة الرائدة من حيث الكمية والنوع.
تابع، أن نصيب أفريقيا من المياة السطحية المتجددة 10% فقط، لافتاً إلى أنه فى مقابل النسبة القليلة من نصيب القارة، نسبة البخر منه عالية حيث تصل إلى 80%، بالإضافة إلى التوزيع الغير متجانس على مستوى القارة.
وفاتورة إثيوبيا تكلفة السد فقط..
خبير جيولوجى: سد النهضة يشكل تهديداً لـ"السودان" و"مصر" حال تصدعه
الإثنين، 20 مايو 2013 03:04 م