خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": إلى المهندس خيرت.. العناد لم يكن ضمن ثقافة «مهاتير»

الإثنين، 20 مايو 2013 09:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


الإعجاب الذى يبديه المهندس خيرت الشاطر وقيادات جماعة الإخوان المسلمين بالسيد مهاتير محمد، يقدم مؤشرا إيجابيا على المرجعية الاقتصادية لقيادات الجماعة، لكن هذا الإعجاب وحده لا يكفى، إن لم ينظر المهندس خيرت إلى هذه التجربة فى سياقاتها السياسية والفكرية، جنبا إلى جنب مع هذا التطور الاقتصادى الذى صنعه مهاتير فى ماليزيا.

فإن كان المهندس خيرت قد رعى زيارة مهاتير إلى القاهرة ليقول للناس، إن هذا هو الحلم الذى تسعى إليه الجماعة، فإن الزيارة كلها والكلام الذى قاله مهاتير.. لن يكون له أى معنى إذا لم تلتفت الجماعة نفسها، والمهندس خيرت على وجه الخصوص، إلى الرسائل السياسية التى مررها مهاتير خلال خطابه المهم يوم أمس، فلا يجوز أن تؤمن بنصف ما قاله مهاتير وتكفر بالنصف الآخر، ولا يجوز أيضا أن تتجاهل الجهود السياسية التى أسس عليها رئيس وزراء ماليزيا السابق مشروعه للنهضة، وتتوهم أنك تستطيع اتباع الخطط الاقتصادية وحدها، دون تمهيد الأرض سياسيا وفكريا لهذا المشروع.

مهاتير بنى ماليزيا الجديدة لأنه أولا فكر كمواطن ماليزى، وليس كصاحب مشروع فكرى تنظيمى يرى الإسلام بتفسيراته الخاصة، مهاتير كان رجلا يتمتع بقوة القرار السياسى والاقتصادى، لكنه لم يكن رجلا عنيدا ضد شعبه، غليظا على كل من يخالفه الرأى من معارضيه السياسيين، ومهاتير أسس لهذه التجربة الرائدة، لأن شعب ماليزيا كان هو هدفه الأول، ومن ثم فتح أبواب السلطة للتعاون مع الجميع، ولم يفرق بين المواطنين على أساس اللون أو العرق أو الديانة أو الانتماء للتنظيم، ومهاتير لم يسع لأن تكون ماليزيا راكعة لسلطانه إلى الأبد، ولم يفصل القوانين تفصيلا لتحصين حزبه أو جماعته أو قراراته، مهاتير جلس على طاولة التفاوض، ولم يستخدم البطش الأمنى، ومهاتير فتح أبواب المصالحة السياسية، وحرص عليها لأنه علم يقينا أنه بدون استقرار سياسى، فإن البلاد لن تشهد حراكا اقتصاديا، ولن يطمئن رجال الأعمال فى مشارق الأرض ومغاربها إلى الاستثمار على أراضيها، مهاتير بنى دولة القانون، ولم يركع أمام صندوق النقد الدولى، ولم يغرق فى دوامات الديون، ولم يعط ظهره لشركاء العمل السياسى، ولا لجواره الإقليمى، فالرجل قرر أن يبنى ماليزيا من أجل أعين أبنائها، وليس من أجل فئة أو طائفة أو جماعة أو تنظيم.
هكذا قطع مهاتير خطوته الأولى، وهكذا قطع أردوغان فى تركيا خطواته الأولى أيضا من بعده، أن يكون الوطن أولا، وألا يتم تخوين شركاء هذا الوطن وإقصاؤهم والحرب عليهم بالمغالبة وتفصيل القوانين.

لا ألوم إذن المهندس خيرت على إعجابه بماليزيا أو تركيا، ولا أستطيع أن أقلل من مكانة رجلين بحجم مهاتير وأردوغان، كنموذجين من بلدين مسلمين.. حققا إنجازات هائلة لشعوبهما، ولكن ما أنصح به المهندس خيرت، ألا يكون تصدير هذه النماذج عملا من أعمال الدعاية السياسية فقط، دون أن تستجيب قلوب قيادات الجماعة للنصائح السياسية للرجلين، اقرأوا ما قاله مهاتير عن المصالحة السياسية، وعن البناء القانونى لبلاده أملا فى النهضة، واقرأوا ما قاله لكم أردوغان من قبل عن مشروعه السياسى والاقتصادى، واستثمروا هذا الكلام من أجل أنفسكم أولا، قبل أن تستثمروه فى الدعاية السياسية.
أهلا وسهلا سيد مهاتير.






موضوعات متعلقة..

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": لا تُصالحوا مختطفى الجنود

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": أرواح الناس فداءً لمشروع التمكين

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": لماذا نسى الإخوان مشروع النهضة؟





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

و لكن

عدد الردود 0

بواسطة:

حمزة

المشكلة في تكويننا

عدد الردود 0

بواسطة:

Alaa

انك ليس شاطر !!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد يوسف

الانتماء للوطن اولا

عدد الردود 0

بواسطة:

محب مصر

تحامل كبير

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed Selim

من الإنصاف أن تكتب مقاله أخرى توجه فيها نفس هذا الكلام والنصائح لمن أطلقوا على أنفسهم جبهة

عدد الردود 0

بواسطة:

المحب لمصر

احسنت رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عاطف الشلبي

كلام واضح جدا يراه الأعمي ويسمعه الأصم !!!

عدد الردود 0

بواسطة:

samy

لو ان نخبة ماليزيا ومعارضة ماليزيا مثل نخبتنا والمعارضة عندنا لكانت ماليزيا مثل سريلانكا ا

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم خطاب

المشاركة ام الوصاية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة