عقد نادى قضاة مصر المؤتمر الدولى لحماية استقلال القضاء، بالتعاون مع الاتحاد الدولى للقضاة، بحضور عدد من الشخصيات العامة وممثلين عن المحكمة الدستورية العليا والهيئات القضائية الأخرى، وجيرهارد سير رئيس الجمعية الدولية للقضاة.
ومن المشاركين فى المؤتمر المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة، وأعضاء مجلس إدارة النادى وعدد من رؤساء أندية القضاة بالأقاليم، كما حضر سامح عاشور نقيب المحامين، ووفد من نقباء المحامين الفرعين على رأسهم محمد عثمان نقيب محامى شمال القاهرة، وحضرت المستشارة تهانى الجبالى والدكتور يحيى الجمل والدكتور محمد أبو الغار، والدكتور شوقى السيد وثروت الخروباى ومصطفى بكرى، والدكتور إبراهيم درويش وفريد زهران والنائب السابق حمدى الفخرانى، والمستشار أحمد الفضالى، والدكتور محمود كبيش عميد كلية حقوق جامعة القاهرة، وجورج إسحاق، إضافة إلى الأديب علاء الأسوانى والمستشار عادل السعيد النائب العام المساعد السابق وحسن نافعة ورجائى عطية وميرفت التلاوى الوزيرة السابقة ومرتضى منصور والمستشار يحيى دكرورى نائب رئيس مجلس الدولة وخالد أبو بكر عضو الاتحاد الدولى للمحامين.
وتغيب كل من رئيس حزب الحرية والعدالة وحزب النور ورئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد فهمى عن حضور المؤتمر الدولى لحماية استقلال القضاء المصرى بالتعاون مع الاتحاد الدولى للقضاة.
وقال المستشار أحمد الزند رئيس نادى قضاة مصر قبيل بدء المؤتمر فى تصريحات لـ"اليوم السابع": وجهنا الدعوة لكل الأحزاب السياسية دون استثناء، مؤكدا على رفضهم مبدأ الاستقصاء، ومضحا أنهم يسعون إلى استقرار البلاد.
وقال المستشار الزند خلال كلمته بالمؤتمر، " أشكر الحضور لمناصرة قضيتنا التى هى قضية الإنسانية فى كل أنحاء العالم، فهى قضية العدل والحرية والمساواة، وأشكر ممثل مشيخة الأزهر والكاتدرائية المرقسية، وممثلى جبهة الإنقاذ ورجال مصر من الفقهاء الدستوريين والقاونيين، ونقيب المحامين ووممثل مجلس الدولة ورئيس نادى النيابة الإدارية وممثلى هيئة قضايا الدولة وممثلى المحكمة الدستورية العليا.
وأبدى الزند ترحيبه فى بداية المؤتمر بالشيخ مظهر شاهين الذى افتتح المؤتمر بتلاوة القران الكريم، ورحب بمصطفى بكرى وجيهان منصور وثروت الخرباوى ود. محمد أبو الغار، وبجورج إسحاق مؤسس حركة كفاية والبدرى فرغلى القيادى العمالى اليسارى ومحمود كبيش عميد حقوق القاهرة.
وقال الزند: "إن القضاء عصى على الأخونة والركوع والاستسلام والانحياز، ولن يكون آخر الحصون التى ستسقط، ونحن مرابطون وفى طريق الجهاد والحق والكفاح ماضون واستقلال القضاء وهيبته وقدسيته نحن بها مطالبون".
وأضاف رئيس نادى القضاة، "لتعلم الأمة المصرية والعالم أجمع حقيقة الأمر، حينما قررنا عقد هذا المؤتمر لم نقسم مصر لأنها لا تقسم ولم تنقسم ولم نتعصب لطرف على حساب طرف ولم نتعمد إقصاء أحدا أو الاستحواذ على كل شىء، ووجهنا الدعوة لمحمد طوسن رئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشورى، والدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة، ويونس مخيون رئيس حزب النور، حتى لا يقال إن هذا تجمع سياسى وأن نادى قضاة مصر يمارس السياسة".
وأوضح الزند أن النادى يمارس الدور الوطنى المنوط به مضيفا، "ضيوفنا اليوم هم نسيج الشعب المصرى بكافة أطيافه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وما سيقال عن المؤتمر ساعتبره على سبيل اللغو نحن هنا للدفاع عن مصر متمثلا فى قضائها ومفكريها وأعلامييها وفقهائها وأزهرها وكنيستها".
وأضاف الزند "إذا كان أحد المتأسلمين الذين ابتلينا بأحدهم هذه الأيام يكتب فى تغريدة له، ما أعتبره ليس تغريدة، ولكن به تنهيقات كالغربان مثل ذلك الذى قال اشنقوا أخر قاض بأمعاء آخر إعلامى، وأقول له أنت خرجت من صفوف المصريين والمسلمين، فنحن لسنا دعاة حرب أو أداة توتر أو احتقان، بل على العكس تماما منذ توترت العلاقة بذل الخيرون محاولات عدة لتقريب وجهات النظر، ورغم أن تلك المحاولات قد تعددت لم نرفض ولا مرة أن نمد اليد ولكن فى كل مرة الطرف الآخر لا يحقق شيئا مما اتفقنا عليه ثم يروجون إلى أن نادى القضاة يثير المشاكل".
وأكمل الزند، "كان المطلوب من نادى القضاة أن يستأنس أو يسيس حتى ينال الرضا السامى، وهذه أو تلك لا يمكن أن تكون حقيقة واقعة، فالنادى سيظل علامة فارقة فى تاريح النضال، ولن يسمح لفصيل معين أن يحقق ما يريده فى هذا الوطن، فنحن لا نستقوى إلا بالله والشعب وعزيمتنا وجهودنا، وأقول للشعب إنه فى اللحظة التى نحس أو نستشرف عن بعد ان مصر الوطن الذى يسكن فى داخلنا يمكن أن يناله حبة خردل من الضرر سنكف عن السير فى هذا الطريق تماما".
وأشار الزند إلى أن مصر الوطن هى المستهدفة من قضاة مصر وشرفاء الوطن ورموزه استهدافا يعلى من شأنها ويقوض دعائم من يريدون هدمها نحن مستمرون من أجل بقاء الحق وعدم ضياعه، مضيفا "يريدون أن يعدلوا قانون السلطة القضائية وأن يخرجوا 3500 قاض على المعاش بالرغم من أننا فى أمس الحاجة للقضاة اللذين ينظرون مئات الدعاوى، فمصر كلها ستقف للدفاع عن القضاء حتى آخر رجل، وأن كان الهدف التخلص من بعض رجال القضاء فقد خاب ظنهم ومسعاهم لأن القوات التالية من الشباب لديهم من القوة ما يقف أمامهم".
واستطرد الزند، قائلا "أقسم بالله أن صلابة وقوة وعزيمة الجيل الثانى والثالث والقضاء والرابع من القضاء لن يقف فى وجهها أحد، فلقد خلقنا أسيادا أحرارا هنا وسنظل كذلك، وهذا عهدكم بالقضاء ولا يغرنكم الفتافيت الذين حادوا عن الطريق هم لا يمثلوا القضاة ونحن نتبرا منهم".
وأضاف الزند، "القاضى الذى يُؤمر ويأخذ تعليمات عبد ذليل ودخل من الطريق الخاطئ، نحن نساند بحكم تعاقب الأيام وتغير الظروف أن مؤسسات عدة منها القضاء تحتاج إلى الإصلاح، وهى بحاجة لتقويم شامل تدخل فيها يد المشرع الحانية الذى يفهم فى التشريع ونجلس معا لنرى أين الثغرات فنعالجها ونداويها".
ووجه الزند رسالة إلى أعضاء الشورى قائلا "من يقول نحن أصحاب الأمر والتشريع أقول له قول الكلام ده لناس تانية، نحن غير معترفين بذلك، العدالة تريد أدبا فيمن يتعامل معها وليس مؤتمر تحتاج نفسيات خيرة وليست نفسيات شريرة".
واختتم الزند حديث قائلا "لقد حسمنا أمرنا ولن نشارك بمؤتمر العدالة، وهناك خمسة من هؤلاء هم من يصنعون الأزمة فى مصر ولن انجس لسانى بذكر أسمائهم".
فيما قال سامح عاشور نقيب المحامين خلال كلمته بالمؤتمر، "إن من ذهب للحج إلى أمريكا وجعل السفيرة الأمريكية تسأل اللجنة العليا لما لم تعلنوا اسم محمد مرسى كفائز بانتخابات الرئاسة هم من يستقون بالخارج، ومن يستقوى بأمريكا ساقط وكافر أنتم من تستقون بالولايات المتحدة الأمريكية فلنهتف معا بسقوط الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا "مناقشة قانون السلطة القضائية هو تصغير للمؤتمر قانون السلطة القضائية يحتاج للعديد من التنقيحات حتى قانون المحاماة والدستور المشئوم أيضا يحتاج إلى المراجعة".
وأكد عاشور أنه حضر للمؤتمر اليوم لكى يدافع عن الوطن، مضيفا "من يقول إن قانون السلطة القضائية سيسمح بدخول 3 آلاف محام إخوانى للقضاء بدلا عن القضاة الذى سيحيلهم القانون إلى التقاعد أقول لهم إن المحامين لن يدخلوا إلى القضاء على جثة القضاة ولكن سيدخلون بعد ذلك بالقانون بلا نقصان من القضاة أو مذبحة لهم".
وحمل نقيب المحامين فى المؤتمر مسئولية الحفاظ على أرواح الجنود المختطفين بسيناء لرئيس الجمهورية محمد مرسى، قائلا "على القوات المسلحة إنقاذ أبنائنا من المهانة وأصبحنا دولة رخوة ضعيفة تنازلت عن معاقبة من قتلوا 16 جنديا فى رمضان الماضى"، واختتم قائلا "لن نترك قضائنا وعاش قضائنا المستقل".
ومن جانبه، قال يحيى الجمل الفقيه القانونى ونائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، "نحن هنا للدفاع عن مصر التى أوذيت وتُمزقت من أجل أمريكا وإسرائيل، وما يحدث بالنسبة لمشروع قانون سيناء هو تقسيم مصر، ومن استولوا على مصر يريدون غلق كل أبواب تداول السلطة الذى هو أساس الديمقراطية فى الدولة الحديثة".
وأضاف الجمل فى كلمته بالمؤتمر، "هدم سيادة القانون هدم للدولة وهدم المنصة العليا المتمثلة فى القضاء إكمال لهدم الدولة، أنهم يريدون أن يذلوا مصر ويكسروها، ولكن الله سيكسرهم، وقد نجحوا فى أن يجعلوا مصر كلها تكرههم ومن أطاح طغيان مبارك قادر على الإطاحة بهم".
بينما قال القاضى الدولى فؤاد رياض، أشعر بالأسى أن تجتمع تلك النخبة للمطالبة بالعدالة اليوم التى تم إقرارها فى العالم كله، لا توجد هناك أمور تقف عند الحدود ولذلك وجدت المحاكم الدولية، ومشكلة العدالة التى نواجهها تتعدى حدود مصر لتاثير مصر فى حدودها بجانب الوضع العالمى.
وأضاف رياض فى كلمته بالمؤتمر، " قضاة مصر يدافعون عن استقلال القضاء، ومصر جزء مؤسس من المجتمع الدولى، والآن يحاولون إظهار الشريعة على أنها ضد القانون، مصر تخرج من دائرة العالم المتحضر، ومن العبث أن يقوم مجلس ليس له دور تشريعى كامل ان يناقش قانونا يجب أن يصدر من السلطة التشريعية الحقيقية".
وأكد رياض أن القانون المزمع لاستقلال السلطة القضائية صادر من مجلس محكوم عليه بالإعدام، مضيفا " نحن لا نريد أن نستبق حكم القضاء مسبقا على مجلس الشورى، والدولة تسىء إلى القضاء بمحاولة تشويهه".
واختتم رياض حديثه قائلا، "هناك عدم تناسب فى إعداد القضاة وعدد المنازعات، ولذلك يجب أن نزيد من أعدادهم وليس أن ننقص منهم".
وعرض نادى القضاة مقطع فيديو يوضح الانتهاكات ضد القضاة والاعتداءات عليهم فى مصر أثناء انعقاد المؤتمر الدولى لحماية استقلال القضاء المصرى بالتعاون مع الاتحاد الدولى للقضاة، وجاء خلاله مقطع لوجدى غنيم قال فيه إن القضاء ليس شامخا وإنما شائخا وانه يحتاج إلى التطهير والإصلاح.
وعقب الزند قائلا على ذلك الفيديو لغنيم "القضاء شامخ غصب عنك يا مدعى الإسلام، أنت لا تفهم شيئا فى الإسلام وستعيش عمرك كله منبوذا خارج مصر".
وجاء فى الفيديوهات أيضا حديث لعاصم عبد الماجد عضو الجماعة الإسلامية التى دعت لمظاهرات أمام دار القضاء والتى دعا فيها إلى محاصرة منازل القضاء، وقال الزند فى حديثه تعقيبا عليها " أذكر ذلك الإرهابى بما فعله عام 1981 فى أسيوط، وما ارتكبه من جرائم قتل" فى إشارة منه إلى عبد الماجد.
واستطرد الزند موجها حديثه إليه، " إذا كان عندك ضمير عليك أن تنتحر، وهذه النماذج التى يريدون من خلالها تخويف القضاة، وهذا هو عصر الحرية واستقلال القضاء الذى نعيشه، هذا هو عصرهم وفعلهم ولن يرحم التاريخ أحدا لأنه يفسح للبعض صفحات بيضاء ناصعة ولآخرين صفحات سوداء ملطخة بالدم".
ووجه الزند فى نهاية الجلسة الأولى من المؤتمر التحية لمشيخة الأزهر والجيش والكنيسة وحزب النور وممثلى الهيئات البرلمانية فى مجلس الشورى فى مساعيهم للحفاظ على مدنية الدولة واستقلال القضاء رغم كل ما تواجهه من مصاعب.
"جيرهارد رايسنر" وممثلو "الإنقاذ" يشاركون بالمؤتمر الدولى لاستقلال القضاء.. وتغيب الكتاتنى وفهمى ومخيون.. "الزند": القضاء عصى على الأخونة ونرفض مؤتمر العدالة.. ونقيب المحامين: لن نعبر على جثث القضاة
الإثنين، 20 مايو 2013 07:20 م