واشنطن بوست: "السياسة الأمريكية" بشأن سوريا تفتقد لـ"الاتساق"

الخميس، 02 مايو 2013 12:50 م
واشنطن بوست: "السياسة الأمريكية" بشأن سوريا تفتقد لـ"الاتساق" أرشيفية
كتبت فاتن خليل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة واشنطن بوست فى افتتاحيتها، اليوم الخميس، إن الفوضى التى تسببت بها سياسة الرئيس أوباما بشأن سوريا مازالت تتزايد، وذلك حيث غض الرئيس الطرف يوم الثلاثاء عن "الخط الأحمر"، الذى كان قد وضعه حول استخدام الرئيس بشار الأسد للأسلحة الكيماوية، حينما وضع إطاراً للدليل على وقوع انتهاك فى سوريا على نحو ينفى فعليا إمكانية إثبات أى دليل، ومع ذلك سرب مساعدوه فى اليوم نفسه أخباراً لـ"الواشنطن البوست" وغيرها من المؤسسات الصحفية حول أن الرئيس ربما يغير قريبا من موقفه السابق بشأن تزويد الثوار السوريين بالسلاح.

وعلى صعيد آخر، بدأت الإدارة الأمريكية جهودا أخرى لإقناع روسيا بالتخلى عن دعمها لنظام الأسد فى مقابل تحول سياسى يتم التفاوض بشأنه.

وترى "الواشنطن بوست"، أن التفسير الأكثر تسامحاً هو أن الرئيس أوباما يرغب فى تجنب التدخل الأمريكى المباشر، ولكنه يريد فى الوقت نفسه أن يضغط على موسكو لتغيير موقفها من خلال جعلها تدرك أن البديل سيكون المزيد من الدعم الأمريكى للثوار، وقالت الصحيفة أن تصريح "أوباما" بشأن: "وجود دليل واضح على استخدام الأسلحة الكيماوية فى سوريا"، لن يؤدى إلا إلى المزيد من الهجمات الكيماوية.

ومن جانبه، قال سالم إدريس، القائد بالجيش السورى الحر – الرجل الذى تعتمد عليه الإدارة لتوحيد قوى المعارضة المعتدلة- فى رسالة إلى الرئيس: "لا يعتبر الأسد إدانتك التى تم صياغتها بحذر، كتحذير بل كثغرة تبرر استخدامه المستمر للأسلحة الكيماوية على نطاق محدود واستراتيجى".

أما بالنسبة لروسيا، لم يقدم فلاديمير بوتين أى إشارة صريحة إلى أنه لديه أية نية لوقف دعمه للأسد، فلا يقتصر الأمر على أن الكرملين له مصالح فى سوريا يرغب فى حمايتها، ولكن أولوية بوتين هى منع ما يرى أنه تغيير آخر للنظام بدعم أمريكى، وحتى إذا ما قرر التعاون مع أوباما، فمن المستبعد أن يحاول إقناع فريق الأسد وداعمه الرئيسى، إيران بالتخلى عما أطلق عليه الدكتاتور السورى نفسه حربا حتى الموت.

ووفقا للواشنطن بوست، فإن الفرصة الضئيلة لإنهاء الأزمة عبر التسوية السياسية ضئيلة وغير قابلة للتحقق إلا إذا اتخذت الولايات المتحدة وحلفاؤها إجراءات حاسمة وسريعة نسبيا لتغيير معادلة الحرب، فليس من الممكن عقد صفقة إلا إذا منى جيش الأسد بهزيمة وانهار النظام، وربما يكون تزويد المتمردين بالسلاح، وهو ما قال أوباما أنه يفكر فيه، خطوة فى هذا الاتجاه ولكنها ليست خطوة كافية، فبدون إجراءات أمريكية أقوى، ستنقسم سوريا على الأرجح إلى مناطق متحاربة، تسيطر إيران على جزء منها، وتهيمن القاعدة على جزء آخر.

وأخيراً، ترى الواشنطن بوست إن ما يجب على الإدارة الأميركية فعله هو ما كانت المعارضة السورية تطالب به دائما: "فرض حظر طيران على أجزاء من سوريا أو إجراءات أخرى، مثل شن هجمات بالصواريخ أو بقاذفات الشبح، للقضاء على القوات الجوية السورية"، وتؤكد الصحيفة أن هذه الإجراءات تحتاج إلى قرار من الأمم المتحدة، وهو ما سوف يثير غضب بوتين، ولكن إذا ما استمر أوباما فى سياسة انتظار إجماع الأمم المتحدة، والخضوع لروسيا، فإن النتيجة ستكون أكثر من مجرد تخطى الخط الأحمر وستتعرض المصالح الأميركية لضرر بالغ.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة