د.عبد الجواد حجاب يكتب:الأكروبات السياسية ألاعيب خطرة

الخميس، 02 مايو 2013 08:00 م
 د.عبد الجواد حجاب يكتب:الأكروبات السياسية ألاعيب خطرة جانب من ثورة الخامس والعشرين من يناير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السياسة فن الممكن وأحيانا يقولون فيها اللى تكسب به العب به، السياسة فن يقوم على الدهاء والمكر واللف والدوران، السياسة مواقف لا يمكن أن تكون ثابتة بل تدور وتلتف أينما توجد المصلحة سواء كانت حزبية ضيقة أو مصلحة الوطن العليا، السياسة حوار وتفاهم سواء كان فى العلن أو تحت الترابيزة.

من الحقائق الثابتة التى لايمكن تغييرها أن الله سبحانه وتعالى وهب الشعب المصرى ثورة 25 يناير التى تميزت بمشاركة الشعب بكل طوائفه فيها وأيضا تميزت بالسلمية واللاعنف، أيضا أهداف ثورتنا حقيقة ثابتة "عيش حرية عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية".

من الحقائق الثابتة أننا ارتضينا بقواتنا المسلحة الشريفة كسلطة تأسيسية لبناء مؤسسات الدولة المنتخبة على الأسس الديمقراطية التى ارتضيناها كوسيلة حضارية لتداول السلطة، من الحقائق الثابتة أيضا أن المجلس العسكرى وفى بوعوده وسلم السلطة لرئيس مدنى منتخب وبذلك ولدت الدولة المصرية الحديثة على أساس أنها دولة مدنية ووطنية قائمة على احترام الدستور والقانون.

من الحقائق الثابتة أيضا أننا أصبح لدينا دستور تم استفتاء الشعب عليه وحاز على موافقة أغلبية الشعب وفى انتظار برلمان منتخب للبدء فى تفعيل مواد هذا الدستور والمعروف أنه عمل بشرى قابل للتعديل فى وقت بآليات محددة.

منذ انصراف الشعب من الميادين وتكليف المجلس العسكرى بإدارة المرحلة الانتقالية دخلت البلاد إلى حلبة السياسة وألاعيب وأكروبات السياسية، بدأنا بأكروبات حول استفتاء مارس 2011م وقيل فيه ماقيل، انتقلنا إلى لعبة مجلس رئاسى ونادينا بسقوط حكم العسكر، ومن خلال أكروبات السياسة تغيرت الحكومة تلو الأخرى، وأخذتنا الأكروبات السياسية إلى وثيقة السلمى والمطالبة بوثائق فوق دستورية كاختراع مصرى لم نسمع به من قبل.

استمرت الألاعيب فى وجود المجلس العسكرى وأخذت صورة لعبة شد الحبل وأكروبات سياسية خطرة وخروج على قواعد اللعبة الديموقراطية ومعارك عنف، وعنف مضاد من محمد محمود، إلى ماسبيرو إلى وزارة الداخلية إلى وزارة الدفاع إلى مؤامرة بورسعيد.

من العجائب استمرار الألاعيب السياسية والأكروبات الخطرة فى وجود رئيسنا المدنى المنتخب والمسئول أمام شعبه وحكومته، المسئول أمام الشعب أيضا والتى أخذت أشكال وأساليب وسياسات تهدد مسارنا الديموقراطى الوليد.

أخطر الأكروبات السياسية كانت فى صورة التشكيك فى شرعية الرئيس والدستور ومجلس الشورى والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة بعد شهور قليلة من حلفه اليمين.

أخطر الأكروبات السياسية كانت أيضا فى رفض الأحكام القضائية والاعتداء على السلطة القضائية ثم التشكيك فى شرعية النائب العام الجديد والقديم ومحاصرة المحاكم وحرق بعضها وتسييس القضاة وخروجهم على الشاشات لمناقشة أمور سياسية بالرغم من قرارات مجلس القضاء الأعلى ومحاولات الاعتداء على وزير العدل وأخيرا الصدام بين السلطة القضائية ومجلس الشورى المنوط به التشريع لحين انعقاد البرلمان والتلويح بمذبحة القضاء تحت مسمى التطهير.

وصلنا إلى مرحلة فقدان الثقة وفقدان التوازن وفقدان الذاكرة وطالبنا بالرجوع إلى الخلف وتكليف الجيش بمرحلة انتقالية أخرى تحت إدارة العسكر، وجمع توكيلات لوزير الدفاع وأخرى لمرشحين سابقين للرئاسة لم يحصلوا على ثقة الشعب، أفرطنا فى مدح العسكريين وهم فى غنى تام عن ذلك، ومنا من أفرط فى الهجوم عليهم واتهامهم بالضعف زورا وبهتانا، وكان رجال وقيادات قواتنا الباسلة أطفال ودمى نلعب بها وقتما نشاء أينما نشاء وهم الأشاوس والشرفاء الذين تعلمنا الوطنية والشرف على أيديهم.

من شدة فقدان الثقة وفقدان التوازن وصلنا إلى مرحلة الاعتداء على رموز مصر وأركان الدولة المصرية على مدى قرون كثيرة الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذوكسية العتيدة، وهذا ما يرفضه الشعب بكل قوة.

من شدة البلاء والبلادة السياسية وصل الحال بالبعض منا إلى الاستقواء بالخارج وانتظار الدعم المادى والسياسى من الدول الأوروبية وأمريكا أصدقاء بنى صهيون، البعض أفرط وبدأ فى وضع سيناريو التدخل لإسقاط الدولة بحجة أنها تحت حكم الإخوان أو الإسلام السياسى وتناسوا أنهم هم من اختارهم الشعب وتناسوا كراهية شعب مصر للتدخل الأجنبى على مر الزمان.

كل هذه الأكروبات البهلوانية وسط صخب شديد من التقارير الصحفية الرديئة والمنقولة عن كتاب، وصحف أجنبية وكم هائل من الإشاعات والأكاذيب التى تحملها إلينا مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر، وكم هائل من تحاليل وآراء صحف إعلامية فى برامج الشو الإعلامى المثيرة للجدل من نسج خيال خبراء استراتيجيين وخبراء أمنيين ونشطاء سياسيين، ونحب سياسية واهمة، ورجال أعمال لايعرفون للحياد والمهنية طريقا.

كل ذلك فى وجود ثورة مضادة لاينكرها إلا جاحد يديرها أعداء الوطن فى الخارج بأيادى وألسنة مأجورين فى الداخل، ثورة مضادة مازالت تعيش فى وهم الماضى وتتاجر بقوت الشعب ومعاناة، وتعلو نبرتها كلما اقتربت آلة التطهير من رقابهم.

من هنا من على هذا المنبر أصرخ بصوت عال من مواطن مصرى بسيط وأطالب بالالتزام بما أراده الشعب واللجوء إلى ما تعارف عليه العالم وارتضيناه كطريق للتغيير وتداول السلطة بطريقة حضارية ولامانع من اللعب السياسى السلمى والتنافس على كعكة الحكم واحترام إرادة الشعب.

مصر لا يمكن أن تسير إلا على الطريق الصحيح ولا يمكن أن تنهض إلا بآليات سليمة وسلمية، مصر فى أمس الحاجة إلى هدنة سياسية واستقرار سياسى وانطلاقة اقتصادية لتحقيق أهداف ثورتنا السلمية، مصر فى حاجة إلى سواعد وعقول أبنائها وفى غنى عن الأكروبات الخطرة التى تعطل مسيرة الوطن.

مصر فى حاجة إلى روح ثورة 25 يناير، ليس مهما من يحكم وليس مهما من هو مسئول عن الإدارة، ولكن المهم أنه مصرى ومكلف من الشعب المصرى العريق.

مصر فى غنى تام عن الميليشيات الملثمة وغير الملثمة، المعلنة وغير المعلنة، مصر فى غنى عن أى ثورة ثانية، مصر فى غنى عن أى محاكم استثنائية، مصر لديها عناصر محترفة فى الأمن الداخلى وقوات محترفة فى الأمن الخارجى لا تعرف إلا الولاء للوطن والشرعية والشعب، كفانا أفكارا بهلوانية وكفانا أكروبات سياسية لن ولم نجن من ورائها إلا الانقسام والضعف.

مصر عاشت فينا حرة وآمنة وقوية وستعيش كذلك إن شاء الله.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة