أكد الدكتور وسام عبد الوارث، مؤسس ائتلاف صوت الحكمة، أن الإسلام السياسى هو مصطلح إعلامى يصنف كل ما يريد تطبيق الشريعة، وأيضاً وضع ما ورد فى كتاب الله وسنة رسول الله فى إطار سياسى معاصر.
وأشار عبد الوارث، فى حواره على قناة أون تى فى مع الإعلامى يوسف الحسينى، إلى أن أول من وُصف بتطبيق هذا المصطلح هم جماعة الإخوان المسلمين، وذلك منذ سنوات طويلة، مضيفاً أن الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد استخدمتا هذا المصطلح أيضاً من منطلق "تحرير العباد من عبادة سوى رب العباد"، ويرون أيضاً بوجوب تحرير البلاد من الحكام الطواغيت وجعلها إسلامية، وحينما كانوا يدعون إلى الجهاد ضد إسرائيل فى الخارج فهم يرون أولوية وجوب الجهاد بالداخل على الجهاد بالخارج، وذلك لتطهير بلدهم أولا، وثانيا التيار السلفى، وتندرج منه عدة أقسام أشهرها الدعوة السلفية ومركزه الإسكندرية، وهذه الدعوة تعتمد على اتباع كتاب الله وسنة رسوله بفهم السلف الصالح.
وأوضح عبد الوارث، أن الدعوة السلفية كانت تتجنب السياسة بشكل مباشر، وكانت تعتمد على تربية طلاب العلم وتربية المجتمع التربية الحسنة، نظراً لأنهم كانوا يرون أن أية محاولات سياسية ضد النظام السابق هى محاولات تضر كل من يشارك فيها، وذلك لما يرون من تعرض الكثير لاعتقالات ومشاكل كثيرة.
وتابع: هناك أيضاً السلفية التى تقدم أحكام وآداب الجهاد فى سبيل الله فوق كل اعتبار، وجعله مقدماً على طلب العلم، وكان عندهم استعدادات للجهاد فى الداخل والخارج، ويندرج تحت هذا البند "القطبيون" وعدة جماعات أخرى لا أحب أن أذكرها إلا بالذم، وهم يكفرون المجتمع والبلاد والعباد، وهؤلاء خارج حدود التيارات الإسلامية.
وأضاف عبد الوارث، أنه لا يرى هؤلاء إلا مجموعة من الجهلة الضلال الذين يُلبسون دين الإسلام ما ليس فيه، ويكفرون أيضا آباءهم وأمهاتهم، وإذا لم تكفر أنت ما يكفرونه تصبح كافراً، وضرب مثالا تكفيره للدكتور أيمن الظواهرى، لأنه لم يكفر الرئيس مرسى، لأن الرئيس مرسى يحكم بالطاغوت مثل النظام السابق.
ورد الدكتور عبد الوارث على من يقولون إن الرئيس مرسى أتى بالديمقراطية، والديمقراطية فى نظركم كفر، قائلاً: إذا جئنا بمجلس الشعب وأخذنا رأيه فى أمر ما، واجتمع بعض النواب بما يخالف شرع الله فهذه ليست ديمقراطية ولكنها كفر، ضارباً مثالاً بأن شارب الخمر له حكم معين فى الإسلام، ثم يأتى أحد ويقول لى رأياً آخر أفضل من حكم الله، فهذا كفر.
وقال إن آلية الحاكم فى الإسلام ليست بالديمقراطية مقارنة بما يحدث الآن، لأن المجتمع بعيد عن آليات اختيار الحاكم بالشريعة التى تعلمناها فى كتبنا التى درسناها، ومن باب سد الذرائع فى الضرر، ومن دفع المصلحة الممكنة، فهنا نكون قد اتفقنا على الآلية وهذا لا يعد كفرا ولكن يعد اجتهادًا، وإذا لم يفِ الرئيس بما وعدنا به فهذا لا يعد خطأنا لأننا انتخبناه ولكن يعد هذا خطأه لعدم الوفاء، موضحا أن الدكتور يوسف القرضاوى لا يلام على حث الناس بانتخاب الدكتور مرسى، لأنه حين ذاك كانت لديه قناعة به، ولكنه كان يجب عليه أن يذكر الرئيس بوعوده التى وعد بها الناس.
وأكد عبد الوارث، أن صدق الوعود السياسية هو رمانة الميزان ومفتاح النجاح، لأنه لا يصح أن يكون هناك حديث بين وائل غنيم وبعض القوى السياسية على الاتفاق بدعم مرشح الثورة الذى سوف يحقق أهدافها ثم يتم الاتفاق معهم بالفعل على هذا الشكل بوضوح، وقال و"حينما تمكن أخلف معهم وعده، فأنا حزين".
وأشار عبد الوارث إلى الاجتماع بين وائل غنيم وحمدى قنديل ومجموعة من شباب الثورة وحزب الحرية والعدالة، وحديثهم عن وجوب دعم الدكتور مرسى لضمان نجاح مرشح الثورة الذى سوف يعمل على نجاح أهدافها، لكن ما حدث فى أول تشكيل حكومة جاء على خلاف وعوده لهم، لافتًا إلى أن الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين لم ينفذا وعودهما، قائلا: "هناك من صُدم من التجربة السياسة للتيار الإسلامى، فبعضهم تحول وبدأ يأخذ مسارًا بعيدًا عن الإسلاميين نتيجة لسياسات الإخوان المسلمين".
وتابع: "أن الدعوة السلفية والإخوان بينهما بعض الخلافات الفكرية خلال العقود الماضية، حيث كانت جماعة الإخوان تشارك فى الانتخابات فى حين يرفض السلفيون المشاركة لأسباب فقهية، وبعد الثورة رأت الدعوة السلفية أن الإخوان هم الأكثر حنكة لإدارة الدولة لما لهم من ممارسات سياسية لفترة طويلة".
ونوة عبد الوارث إلى أن الإخوان فى بداية الانتخابات لجأوا إلى القوى المدنية لرغبة منهم فى تصدير صورة بأنهم فصيل مدنى، وأقصوا حزب النور خوفاً من المنافسة الشديدة، وهو ما تقبله حزب النور لاقتناعه بأن الإخوان سيسعون إلى تطبيق الشريعة، إلا إن بدأت الخلافات بينهما، خلال الجمعية التأسيسية للدستور وذلك لحنث الإخوان بعودهم التى اتفقوا عليها مع السلفيين على الدستور الجديد، مشيرًا إلى أنه يلتمس الصدق فى الدكتور خالد علم الدين، قائلا: عندما استقال هو والدكتور سيف الدين عبد الفتاح علمت أن مؤسسة الرئاسة فى خطر.
وأكد عبد الوارث على عدم جواز التهنئة فى أعياد المسيحيين، مضيفًا أن هذا الموقف لم يتغير من قبل الثورة حتى الآن، لافتًا إلى الحالة التى تركها أبو إسماعيل فى الشارع من زيادة طموحات المحبين لتحكيم الشريعة، وهى أن الناس سوف تهنأ وتعيش هذا الحلم بسرعة، ولكن الحقيقة عكس ذلك، حيث صدم الشعب من عدم تحقيق ذلك.
وعن دور أبو إسماعيل فى أحداث محمد محمود، قال عبد الوارث إن انسحابه خلف وراءه الهجوم على الثوار من قبل قوات الأمن حتى وقعت أحداث محمد محمود، وتركت القوى الإسلامية الميدان بعدها، ونسأل الله ألا نكون من الآثمين.
وعن تأثير أبو إسماعيل فى الشارع، أشار عبد الوارث إلى أن آراء أبو إسماعيل أثرت كثيرًا على شعبيته وأنصاره، خاصة بعد أحداث محمد محمود التى أفقدته الكثير من المؤيدين له خاصة من الأقباط.
وأشار عبد الوارث إلى أن حزب النور يفكر بصورة أكثر واقعية عكس جماعة الإخوان المسلمين التى تفكر فى مصالحها، وهو ما ظهر جليا فى مبادرته لوقف العنف فى الشارع على خلفية الإعلان الدستورى الأخير الذى أصدره الرئيس مرسى.
بالفيديو.. مؤسس "صوت الحكمة": السلفيون يفكرون بواقعية و"الإخوان" يعملون لمصلحتهم.. "مرسى" حنث بوعوده فى اجتماع "الفورمنت".. وانسحاب "أبو إسماعيل" من أحداث محمد محمود جعل الأمن يستفرد بالمتظاهرين
الخميس، 02 مايو 2013 10:31 ص