مسرحية "ماكبت" تأليف الكاتب يوجين يونسكو وإخراج أشرف سند وترجمة الدكتورة هدى وصفى، وتدور أحداث المسرحية فى أسكتلندا، وتبدأ الحكاية بأن الملك دونكان ملك أسكتلندا فى حالة حرب مع ملك النرويج، ومع رفع الستار تُزف إليه الأخبار عن شجاعة القائد "ماكبث" لورد جلاميس فى المعركة، وفى نفس الوقت وصلت إليه الأخبار بخيانة لورد كاودر الذى تم القبض عليه وحينها قرر الملك "دونكان" منح "ماكبث" هذا اللقب بدلا من الخائن وفى الطريق يقابل "ماكبث" و"بانكو" فى طريق عودتهما للوطن ثلاث ساحرات يتنبأن لـ "ماكبث"، بأنه سيكون "لورد كاودور" ثم ملكا لأسكتلندا فالمسرحية تناقش الصراع السياسى على الحكم وتدخل النساء فى حلبة ذلك الصراع من خلال الليدى "ماكبث"، وذلك فى إطار من العبث حيث إن كاتب المسرحية يوجين يونسكو كان يعتنق أفكار ذلك النوع من المسرح وكتب مسرحيته "ماكبث" فى شكلها العبثى واسماها "ماكبت"، وهى أولى العلامات التى تعبر عن عبثيته بتغيير حرف "الثاء" إلى "التاء" لاسم المسرحية الأصلى وباستخدام هذا التقارب السمعى للفظ يوضح يونسكو السخرية الواضحة التى تدل بدورها على العبث الكامن فى اللغة الذى أصبح سمة رئيسية من سمات المسرح العبثى وكان مفترضا أن يكون ذلك الخط الساخر، واضحا فى أداء الممثلين جميعا إلا أن هذا لم يتحقق عن البعض وتحقق عند الآخر فالفنان أحمد عبدالحى حافظ على هذا الشكل فى أدائه لدور الملك "دونكان"، وأيضا حقق ذلك الفنان محمد عبدالعظيم الذى يلعب دور "ماكبث"، لكنه أحيانا يذهب للأداء الكلاسيكى ثم يعود للأداء الساخر مرة أخرى، وهذا قد يكون مقبولا فى شخصيته إلا أن الممثل الذى يقوم بدور "بانكو" لم يعى ذلك الأمر ويحافظ طوال مدة العرض على أدائه الجاد الكلاسيكى الذى يتناسب أكثر مع مسرحية "ماكبث" لشكسبير وليس ليونسكو أما الفنانة شمس الشرقاوى فقد حافظت على ذلك الخط الساخر أحيانا.
من عناصر العرض المميزة فى مسرحية "ماكبت" الديكورات والملابس للفنان فادى فوكيه الذى استطاع أن يعبر عن الخط الساخر فى الملابس وفى الديكورات التى صممها للعرض وحافظ على الشكل العبثى الذى تنتمى إليه المسرحية وأيضا الموسيقى لبيكا ورزة.
مسرحية "ماكبت" تعرض يوميا على مسرح الهناجر الساعة الثامنة مساء، ويشارك فى بطولتها الفنانون محمد عبدالعظيم، وأحمد عبدالحى وشمس الشرقاوى، ومجموعة من شباب المعهد العالى للفنون المسرحية وطلبة كلية آداب مسرح بجامعة حلوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة