وجه سياسيون أصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين، بتحريك التظاهرات التى ينظمها المنتمون لتيار الإسلام السياسى، أمام مقر جهاز الأمن الوطنى بمدينة نصر، بهدف تصدير الرعب إلى الأجهزة الأمنية، وكسر هيبتها، بما يصب فى مصلحة مخطط الجماعة بهدم جميع المؤسسات المهمة فى الدولة، وإعادة هيكلتها لخدمة مصالحهم الخاصة.
وحذر السياسيون المنتمون للقوى المدنية المعارضة، من تحول تظاهرات أمام مقر الأمن الوطنى، إلى مشهد دموى، لافتين إلى أنه إذا كان هناك تجاوزات مستمرة من قبل الجهاز، فإن تخطيها لن يكون باقتحام مقره، حسب تهديد أحد قيادات الدعوة السلفية، مؤكدين أن بعض المنتمين لتيار الإسلام السياسى مدفوعين من الإخوان، يعملون على خدمة وإنجاح مخطط هدم الشرطة، لإنشاء كيانات موازية مثل جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والحرس الثورى، وشرطة موازية.
من جهته، قال سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن الإخوان المسلمين هم من يحركون هؤلاء فى إطار خطتهم لكسر هيبة جميع أجهزة الدولة السيادية.
وأضاف رئيس حزب التجمع، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن تلك التظاهرات تهدف إلى صرف الأنظار عن القضايا الرئيسية، التى تشغل الرأى العام، ومنها مناقشة مجلس الشورى، لقانون الصكوك، وقانون الانتخابات، بالإضافة إلى التشويه على هجوم الإخوان الأخير على السلطة القضائية.
وحذر الشيخ مظهر شاهين، من احتمالية وجود مندسين بين صفوف الإسلاميين فى تظاهراتهم أمام مقر الأمن الوطنى، لاستغلال الحدث وتحويل المشهد إلى ما لا يحب أحد أن يراه من حرق ودماء.
قال شاهين، فى تدوينة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "لا أحد يقبل أن يعود جهاز أمن الدولة إلى سابق ممارساته قبل الثورة، إن ثبت ذلك بالأدلة القطعية، ولا أحد يقبل أن تكمم الأفواه ولا أن تسلب الحريات".
وأضاف شاهين، "هذه نصيحتى وعلى الجميع أن يتوخى الحذر ويمنع العنف ويحافظ على السلمية ويتحمل مسئولياته أمام الله والوطن".
من جانبه، أكد الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، عضو مجلس أمناء التيار الشعبى، أن الإخوان المسلمين، يريدون شغل الرأى العام وتصدير مشهد زائف للمواطنين، بأن السلفيين هى المعارضة الرسمية القوية على الساحة السياسية.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الهدف من تلك التظاهرات الاستقواء على أجهزة الدولة، وتصدير الرعب إلى الأجهزة الأمنية، من أجل إضعافها بما يصب فى مصلحة الإخوان.
وأشار عضو مجلس أمناء التيار إلى أن كل ذلك يأتى فى إطار جهود الإخوان لخلق معارضة مستأنسة تساعدهم فى السيطرة على الحكم، وإلغاء فكرة التداول السلمى للسلطة، وذلك لعدم رغبتهم فى وجود معارضة سياسية ثورية، مؤكداً أن وجود معارضة قوية يهدد استمرار الإخوان فى الحكم.
وشدد زهران على ضرورة أن تعد القوى المدنية أجندة ثورية، تهدف إلى الحشد فى الشارع والحفاظ على دورها فى المعارضة حتى لا يتم إخراجها من المشهد السياسى، وإجبار الرئيس مرسى على التنحى من منصبه، بعد فشل حكم الإخوان فى إدارة البلاد.
فى السياق ذاته، قال الدكتور محمود العلايلى، السكرتير العام المساعد بحزب المصريين الأحرار، عضو جبهة الإنقاذ الوطنى، إن الدعوات المتكررة لأحزاب التيار الإسلامى، للتظاهر أمام جهاز الأمن الوطنى، تعطى لنا انطباعاً بأنهم مدفوعين من الإخوان لتفكيك جهاز مهم من أجهزة الشرطة.
وأكد السكرتير العام المساعد بحزب المصريين الأحرار، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن تهديدات أعضاء الدعوة السلفية باقتحام مقر الأمن الوطنى بمدينة نصر، ما هى إلا أصوات عالية لا هدف لها، لافتاً إلى أننا سنكون فى انتظار رد جهاز الشرطة والأمن الوطنى، فى حال صدور أى تجاوزات أو تعديات على مقره.
وأضاف عضو جبهة الإنقاذ، أن سعى تيار الإسلام السياسى إلى تفكيك أجهزة الشرطة، يأتى فى إطار عملهم على إنشاء كيانات موازية، مثل جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وشرطة موازية، وحرس ثورى، مشيراً إلى أنه فى حال وجود تجاوزات كما كانت قبل الثورة، فلا يمكن حل تلك التجاوزات باقتحام المقرات.
وأشار العلايلي إلى أنه فى حال إذا كان هؤلاء المتظاهرين مدفوعين من قبل جماعة الإخوان المسلمين، فعليهم التوجه إلى قصر الاتحادية، وتقديم مطالبهم إلى الرئيس الذى يمثل التيار الإسلامى، وعدم التظاهر أمام مقر الأمن الوطنى، لأن الجهاز الشرطى بأكمله يخضع فى النهاية إلى رقابة الرئيس، الذى يعلم بكل ما يتخذونه من إجراءات.
يأتى هذا فيما قال باسم كامل، القيادى بحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، عضو مجلس أمناء التيار الشعبى، إن أحزاب تيار الإسلام السياسى، تسعى إلى تجزئة القضية واختزالها فى خصومة مع الشرطة والأمن الوطنى، وجر القوى المدنية فى خلاف مع الشرطة.
وأضاف القيادى بحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، فى تعليقه على تظاهرات الإسلاميين أمام مقر الأمن الوطنى، أن الأزمة ليست مع الأمن الوطنى، ولكن مع النظام الإخوانى، الذى سرق الثورة والدولة.
وأشار عضو مجلس أمناء التيار، إلى أن الشرطة ذراع للنظام، وإذا أراد أعضاء الأحزاب الإسلامية الاعتراض عليها، فعليهم الاعتراف صراحة بمعارضة حكم الإخوان، قائلاً: "إن هؤلاء ليس لديهم مبدأ أو دين أو أخلاق".
واستطرد باسم حديثه، قائلاً: "إن الإخوان يمثلون كل المتناقضات فى تصريحاتهم ومواقفهم، فنجدهم يسبون العلمانية ويتعاونون مع أمريكا، ويحرمون الربا ويقترضون من البنك الدولى، ويسبون الشيعة ويعملون على توسيع مجال التعاون مع إيران.
القوى المدنية تتهم الإخوان بتحريك تظاهرات "الأمن الوطنى" لتصدير الرعب للأجهزة الأمنية.. "شاهين" يخشى تحولها لمشهد دموى.. و"العلايلى": هدفها إنشاء أجهزة موازية.. و"كامل": خلافنا مع الجماعة سارقة الثورة
الخميس، 02 مايو 2013 10:26 م