تحت عنوان "دفاعًا عن الحق فى التعبير"، قال السفير البريطانى بالقاهرة، جيمس وات إن الموضوع الذى اختارته منظمة اليونسكو لهذا العام بمناسبة اليوم العالمى لحرية الصحافة والمتعلق بحماية الصحفيين ضد عنف المتطرِّفين، لحسن الحظ ليس مُدرجًا حاليًا على قائمة قضايا حريّة التعبير فى مصر، محذرا أنه قد يصبح كذلك يوما ما. وأكد أن التقييم الموضوعى للمشهد الصحفى حاليا فى مصر يتسم بـ"دَرجة عالية من حريّة التعبير تتمثَّل فى أحكام وآراء قويّة للغاية".
وأضاف وات فى مقال نشر على مدونته بمناسبة اليوم العالمى لحرية الصحافة: "أعتقد أن مصر لديها ثقافة وطنيّة عميقة فى مجال قُبول حق الأفراد فى تبنّى آراء خاصة وفى قبول حقِّهم فى التعبير عنها أيضًا، وكذلك فى أن تكون لديهم القدرة على الردّ.. فبالفعل، قد أحسن المصريُّون استخدام هذا الحقّ منذ انتهاء الرقابة الخانقة التى ساعدت على دَعم النظام الاستبدادى السابق".
وتساءل السفير البريطانى عمن يتحكَّم فى أقوى وسائل الإعلام التى لديها بالغ الأثر على نطاق وتنوّع – بل وأحيانًا على دقَّة – الأخبار والآراء المُتاحة للمواطن العادى، وأجاب قائلا إنه لم يجد سوى بلدان قليلة استطاعت تقديم الإجابة الشافية عن هذه المسألة.
وقال وات إن البدائل لوسائل الإعلام الرئيسيّة قد أصبحت أكثر قوّة، فى الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن التغيير الأكبر فى مصر منذ ثورة يناير 2011 تمثَّل فى التحسُّن الكبير الذى طرأ على فهْم المواطنين للمسائل السياسيّة المتضمَّنَة فى عملية الانتقال إلى الديمقراطية.
وأكد أن "مستوى مَحو الأمية السياسيّة ارتفع إلى آفاق مثيرة للإعجاب، الأمر الذى أحْدث بالفعل تغييرًا فى السياسة.. وأمامنا أن نخطو طريقًا طويلا بعد لكى نصل إلى نهاية المطاف فى هذه العمليَّة.. وأعتقد أن "تحرير العقول" هو بالفعل المحرِّك الأقوى الدافع للديمقراطيّة".
أمّا التغيير الرئيسى الثانى، يضيف وات، فقد تمثَّل فى نقد الإعلام السائد على يد الإعلام الإلكترونى، والذى تشكّل معظمه من الإعلام الفردى. وهو ما سمح بالكشف عن زوايا مختلفة للقصّة الواحدة. ولكن للأسف، هناك الكثير من الهَراء المختبئ فى أخبار غير مُتحقَّق منها يتمّ نشره هو أيضًا على نفس شبكات الهواة، تمامًا كما حَدَث فى عملية التعهيد الجماعى المؤسِفة التى تمَّ اللجوء إليها على شبكات الإنترنت فى مطاردة بوسطن الأخيرة. وقد تبدو المطالبة بـ"التدوين المسئول" وكأنّها كِناية عن الدعوة للرقابة، إلاَّ أن الواقع يبرز الإساءة البالغة التى ألمَّت بالحقيقة وبالثقة من جراء ما تمّ نشره آنذاك من أكاذيب وتخيّلات متهوِّرة.
وختم "وات" مقاله بالقول: "إن منظَّمة اليونسكو مُحِقّة فى دعوتها للعالم إلى الاعتراف بالخطر الذى يهدّد حريّة الصحافة من قِبَل العنف غير المتسامح الذى يستهدف الصحفيّين، وهى مُحقَّة فى الدعوة إلى مكافحته أيضًا. ولكننا قد نصبح منافقين إذا تبنَّينا ذلك الموقف دون مراعاة نوعيّة البيئة الإعلامية الخاصّة بنا، بما فى ذلك وسائط الإعلام الإلكترونية".
ومضى يقول: "وأودّ هنا أن أستخدم حريَّتى فى التعبير فى الإعلام الإلكترونى، بأن أقترح أنه ينبغى علينا دائمًا أن نَسعَى إلى بناء الثقة فيما نكتبه – سواء على مستوى النبرة أو المضمون – حَتى نتمكن من حماية الحقيقة من الزوال فى مَهَبّ نيران متقاطعة من المفاهيم الخاطئة".
بمناسبة اليوم العالمى لحرية الصحافة..
السفير البريطانى بالقاهرة: مستوى محو الأمية السياسية فى مصر ارتفع إلى آفاق مُثيرة للإعجاب.. والمشهد الصحفى يتسم بـ"درجة عالية من حرية التعبير".. والمصريون يحترمون حق الأفراد فى تبنى آراء خاصة
الخميس، 02 مايو 2013 12:55 م
السفير البريطانى بالقاهرة جيمس وات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة