التليجراف تزعم: شيعة سوريا يفرون إلى لبنان هربًا من المليشيات السنية

الخميس، 02 مايو 2013 02:38 م
التليجراف تزعم: شيعة سوريا يفرون إلى لبنان هربًا من المليشيات السنية صورة ارشيفية
كتبت فاتن خليل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قدمت التليجراف فى عددها اليوم الخميس، عددًا من شهادات اللاجئين الشيعة الذين فروا إلى لبنان، ترسم صورة للطائفية العميقة التى أصبح التمرد السورى يتسم بها، بعدما صار المتمردون السنة المتشددون الآن عازمين على بناء دولة إسلامية.

وفى حوار مع التليجراف، قالت عواطف، 60 عاما، والتى أخفت اسم عائلتها: "لقد سمعت إمام المسجد المجاور لمنزلى وهو يدعو للجهاد ضد النظام السورى وضد العلويين والشيعة.. وكان ينادى بذلك من فوق المئذنة، وتم حرق الحى المجاور لحينا.. وعندما وجد عددًا من أصدقائنا صلبانا مرسومة باللون الأحمر على أبواب منازلهم ثم تعرضوا للهجوم بعدها، أدركنا أننا يجب أن نرحل"، وكانت عواطف، وزوجها المسن، 70 عاما، من بين آلاف الأسر الشيعة التى فرت للبنان.

عندما اندلع التمرد قبل عامين، قام بعض الشيعة لأسباب تكتيكية بمساندة الرئيس بشار الأسد، نظرا لأنه من العلويين الذين يعدون أحد الفصائل الشيعية، فيما ألقى البعض الآخر باللوم على عاتقه، نظرا لقتله خصومه، ولكن بعد قيام المسلحين السنة بعمليات قتل مستمرة ضد الشيعة، أَصبح الشيعة يرون أن بقاءهم يعتمد على حماية نظام الأسد الذى يمول حاليا قوات الدفاع فى أحيائهم.

وعن ذلك قالت فاطمة مرعى، 77 عاما، والتى تجلس وحيدة فى غرفة خالية من الأثاث بمنزلها بـ "مشغرة" بوادى البقاع فى حديثها مع التليجراف: "أصبحنا نؤمن بأن لدينا قضية دينية لأننا نشعر الآن بأن الشيعة مستهدفون، لقد أخبرنا المسلحون السنة أن نأخذ ضريح السيدة زينب معنا ونرحل".
وأضافت: "لقد عشنا فى سوريا فى كنف العديد من الأنظمة ومن الظلم أن يطلق علينا الآن أننا موالون لبشار الأسد.. فأنا ولائى لبلادى فقط وأشعر بالأسف الشديد وأنا أراها تتعرض للدمار.. ولكن المسألة أصبحت تتعلق بالدفاع عن الذات، فإذا ما انهار النظام الآن، لن يصبح لدينا مستقبل".

كانت فاطمة تتحدث بينما صورة ابنها رضوان مرعى، 53 عاما، الذى قتله قناصة فى حى "جوبر" بدمشق أثناء قتاله إلى جانب إحدى وحدات الشيعة القتالية معلقة على الجدار خلفها.

ومن جهة أخرى، فإن ابنها الأصغر ما زال يقاتل إلى جانب تلك اللجان الشيعية، وبالرغم من خوفها عليه فإنها دعته للاستمرار فى القتال.

فى بداية 2012، تعرضت المنطقة لموجة من الهجمات التى شنها المسلحون السنة، والتى بدأت بتهديدات بالقتل سرعان ما تحولت لأعمال عنف تضمنت عمليات انتحارية أصبحت تسود كافة أرجاء دمشق الآن، بالإضافة إلى نشاطات "جبهة النصرة" ذات الصلات بتنظيم القاعدة.

وفى 13 أبريل 2012، قام مسلحان باغتيال سيد ناصر العلوى، رجل الدين الشيعى وإمام مسجد الحسينية القريب من ضريح السيدة زينب؛ ويقول أبو حيدر، 29عاما، والذى يعمل على رعاية مسجد الحسينية، إنه "كان يتلقى تهديدات بالقتل نظرا لعمله فى خدمة المسجد، وأنه كان يجد رسائل على البوابة تنعته بكلب الشيعة، وقد منحتنى ثالث رسائل التهديد 72 ساعة للرحيل، أو سأتعرض لقطع رأسى وتعليقها فى ضريح السيدة زينب".

وبعد ذلك بثلاثة أيام اختطفت مجموعة من المسلحين الملثمين بأقنعة سوداء رجلا يعتقد أبو حيدر أنهم كانوا يعتقدون أنه هو؛ كما قتل بالفعل عدد من أصدقائه ورجال الدين، ووجدت جثثهم فى الشوارع، أو تم اغتيالهم فى منازلهم خلال الأشهر القليلة التالية لتلك التهديدات.

وبالرغم من مشاركة أبو حيدر وعائلته فى القتال ضد التمرد، فإنهم لم ينضموا لمناصرى بشار الأسد فى البداية: "ألقى باللوم على عاتق الحكومة فى عمليات القتل التى جرت فى الأيام الأولى من التمرد، كما أننا طالبنا منهم تسليحنا ورفضوا، فشعرنا بأننا لا حيلة لنا".

وبعد مرور أكثر من عام، تدهورت العلاقة بين السنة والشيعة، ولم يجد أبو حيدر أمامه خيارا آخر سوى القتال: "قام النظام بتنظيم الناس فى مجموعات مسلحة، والآن أَصبحت أعد ضابطا فى الجيش وأتلقى أجرا يصل إلى 150 دولار شهريا".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة