ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس باراك أوباما تراهن على مدى قدرة رئيس أركان "الجيش السورى الحر" اللواء سليم إدريس لبناء جيش متماسك من المعارضة بإمكانه إلحاق الهزيمة بنظام الرئيس السورى بشار الأسد، والتصدى للمتطرفين الإسلاميين، وبالتالى المساعدة فى بناء دولة سوريا جديدة مستقرة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، فى مقال تحليلى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس، أن اللواء إدريس، قائد المجلس العسكرى الأعلى للمعارضة السورية ، هو حجر الزاوية فى إستراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة، وقد ذكر فى مقابلة له أول أمس أن مواقفه المسئولة والمعتدلة كانت العامل الذى جعل الإدارة تراهن عليه.
ورأت الصحيفة أنه برغم أن إدريس يعد حليف قوى بالنسبة للإدارة الأمريكية، إلا أنه لابد من توخى الحذر، فواشنطن بدأت فى التعامل مع إدريس فى وقت متأخر من الأحداث، وطلبت منه تشكيل هيكل قيادى وسيطرة مشددة على القوات والفصائل الممزقة، الأمر الذى قد يكون بمثابة مهمة مستحيلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن إدريس هو مهندس تلقى تدريباته فى ألمانيا وانشق عن قوات الجيش السورى فى الصيف الماضى، وأنه يؤيد الاعتدال ويرفض النزعة الطائفية، ويعارض جبهة النصرة وأساليبها وتفكيرها، حيث أعطى تعليمات لمقاتليه بوقف التعاون معها.
وتابعت الصحيفة قولها "لقد أعاد تكرار ما قاله فى فبراير الماضى عن استعداده للتفاوض حول مرحلة سياسية انتقالية مع قادة الجيش السورى الذين لم يتورطوا فى قتل المدنيين، ولم يصدروا أوامر بذلك، كما عرض إدريس اللقاء فورا مع المسئولين الروس الذين يبدون اهتماما بالاتصال بالمعارضة لمناقشة الدور الروسى فى المستقبل، قائلا "إنه سيكون إيجابيا للغاية فى أى لقاء معهم".
وأشارت الصحيفة إلى إدريس بوصفه أحد الأسباب الحالية فى استعداد الإدارة الأمريكية للعمل مع روسيا فى التفاوض بشأن أى مرحلة سياسية انتقالية فى سوريا والتصالح مع جنرالات الجيش السورى، كما يتمسك الرئيس الأمريكى باراك أوباما باعتقاده أن التوصل إلى تسوية سياسية، لن يتم إلا بمساعدة موسكو، وأن تحقيق ذلك سيكون أفضل بكثير من النصر العكسرى لقوات المعارضة.
كما أن إدريس كان لافتا للنظر فى تأكيده حول فض التعاون مع جبهة النصرة، والتى يعتبرها فرعا لتنظيم القاعدة فى العراق، وقال "لا نتعاون معهم ولا نشاركهم شيئا"، مشيرا إلى أن بعض مقاتليهم شاركوا فى أوقات معينة فى القتال إلى جانب قواته، "لكن لم تتم دعوتهم لذلك".
واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن التحدى الأكبر بالنسبة لرئيس أركان "الجيش السورى الحر" اللواء سليم إدريس سيكون فرض السيطرة على المقاتلين الإسلاميين الذين شكلوا العمود الفقرى للجيش السورى الحر لمدة عامين تقريبا، فالمعارضة السورية يغلب عليها الطابع الإسلامى السنى، كما أن مقاتلى جبهة النصرة كانوا من بين أفضل المقاتلين وسيستغرق الانفصال عنهم وقتا".
وأضافت الصحيفة "كما أن تحجيم المتشددين سيكون مستحيلا دون المزيد من المساعدة من قبل تركيا، من خلال زيادة مراقبتها لحدودها المشتركة مع سوريا لمنع المتطرفين من السفر يوميا لتلقى الأموال والإمدادات من دول المجاورة، وتأمل الولايات المتحدة الأمريكية فى أن تتخذ تركيا إجراءات أكثر صرامة ضد هذا الأمر، وهذا سيكون الموضوع الرئيسى الذى سيطرحه رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان خلال زيارته واشنطن منتصف مايو الجارى".
وتأكيدا لمناشدته واشنطن زيادة المساعدات لقواته، وجه إدريس رسالة إلى أوباما يقول فيها "أتفهم سيدى الرئيس الأسباب التى تقف وراء حذرك الشديد بشأن التدخل فى سوريا، ونحن بحاجة ماسة إلى دعمكم سواء من حيث المساعدة المالية والعينية أو التدريب، أو تزويدنا بمعدات متقدمة تساعدنا على تقديم الدليل على استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيماوية، وللتصدى للآثار الناجمة عن ذلك".
وتعهد إدريس - فى ختام رسالته – قائلا: "وربما كان الأمر الأكثر أهمية أن سوريا الحرة المستقبلية لن تكون بحاجة إلى أسلحة دمار شامل، بل إلى التخلص من الأسلحة الكيماوية التى لا معنى لها والتى يمتلكها الأسد".
وحذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية - فى ختام مقالها - رغم أنه يبدو وأن إدريس حاول التغلب على المخاوف المتزايدة لدى أوباما ويبدو أنه نجح فى ذلك بطريقة أو بأخرى، إلا أنه يجب أن تدرك الإدارة أن هذا النوع من برامج العمل السرية شبه العسكرية، رغم أنه يبدو الأفضل بين الخيارات المطروحة، إلا أنه لا ينتهى أبدا بطريقة جيدة.
أوباما يُراهن على نجاح رئيس أركان السورى الحر فى إسقاط النظام
الخميس، 02 مايو 2013 04:08 م
الرئيس الأمريكى باراك أوباما
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
bakr elkot
انصرهم يارب