المنافق يعرف أن كل إنسان - إلا من رحم ربى - ضعيف أمام عبارات المدح ومسح الجوخ ولذلك فهو لا يكف عن التملق وبث الكلام المعسول خاصة إذا كان الشخص الذى يقوم بنفاقه وتملقه من ذوى المناصب والوظائف العليا وهو متأكد أنه سيصل إلى ما يريد سريعا متفوقا بنفاقه على أقر أنه ممن لا يجيدون النفاق واللعب على الحبال وفى هذا أعرف شخصا ينافق حتى وهو نائم..!!
وبالرغم من ذلك يستطيع الممدوح وقف مثل هذا المتسلق عند حده وردعه، فقد ذكر أن رجلا مدح رجلا آخر فى وجهه فقال له: يا عبد الله لم مدحتنى .. أجربتنى عند الغضب فوجدتنى حليما ..؟
قال: لا
قال : أجربتنى فى السفر فوجدتنى حسن الخلق ..؟
قال : لا
قال : أجربتنى عند الأمانة فوجدتنى أمينا ..؟
قال : لا
قال له : لا يحل لأحد أن يمدح آخر ما لم يجربه فى هذه الأشياء الثلاثة وأعتقد أننا لو رأينا هذا الرجل لوجدناه وقد أطرق رأسه خجلا وكسوفا (وراح لون وجه لون)!
فلو فعل كل إنسان مخصوص بالمدح والنفاق مثل صاحبنا هذا لقل عدد المنافقين وحملة المباخر ثم لاستراح أمثالى ممن يكرهون النفاق والمنافقين ولكن يبدو أننى واهم لأن كل شخص مخصوص بالمدح والنفاق لا يريد ذلك حيث إنه (مستريح كده) !!
وعلى كل حال أقول للشخص الممدوح احذر أولئك الذين يركعون تحت أقدامك فلعلهم يريدون أن يجذبوا أطراف السجادة من تحتك ...!!
