محمد المليجى يكتب: تمردوا يرحمكم الله

الأحد، 19 مايو 2013 08:30 ص
محمد المليجى يكتب: تمردوا يرحمكم الله   صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين وصل محمد مرسى وجماعة الإخوان ومن ورائهم خيرت الشاطر إلى الحكم، ظنوا أنهم باستطاعتهم حكم هذه البلاد وحدهم، وأن حكم هذه الأرض حق مكتسب لهم ولجماعتهم بعدما ضحوا -حسب قولهم- على مدار 80 سنة، رغم أنهم لم يكن لهم ليفوزوا فى الانتخابات إلا بوحدة الصف ووقوف جميع القوى والائتلافات خلفهم.

ظنوا أنهم يستطيعون أن يحكموا هذه البلاد وهذا الشعب وهذا الجيل، كما حكمه أسلافهم، فاعتمدوا على أهل الثقة بدلاً من أهل الخبرة والكفاءة، واعتمدوا على الانفراد بالحكم بدلاً من المشاركة، واتجهوا لتشويه كل من يخالفهم ويخالف رأيهم بدلا من الاستماع إليهم والحوار معهم.

عندما يجد الشباب أن أحلامهم أصبحت فى مهب الريح، عندما يفتشون عن وطن فلا يجدونه، عندما يتمنون واقعا أفضل فيجدون أن الأوضاع تزداد سوءا.. عندها يكون التمرد هو الحل.

الجيل الذى خرج يوم 25 يناير 2011 يعلنها صراحة للنظام ومن ورائه عدم قبولهم أن تستمر الأوضاع كما هى عليه، عندما وجدوا وطنا يباع وأرضا تُمهد للوريث الجديد فخرجوا يعلنون عن غضبهم وثورتهم، عندما رفضوا أى حلول وسط ورفضوا أى صفقات، فمن حق هذا الجيل أن يتمرد، عندما تصبح العدالة الاجتماعية مجرد شعارات، وعندما تضيع حقوق الشهداء فوجب علينا أن نتمرد، عندما يتم التصالح مع كل رموز النظام السابق الذين أفسدوا البلاد وأهانوا العباد، ويتم تشويه السياسيين والمعارضة أسوأ مما كان يفعله النظام السابق، وعندما يتم التنكيل بالشباب ويتم الزج بهم فى السجون لمجرد أن أعلنوا عن رأيهم فوجب علينا أن نتمرد، عندما نجد وطنا يباع فى سوق النخاسة (بعد قانون الصكوك، وشروط صندوق النقد الدولى، ومحور قناة السويس) فقد حان الوقت أن نتمرد.

وجب علينا التمرد بعد ما وصلت إليه البلاد من تدهور ملحوظ وسوء الأحوال السياسية والاقتصادية بعد وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى حكم البلاد برئيسها محمد مرسى، -الذى لم يكن له أن ينجح سوى بوقوف كل القوى خلفه لإسقاط أحمد شفيق- الذى أخل بكل موازين العدالة وضرب بالثورة وإرادة الشعب المصرى عرض الحائط وانتهك دولة القانون وسعى إلى السيطرة على المؤسسات بدون تغيير حقيقى واقعى وبرامج تدل على فكر التغيير، أو أهمية التوافق لديهم، وكأن الثورة لم تقم وكأن شبابا لم يحلم بالحرية والعدالة فى يوم ما.

نشأت حركة تمرد شبابية وستظل شبابية لتكون رسالة للداخل والخارج أن هذا الشعب وهذا الشباب هو من يصنع حاضره ومستقبله، ليس ذنبهم أن هناك جيلا رضى بالذل والعبودية 30 عاماً، ولم يتمرد ولم يعلن عن غضبه وسط القمع والذل والمحسوبية التى كانت عنوان المرحلة.

بدأت حركة تمرد بالشباب بعيداً عن أى أحزاب أو جماعات أو قوى –وخيراً فعلت– فلو ارتبط اسم الحملة بأى حزب أو جماعة أو تيار سيسهل تشويه وشخصنة القضية (قضية شعب وأمة بكاملها وجيل كامل يسعى إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية)، ثم انضم إليها الأحزاب والقوى والسياسيين كداعمين ومشاركين وليسوا كمتبنيين للقضية كما حدث فى الجمعية الوطنية للتغيير ومطالب التغيير السبعة التى تم ارتباطها باسم الدكتور البرادعى، ومن هنا سهل تقويضها وتشويهها.

صدعونا حديثاً عن دستور الحريات أعظم الدساتير (دستور الموناليزا) ورفضهم للعمل غير السلمى فى مهاجمة المنشآت وحرق مقرات الأحزب، ولكن عندما قرر الشباب ممارسة حقه السلمى فى التعبير عن الرأى تم التضييق عليهم والتنكيل بهم واحتجازهم من قبل الأمن.

إن الشباب اليوم يسطر واقعا جديدا فى التعبير السلمى عن الرأى مثل الاعتراض والتظاهر.

كثيرون يرفضون الانضمام لحملة تمرد بحجة أنها تضم كثيرا من رموز النظام السابق والمنتفعين منه، ليس ذنب الشباب أن قضيتهم واحدة مع هؤلاء الذين هم جزء أصيل من هذا الشعب وترابه وأهله، فكرة الإقصاء فى حد ذاتها تسبب فشل أى قضية وتحولها إلى منفعة وليست قضية شعب وأمة.

استطاعت حملة تمرد أن تجمع أكثر من 2 مليون توقيع فى أقل من 10 أيام، وهذا إن دل فيدل على حالة الاحتقان لدى الشارع وحالة اليأس داخل الشباب بعد أقل من عام من حكم جماعة الإخوان المسلمين، متمثلة فى شخص محمد مرسى. ومن هنا يجب أن نعلن تمردنا على هذا النظام الفاشى وإحياء ثورة الشعب المصرى ضد كل من أفسد وعبث بمقدرات الوطن وخان شعبه وحلمه وأهدر حقه فى وطنه وحق من ضحوا فى ثورتهم ضد الديكتاتور السابق، ومازال الكثير والكثير يريد أن يضحى ضد الديكتاتور الحالى وجماعته المستبدة حتى تتحقق الحرية التى نحلم بها.

سيادة الدكتور محمد مرسى، وليس الرئيس لأنك لم تعد رئيسا لى بعد توقيعى على بيان حركة تمرد، الفرصة أمامك الآن وصوت الشباب الذى لم تسمعه قبل ذلك داخل جماعتك التى تقوم على القهر والتوجه -ولن تسمعه- وصل إليك فلا تكن مثل من سبقك وأنقذ ما بقى لديك عند الشعب، إن كان بقى لك شىء، تستطيع أن تتمرد أنت أيضا وتخلع عنك عباءة الجماعة وتنحاز إلى شعبك وتسمع صوت معارضيك وتحقق أهداف الثورة ومطالب الشباب، فالغضب آت وساعتها لن يرحم هذا الشباب أحدا - ياقوم أليس فيكم رجلُ رشيد- .

أيها الشباب إنها فرصة تاريخية أمامكم لتثبتوا للجميع أن حاجز الخوف الذى انكسر يوم 25 يناير 2011 لم تكن لحظة عابرة فى تاريخ هذه الأمة سرعان ما ينتهى مفعولها، وإنما هى عقيدة أصبحت مترسبة فى وجدانكم ومبادئ تدافعون عنها ما حييتم، ثبتوا للجميع أن مازال فى هذا الشعب قلبا ينبض، رجالا يشعرون بآلامه، وشباب قادرون على صنع التغيير بأنفسهم ولا يحتاجون لقيادات فشلت أن تقود الأمة والمعارضة فى أكثر من موقف، أيها الشباب هذه أرضكم وأرض أبائكم ومهد صباكم ومستقبل أبنائكم ليس لكم غيرها فتمردوا على الوضع الحالى واسمعوا الجميع أن مازال لهذا الشعب قلبُا نابضا وضميرا حيا وأهدافا لثورة لم تتحقق.

عندما تبقى شلة الحكم هى هى، إذن لا يوجد حل إلا التمرد ... تمردوا يرحمكم الله.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة