سأفترض معك أن حركة "تمرد" ستنجح فى مسعاها، وتحشد الملايين لسحب الثقة من الرئيس مرسى، وأظن أنها ستنجح، لكن السؤال المهم: ماذا بعد إسقاط الرئيس؟
أتخيل أننا يجب أن نضع تصورًا واضحًا ومحددًا لما نريده بعد نجاح "الثورة" السلمية الثانية وسحب الثقة من الحاكم الإخوانى، حتى لا نكرر أخطاء ثورة 25 يناير، إذ رفعنا، آنذاك، فى وجه حسنى مبارك شعار (ارحل) و(الشعب يريد إسقاط النظام)، ولم نضع خطوات وإجراءات عملية محددة بعد رحيل مبارك، فحدث ما حدث، وسرقت الثورة وتم التلاعب بأحلام الشعب، وبقية المأساة معروفة!
لذا أزعم أننا يجب أن نضع اقتراحات محددة ومطالب واضحة يتم عرضها على الشعب لمناقشتها وتطويرها من أجل رسم صورة لمصرنا ومستقبلها بعد نجاح حركة "تمرد" فى إنجاز مهمتهاـ وأعتقد أننا يجب أن ندعو الشعب إلى الالتفاف حول هذه المطالب:
• الدعوة إلى تشكيل مجلس رئاسى مكون من ثلاثة أشخاص فقط هم رئيس المحكمة الدستورية العليا وأحد شباب الثورة الشرفاء لا يزيد عمره عن 40 عامًا ووزير الدفاع، هذا المجلس سيتولى إدارة شئون البلاد لمدة 6 أشهر فقط، يدعو خلالها إلى كتابة دستور جديد يلائم العصر، ويدعو إلى انتخابات رئاسية بعد وضع الدستور والاستفتاء عليه، كما يتحتم على أى من أعضاء المجلس الرئاسى ألا يرشح نفسه فى أول انتخابات رئاسية يدعو إليها.
• الإفراج الفورى عن جميع المعتقلين السياسيين، وإصدار عفو رئاسى عن النشطاء والسياسيين الذين صدرت بحقهم أحكام، ماداموا لم يرتكبوا جرائم جنائية يعاقب عليها القانون.
• يقوم المجلس الرئاسى بتعيين حكومة محايدة من الكفاءات تعمل على ضبط الأمور اليومية، وتشرف على انتخابات الرئاسة، على أن يكون لشباب الثورة الشرفاء والأكفاء نصيب لا يقل عن ثلث أعضاء الحكومة على الأقل.
• إلغاء مجلس الشورى نهائيًا لأنه مجلس بلا صلاحية صنعه السادات عام 1980 ليحشر فيه أتباعه ومنافقيه ليمنحهم الأموال والحصانة.
• على المجلس الرئاسى والحكومة المؤقتة ابتكار حلول سريعة للحد من انتشار الفقر وتحسين أحوال الناس وتوفير الخدمات اللائقة.
• حظر تأسيس أحزاب سياسية على أساس دينى، فالدين أطهر وأشرف وأكرم من أن يتم استدعاؤه لمكائد السياسة وألاعيبها وخبثها.
هذه بعض الاقتراحات التى أرى ضرورة الدعوة إليها فورًا ومن الآن، حتى لا نفاجأ أن الملايين قامت بالتوقيع على سحب الثقة من الرئيس مرسى، ثم قفز على كرسى الرئاسة واحد من إياهم!
