فيديلا يحمل معه إلى قبره أسرار المفقودين فى ظل الحكم الدكتاتورى فى الأرجنتين

الأحد، 19 مايو 2013 04:10 م
فيديلا يحمل معه إلى قبره أسرار المفقودين فى ظل الحكم الدكتاتورى فى الأرجنتين خورخى فيديلا
بوينوس ايرس (ا ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توفى الدكتاتور الأرجنتينى السابق خورخى فيديلا الذى جعل عمليات خطف المعارضين فى صلب سياسة الدولة المنهجية فى ظل النظام العسكرى الأرجنتينى (1976-1981) حاملا معه أسرارا لم يكشفها عن عمليات الاختفاء التى ظل وقعها مؤثرا على أجيال من الأرجنتينيين.

وقد خطف حوالى 500 طفل من ذويهم إبان فترة الدكتاتورية ومنحوا بالتبنى إلى مسئولين أو مقربين من النظام.

لفظ خورخى فيديلا (87 عاما) أنفاسه الأخيرة فى الزنزانة التى كان يمضى فيها عقوبة السجن المؤبد عن الجرائم التى ارتكبها نظامه العسكرى الاستبدادى من 1976 إلى 1981.

وصل إلى الحكم على إثر انقلاب عسكرى أطاح بدون إراقة دماء حكومة ايزابيل بيرون فى مارس 1976 ليقيم نظاما حديديا مارس القمع الذى أدى إلى اختفاء نحو 30 ألف شخص لم يعثر على جثثهم مطلقا بحسب منظمات إنسانية.

وبحسب هذه المنظمات فإن حوالى خمسمائة طفل خطفوا من ذويهم خلال تلك الفترة ومنحوا للتبنى لشخصيات أو مقربين من النظام. وقد عثر على 108 أطفال منهم فقط حتى اليوم كما أكدت جمعية جدات ساحة مايو.

ومع موت فيديلا ذهبت معه أسرار كثيرة عن تلك الفترة الحالكة فى تاريخ الأرجنتين ما سيؤثر كثيرا على بعض الإجراءات القضائية.

وكان الدكتاتور يمثل منذ بعض الوقت فى إطار محاكمة خطة كوندور، شبكة قمع المعارضين التى أنشأتها الأنظمة الدكتاتورية العسكرية فى أمريكا الجنوبية فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى.

وهذه المحاكمة ستتواصل حول وقائع تؤخذ على متهمين آخرين، كما أعلن المدعى العام ميغيل اوسوريو لوكالة فرانس برس، لكن "بين القضايا الـ106 المطروحة أمام القضاء، لن يكون ممكنا إجراء المحاكمة فى 44 منها لكون فيديلا المتهم الوحيد فيها كما أكد مركز الدراسات القانونية والاجتماعية وهو منظمة غير حكومية.

ولفتت هذه المنظمة غير الحكومية إلى أن فيديلا كان يواجه تسع قضايا أخرى تبقى عالقة.

وبعد وفاته الجمعة انتقدت الأرجنتين بصوت واحد ذلك الرجل الذى جسد الدكتاتورية ولم يعبر مطلقا عن أى أسف أو ندم، لكن الجميع أسفوا لعدم كشف النقاب عن المفقودين والأطفال المسروقين.

وأمس السبت عبر القاضى السابق ليون ارسلانيان الذى شارك فى 1985 فى المحاكمة التى أصدرت أول إدانة بالسجن المؤبد بحق فيديلا، عن أسفه لأن الدكتاتور السابق "حمل معه إلى قبره أسرار كل العمليات العسكرية إبان الحكم الدكتاتورى وكذلك مصير الأشخاص المفقودين".

وأكد القاضى السابق راديو ميترى "أن القوات المسلحة عندما نظمت (تلك العمليات) فعلت ذلك بطريقة منظمة جدا مع تحديد مراحل للتنفيذ وتوزيع للمهام والأدوار".

وقد حذرت منظمات عدة مثل منظمة أمهات ساحة مايو أو منظمة أبناء المفقودين غير الحكومية من خطر النسيان ودعت إلى كسر جدار الصمت القائم منذ زمن طويل بين مئات العسكريين السابقين الذين مروا إمام المحاكم الأرجنتينية.

وطالب أبناء المفقودين فى بيان بجلاء الحقيقة من "أجل السماح للأمهات باستعادة جثث أولادها".

وفى كتاب مقابلة نشر فى 2012 قام خورخى فيديلا بخروج نادر عن ذلك الصمت ووصف للمرة الأولى الأسلوب المستخدم لقمع معارضيه.

وبرر الدكتاتور السابق استخدام التعذيب واختفاء الجثث قائلا "كان ينبغى تصفية 7 آلاف إلى 8 آلاف شخص. كنا نعلم أن ذلك كان الثمن الواجب دفعه لكن لم يكن هناك أى حل آخر إن كنا نريد كسب الحرب ضد المخربين (المعارضين)".

وقد تم إحصاء نحو 350 معسكرا سريا للتعذيب والتصفية على كافة الأراضى خلال الحكم الدكتاتورى فى الأرجنتين، بينها المدرسة الميكانيكية للبحرية الشهيرة فى بوينس ايرس.

وحكم على الجنرال السابق الذى كان على رأس النظام الدكتاتورى مرتين بالسجن المؤبد لجرائم ضد الإنسانية وبحكم بالسجن 50 عاما لسرقة أطفال معارضين.

ولن تجرى أى تشريفات عسكرية فى جنازته لأنه جرد من رتبة الجنرال فى الجيش الأرجنتينى. فضلا عن ذلك هناك إجراء فرض فى 2007 يحظر القيام بأى تشريفات لمحكومين بتهم تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان.

ولم يعرف اليوم الأحد موعد ومكان دفن الجنرال السابق المكروه فى الأرجنتين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة