اعترض الدكتور محمد موسى عثمان، رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الأزهر، على دعوة حزب الحرية والعدالة للدكتور مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، إلى مصر لعرض التجربة الماليزية خلال مؤتمر " تجارب النهضة فى العالم"، وجه كلمته أيضا إلى الرئيس مرسى بأن صناعة النهضة فى مصر لا تحتاج إلى من يأتى من الخارج لكن بأيدى أبناء مصر وعلمائها، ومن خلال عاملين أولهما، وهو ما تميز به الشعب الماليزى باستخدام وتفعيل القوى الإنتاجية، وتوفير الآلات والتكنولوجيا المؤهلة للإنتاج الحقيقى، والعامل الثانى فى اتخاذ نظام سياسى واجتماعى وقانونى يتوافق مع تلك القوى الإنتاجية، وهذا ما لم يدعمه الرئيس، على حد قوله.
دعى عثمان الرئيس مرسى إلى التعرف على تجارب الدول المتقدمة التى اتخذ رؤسائها وملوكها من العلماء والاقتصاديين والخبراء المتخصصين، لافتا إلى أن ملكة بريطانيا استعانت بالعالم الاقتصادى "آدم سميث" لنجاح مملكتها وتقدمها كما تحققت نهضة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الاستفادة من أحد علمائها وهو الاقتصادى "جون ديكنز"، مشير إلى أن حالة الانفصام التى يحياها الشعب المصرى ترجع إلى انفصام النظام الحاكم عن علماء مصر بكل المجالات.
قال عثمان إن نظام الحكم المصرى فى غيبوبة نظرا لتجاهله وتعمده بالابتعاد عن الاستفادة من مئات الدراسات المصرية التى من شأنها إصلاح كل مناحى المجتمع لما تحمله من إحصائيات واقعية عما يحتاج إليه الشعب لتقدمه ونهضته، بعيدا عن التشدق بكلمات أو من يبيعون الكلام لشعب أثبت أبنائه مهارتهم ونبوغهم على مستوى العالم.
أضاف أن مصر لن تتقدم إلا بالعلم، محذرا ممن يتوارون خلف الدين ومن يدعون معرفه الإسلام من أصحاب التيارات الدينية والجماعات الإسلامية باعتبارهم داعمين للتخلف الدينى والفكرى والثقافى الذى أصاب شعب مصر.