أكد اللواء أسامة الجريدلى رئيس المركز الدولى للدراسات المستقبلية والإستراتيجية، أن مصر دولة محورية ولها دور هام، حيث إنها بحكم موقعها وإمكاناتها قادرة على القيام بدور إقليمى، غير أنها تمر الآن بفترة انتقالية فى تاريخها.
وأشار الجريدلى إلى أن مصر دائما كانت هى التى تبادر وتقدم المبادرات، جاء ذلك فى محاضرة للواء الجريدلى القاها اليوم الأحد، حول مفهوم الأمن القومى والأقليمى لأعضاء برنامج الزمالة الذى ينظمه المركز الدولى للدراسات المستقبلية بمشاركة مسئولين وأكاديميين وباحثين من دول عربية وأفريقية وأسيوية من مصر والسودان وجنوب السودان وأوغندا ونيجيريا وأثيوبيا وأذربيجان.
ولفت إلى أن مصر بحاجة لأمن إقليمى مع دول حوض نهر النيل جنوبا وهى فى حاجة أيضا لتأمين أمنها تجاه الشرق لتأمين مصالحها الحيوية وهنا لا يمكن فصل أمن مصر عن أمن الخليج، كما أنه لا يمكن لمصر أن تغض الطرف عما يجرى غربا، وأشار إلى أنه ربما تكون أمام الإستراتيجيين أولويات أو هناك حاجة للترتيب الآن فى العمق الإستراتيجى لمصر.
وتحدث اللواء الجريدلى عن مقومات الأمن القومى المصرى ومحدداته والقدرات الشاملة والمصالح والأهداف والغايات القومية لمفهوم الأمن العام بشكل عام.. مؤكدا فى الوقت ذاته أن القدرة العلمية والتكنولوجية هى أساس للقوة بمفهومها الشامل كعنصر من عناصر الأمن القومى العام وأنه لابد من الاهتمام بالبحث العلمى التطبيقى باعتباره من مقومات الدولة الحديثة القوية ومقياس التقدم فى العالم.
وطرح بعض الأفكار للتعاون فى مجال الأمن الإقليمى وعلى سبيل المثال التعاون فى مجال الإغاثة والكوارث البحرية ووضع منظومة للهجرة غير الشرعية.. وقال إنه من الممكن أن نبدأ هذا التعاون على المستوى العربى بالتدريج.
ونبه إلى إقامة نظام للأمن الإقليمى يقوم على التدريج والطواعية وبناء الثقة.. مشيرا إلى أنه لا يمكن على الإطلاق تطبيق نظام أمنى إقليمى خارجى فى منطقة ما على الشرق الأوسط لاختلاف الأوضاع والظروف فى هذه المنطقة.
وأشاد بتجربة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. وقال إنها أقامت نموذجا للأمن الإقليمى بين دول المجلس يعتبر ناجحا وأكثر تجانسا وأن هذه الدول توصلت إلى ترتيبات أمنية فيما بينها لحفظ الأمن وكانت ناجحة.
يذكر أن المركز الدولى للدراسات المستقبلية والإستراتيجية ينظم برنامج الزمالة منذ العام 2006 وقد شارك فيه حتى الآن وتخرج منه 143 باحثا وباحثة ومسئولين يمثلون وزارات سيادية فى 37 دولة من مصر وأفريقيا وأسيا والبوسنة والهرسك. ويدور البرنامج الرئيسى للدورة الحالية حول أن الطاقة وأثره على الاستقرار السياسى والإقليمى ويتضمن البرنامج محاضرات متخصصة وزيارات ميدانية.