السعودية تحذر من "الجهاد" فى سوريا خشية تكرار تجربتى أفغانستان والعراق

الأحد، 19 مايو 2013 11:08 ص
السعودية تحذر من "الجهاد" فى سوريا خشية تكرار تجربتى أفغانستان والعراق صورة أرشيفية
الرياض (ا ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تضاعف السلطات السعودية تحذيراتها من "التغرير بالشبان" خشية تكرار تجربة العائدين من أفغانستان والعراق، أثر تقارير حول شبان يقاتلون فى سوريا، حيث تعلن مواقع التواصل الاجتماعى مقتل العديد منهم.

وقد طالب الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤخرا بتغليظ الأحكام بمن "يغررون بالشباب".
وقال "سمعت مع الأسف أن هناك أشخاصا يلتقون بالشباب ويغررون بهم، وهذا الأمر يجب أن يكون الحكم فيه ليس السجن فقط (...) لقد غرروا بأطفالنا، فمنهم من قتل ومنهم من حبس".

ولم يوضح الجهة أو الدولة التى قصدها، لكن مراقبين تحدثوا عن شبان سعوديين يتوجهون إلى سوريا للقتال هناك.

بدورها، تقدر مصادر دبلوماسية غربية أعداد السعوديين الذين يقاتلون فى "أرض الجهاد" الجديدة فى سوريا بما لا يقل عن أربعة آلاف.

وتتضمن مواقع التواصل الاجتماعى صفحات كثيرة لكتائب وألوية منضوية فى "الجيش السورى الحر" وأخرى موالية لـ"جبهة النصرة" تنعى فيها قتلاها منذ بداية الاقتتال فى سوريا.

وهناك مئات الصفحات الخاصة بـ"الجهاد" فى سوريا يتضمن بعضها نعى "شهداء" سعوديين لا يتجاوز عددهم الثلاثين بأسماء صريحة أو أخرى مستعارة.

أما المنابر الدعوية فى المملكة وخصوصا تلك التى تتبع المنهج السرورى (نسبة إلى المفكر الإسلامى السورى أحمد سرور) فإنها تعمل على التعبئة غير المباشرة من خلال قصص وحكايات عن "ملائكة تقاتل فى بلاد الشام" وأن الحرب هناك "ضد أهل السنة".

وهناك أيضا مقاطع فيديو لسعوديين لقوا مصرعهم فى سوريا مثل أحمد الصقرى الذى قتل فى حلب قبل فترة فى حين يعرض يويتوب صور محمد سالم الحربى لحظة تشييعه وآخر لشاب يافع يدعى بندر لحظة مقتله.

وتتضمن مقاطع أخرى لقطات لمجموعات سعودية تقاتل فى سوريا.

من جهته، يقول خبير الحركات الإسلامية ستيفان لاكروا إن "القرار الرسمى للسلطات والمفتى بالنسبة للجهاد فى العراق لم يمنع مئات الشبان من التوجه إلى هناك العام 2003، واليوم يواجهون الإشكالية ذاتها حيال سوريا فهم لا يشجعون على القتال هناك".

وأضاف "أعلنت السلطات أن من يريد دعم القضية السورية بإمكانه تقديم التبرعات التى يجب أن تمر عبر منظمات أهلية. لكن فى الواقع، فإن السلطة ليس لديها إمكانية مراقبة الشبكات المالية التى تنقل الأموال إلى مجموعات جهادية تقاتل فى سوريا".

بدوره، يحذر مفتى عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ من الدعوة إلى الجهاد فى "الدول المنكوبة" معتبرا أنه "باب للتهلكة"، خصوصا فى ظل الانفلات الذى تشهده التنظيمات المسلحة التى "لا تقاتل تحت راية واحدة".

وقال "لا يعد هذا جهادا، إذ لا يعلم المرء تحت أى لواء ينخرط، ما يوقع الشباب فى فخ وأهداف الأعداء"، مشيرا إلى أن الجهاد من دون موافقة ولى الأمر يدخل ضمن مفهوم "الجاهلية".

وأضاف أن "التنظيمات المسلحة لا تقاتل تحت راية، والذهاب إلى بعض الدول المنكوبة باب للتهلكة".

يذكر أن المملكة تعرضت لهجمات دامية بين العامين 2003 و2006 قضى خلالها العشرات ضمنهم عدد من الأجانب ارتكبها العائدون من العراق.

وتنظر محكمة مختصة بالإرهاب فى قضايا عشرات الخلايا التى تضم آلاف الإسلاميين المتشددين منذ مطلع صيف العام 2011.

بدوره، يقول المحلل جمال خاشقجى لفرانس برس إن الإعداد المتداولة حول السعوديين الذين يشاركون فى القتال فى سوريا "مبالغ فيها".

وأوضح "حتى فى أفغانستان، لم تكن الدولة تشجع الشبان الذين توجهوا إلى هناك تحت ستار العمل الإنسانى، وكذلك الأمر بالنسبة للعراق".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة