أثار فيديو الجنود السبعة المختطفين فى سيناء منذ فجر الخميس الماضى، أثناء عودتهم من إجازتهم، والذى تداوله النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعى، ويظهر فيه الجنود "معصوبى الأعين"، رافعين أيديهم فوق رؤوسهم، وأدلى كل منهم باسمه وسنه ورتبته ومحل وحدته العسكرية التى يخدم بها، ردود أفعال واسعة بين النشطاء والسياسيين على مواقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، "فيس بوك".
وقال الرئيس "محمد مرسى"، عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "إن جميع مؤسسات الدولة تعمل يداً واحدة لتحرير المختطفين وجميع الخيارات مفتوحة، ولن نخضع لأى ابتزاز".
وقالت الدكتورة باكينام الشرقاوى مستشار الرئيس للشئون السياسية فى سلسلة من التغريدات لها، كتبتها عبر حسابها الخاص على تويتر، إن النقاش فى جلسة اليوم اتسم بقدر كبير من الوعى العميق بالمشكلة وأبعادها المتعددة، وبحسٍ عالٍ بالمسئولية الوطنية، مشيرة إلى أن المدخل التنموى المتكامل هو المدخل الأنسب لمعالجة مشكلات سيناء وتحقيق الأمن خطوة أولى ضرورية عندما يُفرض على أى مجتمع تحد يتعلق بأمنه القومى، تتوحد جميع القوى الوطنية لمواجهته، لكن بعض قوى المعارضة فى مصر تفاجئنا بغير ذلك، وتكررت دعوات الحوار الوطنى فى السابق بكل شفافية وموضوعية للتشاور حول قضايا الوطن، والحاضر يفرض علينا فتح جسور الحوار.
وهاجم سياسيون ونشطاء، ما وصفوه بعدم التعامل الجاد من جانب الدولة مع المشكلة، على الرغم من خطورتها، معتبرين أن الأمر برمته خطة، لتشتيت الجيش عن مسئوليته الرئيسية فى الدفاع عن أمن الوطن وحماية حدوده، وحمل البعض نظام الرئيس مرسى، مسئولية هذه الكارثة، مطالبين بضرورة رحيله.
وقالت حملة "تمرد": "بداية سقوط مرسى كانت بسقوط هيبته فى قلوب جميع المصريين.. أيها الجيش تعلم من أخطاء الآخرين، فإن هيبتك فى طريقها للسقوط، اضرب بيد من حديد على الإرهابيين فى سيناء من حماس وتنظيم القاعدة والبلطجية، واليوم قبل غد وإلا ستسقط".
ودعت حملة تمرد على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" الشعب قائلة: "تمردوا معنا لإسقاط نظام الإخوان وإنقاذ مصر من هؤلاء المأجورين لحرق مصر وتقسيمها.
وقال الإعلامى حمدى قنديل فى تغريدة له كتبها عبر حسابه الشخصى تويتر، إن الرئيس محمد مرسى هو السبب فى أزمة اختطاف الجنود لأن سيناء اختطفت فى عهده.
وأضاف قنديل، لأن هيبة الدولة ضاعت على يده.. هذا بالإضافة إلى اختطاف ضباط وجنود من قبل ولم يحررهم
وأكمل قنديل، قائلا: قُتل جنود فى رمضان ولم يثُأر لهم كما شن عملية نسر، وأعلن أنه يقودها بنفسه، ولم تسفر عن شىء وأفرج عن مجرمين جنائيين أدانهم القضاء.
وأوضح قنديل، أن الرئيس أعلن بعد الخطف مباشرة أنه يريد حماية الخاطفين، وصدرت من المتحدث باسمه بيانات متضاربة كالعادة خلال 48 ساعة.
وأكد الكاتب الصحفى، خالد صلاح، "أن الدولة تضغط على الإعلام لمنع نشر فيديو الجنود المختطفين"، مضيفا: "عار عليكم أن تنتفضوا لتحرير سمعتكم من العار أكثر من اهتمامكم بتحرير جنودنا من الأسر.
ووجه البرلمانى السابق محمد أبو حامد رسالة إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، قائلا: "طهّر سيناء من الإرهابيين ورجع جنودنا وهيبتنا وكرامتنا، ولو عايز متطوعين إحنا جاهزين".
وعلق المحامى الحقوقى حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان على خطف الجنود المصريين، قائلا: فى تغريدة له كتبها على تويتر.. المُختطفون فى خطر باختطافهم ومصائرهم بيد خاطفيهم وهم يعذبونهم، وقد يقررون قتلهم ومسئولية الدولة تحريرهم ولها أن تأخذ كل التدابير.
وقال خالد على المرشح السابق لرئاسة الجمهورية فى تغريدة له كتبها عبر تويتر، إن استخدام القوة لتحرير جنودنا سيعرض حياتهم للخطر، وإذا كان الهدف الحقيقى حياتهم كما نتمنى وليس الهيبة المزعومة للدولة فالتفاوض هو الطريق.
من جانبه قال عبد الله كمال رئيس تحرير روز اليوسف فى تغريدة له كتبها عبر تويتر بعد قراءة عدد كبير من الإجابات على سؤالين بخصوص المختطفين، يمكن القول إن مصريين كثيرون يريدون حربا ما سواء تعرض الجنود للاختطاف أو لم يحدث.
وأضاف عبد الله كمال، كنت أعتقد أن المصريين لن يسمحوا بوصولنا إلى حرب أهلية.. أو غيرها.. أستطيع أن أقول أن هناك ميلا كبيرا لدى كثيرين بأن يعاصروا عملية عسكرية عنيفة.
قالت صفحة "كلنا خالد سعيد " على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" كل من شارك فى جريمة اختطاف الجنود، عليهم أن يعلموا أن بفعلتهم الحقيرة هذه لم يستعيدوا أفراد الجيش فحسب.. ولكنهم استعادوا عشرات الملايين من المحبين لهذا الوطن.
وأضافت الصفحة، أن بث هذا الفيديو الذى يظهر الجنود بهذا المظهر، لهو جريمة تضاف إلى جريمتهم التى يجب محاسبتهم عليها.
أكد الشيخ مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم، والملقب بـ"خطيب الثورة": "أن ما يحدث فى سيناء محاولة لإرباك الجيش المصرى وإبعاده عن ما يحدث أو قد يحدث على مستوى الجبهة الداخلية فى الأيام القادمة".
وأضاف شاهين فى تدوينة له نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، قائلا: "أيضا محاولة لجر الجيش المصرى إلى الاشتباك مع المجموعات الإرهابية التى ربما تلعب مع الجيش نفس الدور الذى لعبه تنظيم القاعدة فى أفغانستان ضد النظام وعندها ستدخل مصر نفق الإرهاب من جديد كمقدمة لتقسيم مصر وتمزيقها".
واختتم قائلا، "إن المستفيد مما يحدث وما سيحدث هم اليهود وعملاؤهم وخصوصا من يريدون أن يخربونها ليجلسوا (وحدهم) على أنقاضها"، مطالبا الفريق السيسى بمصارحة الشعب بما يحدث فى سيناء، وليكن على ثقة كاملة بأن الشعب المصرى لن يتخلى عن جيشه، ولا عن قادته أبدا ، وليعلموا أننا لا نثق إلا فيهم، وهم الأمل فى حماية مصر من أعدائها.. حمى الله مصر وجيشها".
وذكرت الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة بالمنيا على فيس بوك، عن أن إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة أبلغت إدارة "يوتيوب" بإزالة فيديو الخاص بالجنود المختطفين، مشيرين إلى أن الشئون المعنوية أنذرت كافة برامج التوك شو بعدم نشر الفيديو نهائيا.
من جانبه قال الناشط الإخوانى أحمد المغير المعروف إعلاميا برجل الشاطر، "اللى صور فيديو الجنود المختطفين المساكين هدفه واضح جدا وهو ليس الإفراج عن المعتقلين، ولكن هدفه المباشر والوحيد هو إحداث حالة من الاحتقان الشديد وإظهار مدى ضعف الرئاسة وأجهزتها التنفيذية، بالإضافة إلى "تسخين" مؤسسة الجيش بشكل مسعور لإعادة إدخاله فى المعادلة السياسية.
وتابع المغير، عبر تدوينة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "عاوز تتأكد من كلامى فكر بعقلك: هو فيه مجموعة جهادية ممكن بأى شكل من الأشكال، وتحت أى مبرر تشبه معتقليها بجلعاد شاليط؟، "يعنى المجاهد اللى بيعتبر نفسه مقاوم للصهاينة شهيد فى حالة وفاته وأسير فى حالة اعتقاله هييجى يشبه نفسه بجندى صهيونى فجأة".
وأضاف المغير، "مستحيل الفيديو ده يكون من إنتاج أى مجموعة جهادية من أى نوع ولا حتى من بدو سيناء اللى عندهم حساسية شديدة من أى حاجة متعلقة بالكيان الصهيونى".
واختتم المغير، قائلا: "إن الجهة الوحيدة اللى أعرفها ممكن تخرج الفيديو بالشكل ده مليشيات السلطة الفلسطينية فى سيناء بقيادة دحلان واللى تشكلت وتدربت على أيد دايتون الأمريكى برعاية وحماية من نظام مبارك".
اتهامات متبادلة بين النشطاء والسياسيين بعد نشر فيديو الجنود المختطفين.. المعارضة تتهم الرئيس والنظام بالتقصير.. وناشط إخوانى: السلطة الفلسطينية فى سيناء بقيادة دحلان هى المسئولة عن الحادث
الأحد، 19 مايو 2013 11:52 م