راح يتأمل صورة ولده ذى الـ"21" ربيعا بزيه العسكرى.. يتفرس ملامحه التى تشبهه كثيرا.. وامتدت أنامله العبقة برائحة التربة السوداء تمسح دمعة تسربت من عينيه قبل أن تلمحها الوالدة المسجاة على فراش المرض، فتدرك أن التماسك الذى يبديه ليس سوى قناع يغلف به حزنه على نجله المخطوف منذ الأربعاء الماضى.
وضع صورة ابنه فى جيب "الصديرى" فوق قلبه مباشرة وغادر قريته الصغير "سبك الضحاك" الكائنة على بعد 10 كيلومترات من مركز الباجور بمحافظة المنوفية، ليقطع طريقا طويلا نحو شمال شرق مصر، وتحديدا محافظة شمال سيناء حيث اختطف ابنه الجندى و6 من زملائه الأربعاء الماضى على أيدى مسلحين اقتادوهم إلى منطقة مجهولة، وذلك بهدف الضغط على الشرطة لتنفيذ مطالبهم بالإفراج عن ذويهم المحبوسين لدى السلطات فى قضايا أمنية، بحسب مصادر أمنية مصرية.
وبكلمات حادة وغاضبة من النظام الحاكم بدأ الحاج صبحى أبو العلا والد أحد الجنود المختطفين فى رفح منذ أيام حديثه لمراسل وكالة الأناضول للأنباء محملا الرئيس مرسى مسئولية خطف الجنود مطالبا بتحرير الجنود بأى طريقة سواء بعملية عسكرية أو غيرها، قائلا " أبنى فدى الوطن وزملاؤه".
صبحى إبراهيم شحاتة أبو العلا والد الجندى "إبراهيم" راح يروى لمراسل الأناضول تفاصيل رحلته قائلاً "عرفت باختطاف ابنى من وسائل الإعلام، وعلى الفور حاولنا الاتصال على هاتفه المحمول لكنه كان مغلقا، فأسرعنا لإدارة قوات حرس الحدود التابع لها بكوبرى القبة بمصر الجديدة ولم يكن عند القيادات علم بالموضوع ولم يدلنا أحد، فقررنا الذهاب لسيناء للبحث عنه ومعرفة أى معلومة تعيده إلينا".
فى بداية الرحلة التقينا فى أحد الأكمنة بمدينة رفح المصرية مجموعة من الأشخاص أكدوا لنا أن الجنود بخير قائلين "ابنك بخير وفى الحفظ والصون ومكنش هو المستهدف بل جنود الشرطة".
وأضاف بحسرة "كان ابنى فى طريقه لموقعه عائدا من الإجازة"، مشيرا إلى أن "قائد الفوج الأول حرس الحدود وأحد أفراد المخابرات العسكرية جاءوا للكمين، والتقونا، وقالوا لنا: العمليات دى متعودين عليها هنا يا حاج وابنك هيرجعلك إن شاء الله سالما".
وبعدها مكثنا بمنزل أحد شيوخ سيناء ويدعى سليمان أبو رحومة، وكان كريما، ثم ذهبنا قبل عودتنا إلى مديرية أمن شمال سيناء، حيث احتجزونا ما يزيد عن ساعتين، وأخذوا بطاقاتنا الشخصية، وبعد معاناة ومقابلة مع الصحفيين تقابلنا مع مدير أمن شمال سيناء ولم يفيدنا بأى شىء وزى ما روحت زى ما جيت بعد يومين من العذاب فى البحث".
وحمل والد الجندى المختطف الرئيس المصرى محمد مرسى مسئولية الحادث، مطالبا إياه بـ"الضرب بيد من حديد على الخاطفين والمتورطين".
وتابع "ابنى فداء للوطن هو وزملاؤه.. وأنا أريد ابنى سواء حيا أو شهيدا.. المهم أن المجرمين الخاطفين يلقون جزائهم".
من جانبه أكد عبد الخالق محمد خال الجندى المختطف أن "مشايخ العرب (رؤساء القبائل) فى رفح يعلمون أماكن الجنود المخطفين"، فيما هدد عمرو فرج ابن عم الجندى "مش هنسيب حق أخونا"، بينما ترقد الحاجة أم إبراهيم فى سرير المرض منذ سماع خبر اختطاف ابنها مكتفية بالدعاء له وزملائه بالعودة سالمين إلى ذويهم ومرددة "حسبنا الله ونعم الوكيل".
عدد الردود 0
بواسطة:
وائل جمعه
لاتخف ايها الوالد الشجاع