تحقيقاً لأسمى آيات العقل والديموقراطية أبدأ كلماتى بالتحية الواجبة على الديموقراطية التى نحياها فى مصر، فلأول مرة نرى أمام أعيننا أو أمام عينى وحدى مجموعة من الشباب يقومون بالتحرك وسط الطرق بدون أدنى تضييق على حريتهم من قبل قوات الأمن فى التعبير عن رأيهم فى سحب الثقة من رئيس منتخب بإرادة شعبية فى انتخابات حرة.
وأمام دعوات من سحب الثقة من الرئيس وأمام دعوات من مؤيدى الرئيس وبالأحرى المؤيدين للتيار الإسلام السياسى فلابد من أن نوقف المشاهدة قليلاً ونقوم بتحليل بسيط من وجهتى نظر مختلفتين.. فما بين مؤيد ومتمرد أصبحت الغاية هى إعلاء كلمة مصر والهدف المنشود للبنائين هو تنمية البلاد ونهضتها ولا عزاء للفارغين.
فالمتمردون يرون أن سياسة وزارة الداخلية كما هى وأن الحكومة قامت بإعلاء الأسعار وغياب الأمن وفشل فى إدارة البلاد بالطريقة التى يرونها وهذا حقهم فلولا اختلاف الأفكار لما تجددت الحياة وهم يتحدثون عن حقوق لابد أن ينعم بها أى مواطن.
وأمام دعوة التمرد لنا وقفة معهم فى تضخيم أرقام حملة التمرد فهم إن استطاعوا أن يجمعوا العدد الذى قيل إنه ملايين الاستمارات فلما لا يفعلوا ذلك فى انتخابات قادمة ويقومون وقتها بعمل الدستور الذى يريدون وسحب الثقة من الحكومة أو من الرئيس ذاته بصورة شرعية دستورية، أم أنها دعوات لسحب الثقة وجر البلاد إلى المجهول مرة أخرى.. حقهم أن يفعلوا ذلك وحقى أن أعارضهم فى ذلك.. فقد أرادوا الديموقراطية وتلك هى الديموقراطية والحرية .. أتت من حيث لا يريدون فعارضوها ومن حقى أن أعارضهم.
وعدم انضمامى لهم ليس لأنى أؤيد الحزب الحاكم.. فهناك مأخذ كثيرة تؤخذ عليهم فى تلك المرحلة، ولكن معارضتى لهم لغياب الرؤية المستقبلية ولغياب البديل فى طرحهم.. على المعارضة كلها أن تطرح البديل الذى يرتضى الشعب أن يستمر وراءه فأبواق الإعلام والصحافة معكم وأصبح الشارع المصرى فى حالة اختناق من الحكومة ويريد البديل وأنتم لا تطرحونه بل أصبحت طبقة كثيرة من الشعب لا ترى بديلاً عنهم سوى العودة إلى الوراء وشعروا بأن نار مبارك ولا نهضة الأخوان، وهذا كما يؤخذ على الرئيس مرسى يؤخذ أيضاً عليكم فى عدم طرح بديل قوى.
فعذراً أيها المتمردين سأظل فى الجانب الآخر منكم مؤيداً للسيد الرئيس ولا مساس بشرعيته حتى تقوموا بطرح البديل المُلهم ، فحين تطرحون لى ذاك البديل أعدكُم بأن أترك التأييد وأقوم بحمل ورقة التمرد.
تحياتى لكم وللديموقراطية التى تمارسونها وللرئيس الذى ترككم تمارسون تلك الديموقراطية .
صورة أرشيفية