خالد صلاح
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": أرواح الناس فداءً لمشروع التمكين
السبت، 18 مايو 2013 08:48 ص
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنت قد قرأت التحقيق الاستقصائى بالغ الخطورة الذى أعدته الزميلة إيمان الوراقى والذى تنشره «اليوم السابع» على صفحاتها اليوم حول مصانع المستلزمات الطبية الفاسدة التى تصدر الموت لأهم وأكبر المستشفيات فى مصر، فربما تتأكد حتما أنه لا شىء قد تغير فى هذا البلد بعد الثورة، لا فى طريقة الحكم، ولا فى الإدارات التنفيذية، ولا فى الأجهزة الرقابية المعنية بحماية أرواح الناس، فلم يترك نظام مبارك فينا إثما إلا وورثه النظام الجديد، ولا إهمالا إلا وتحلت به السلطة الجديدة، هذه السلطة التى أخفقت فى أن تمنح هذا البلد أوكسجين التوافق ليبقى على قيد الحياة، ولا منحته الإدارة الرشيدة التى تحمى شعب هذا البلد من الموت على الطرق أو الموت على خطوط السكك الحديدية أو الموت فى المستشفيات أو الموت من الأغذية الفاسدة أو الموت فى الفتن الطائفية أو الموت فى طوابير السولار والبوتاجاز والخبز أو الموت كمدا وقهرا على مستقبل مصر.
التحقيق المنشور هنا يقدم نموذجا للتراخى الرقابى والإدارى والطبى الذى يهدد حياة الناس فى مستشفيات مرموقة، ويقدم دليلا على أن إهمال الواجبات العامة لم يكن حكرا على رجال مبارك الذين هرولوا إلى الهيمنة على الحكم بالقبضة الأمنية، لكن هذا الإهمال هو سمة كل نظام يعشق الهيمنة على الحكم وينسى مصالح الناس وهمومها اليوم، ويدير ظهره للواجبات العامة والقضايا اليومية الحياتية التى تنفع الناس وتمكث فى الأرض.
هذا التحقيق عن مصنع للمستلزمات الطبية يقدم المنتجات الفاسدة ليلا ونهارا لكبريات المستشفيات، ورغم كل التقارير التى تؤكد فساد هذه المنتجات الطبية لم يحرك أحد ساكنا، ولم تتفجر السلطة غضبا على أرواح الناس، كما تتفجر غضبا وبطشا ضد المظاهرات السلمية أو إهانة رئيس الجمهورية أو النيل من حدود مكتب الإرشاد.
هذا التحقيق هو رسالة أخرى لنا جميعا بأن حياتنا لا تساوى شيئا فى صراعات السلطة وفى خطط التمكين، وأن الأولوية لم تعد لأجندة خطة المائة يوم التى أعلنها رئيس الجمهورية من قبل، فلم تعد قضايا الأمن والصحة والنظافة والسولار والكهرباء والطاقة والبطالة تحتل موقعا متقدما فى أجندة العمل، لكن الأهم الآن هو تصفية القضاء، والقضاء على الإعلام المستقل، وتلفيق القضايا للخصوم السياسيين، وتعيين أهل الثقة فى المناصب التنفيذية المهمة كوكلاء وزراء ورؤساء أجهزة تنفيذية وقيادات محلية ومحافظين ونواب محافظين، المهم هو السيطرة، أما الإنجاز والتغيير الحقيقى والعمل الذى يخدم الناس وحماية الأرواح والممتلكات والجنود والأرض والعرض والسيادة فلا معنى لهم هنا.
ألا تعست السلطة التى لا تستطيع حماية الناس، ألا تعست السلطة التى لا تستطيع إطعام الناس، ألا تعست السلطة التى لا تسهر على مصالح الناس، ألا تعست السلطة التى تتجاهل أرواح الناس كل يوم وكل ليلة.
لمصر رب يحميها.
موضوعات متعلقة..
◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": لماذا نسى الإخوان مشروع النهضة؟
◄ خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الرئيس والجماعة.. خلاف أم توزيع أدوار ؟!
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجد
يجب أن نساعد الرئيس في حربه على الفساد
عدد الردود 0
بواسطة:
mounir
إذا رأيتم المنافقين فحثو في وجوههم التراب
!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
ايوب
التمكين اهم من حياة بعض المواطنين "المهملين".
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
نعم وهم التمكين و الأستاذيه
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
رئيس بلا مجلس نواب و بلا مجالس محليه منتخبه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد أبوزيد
ارحموا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
Sharkawy
سلمت يمنيك
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
امانة المصريين بالخارج
عدد الردود 0
بواسطة:
ئشن
الضمائر الغائبة
عدد الردود 0
بواسطة:
ashraf
كتائب الاخوان