ترددت كثيرا قبل كتابة تلك المقالة، خاصة وسيعتبرها البعض تشويها للثوار ولكن سأتكلم عن واقع نعيشه فى هذه الأيام، وهى الثورة السلمية.
بدأت علاقتى بالمعارضة قبل اندلاع الثورة بأشهر قليلة عن طريق وقفات خالد سعيد، أو وقفات الغرف التجارية، كان التعبير عن مظاهر الغضب وقتها ببعض العبارات المكتوبة على ورق فى أيدى الشباب، وغالبا ما كانت تنتهى تلك الوقفات بخراطيم الماء فى أيدى الأمن باتجاه المعارضين، "الله يرحمها أيام".
ثم مرت الأيام واندلعت ثورة 25 يناير، والتى قدمت فيها مصر نموذجا رائعا فى السلمية ومثال جديد فى حرب اللاعنف، ولعل أشهر مشاهد الثورة الشاب الذى استخدم جسده كسلاح فى وجه المدرعة لإيقافها.
ومرت الأيام والسنين فوجدت شباب الثورة السلمية يلعن سلميته، والبعض منهم بدأ فى استخدام الشغب كوسيلة للتعبير عن غضبه واحتجاجه، وأصبح من الطبيعى على أى مسيرة أن تنتهى بعنف وبإصابات، وأصبح من الطبيعى أن نرى فى عيون الأمهات قلقا حين معرفتها بنزول الابن وقفه احتجاجية لعلها آخر مقابلة بينهما، حتى وإن قلنا إنها سلمية!، فما السبب من التحول الغريب من شباب ثورات واحتجاجات سلمية إلى شباب "المولوتوف".
هل العنف الزائد و المفرط لأجهزة الشرطة والنظام أصبح السبب فى المبرر الأخلاقى لشباب سلمية فى استخدام العنف والشغب، أم أن صراع الأيدولوجيات الموجود حاليا أصبح فى قمته، مما أدى لتعصب البعض بهذا الشكل أم أن بعض الرفقاء قد أعجبهم أدوار "الأكشن"، فقرروا أن يمارسوها من حين لآخر.
مهما كان السبب علينا جميعا أن نراجع أفكارنا ونطلع على التاريخ لنعرف أى محطة انتهى عندها أى ثورة عنيفة، وما عيوب المجتمعات العنيفة، على النظام أن يراجع مواقفه اتجاه المعارضين، وعلى داخليته أن تراجع نفسها فى الاستخدام المفرط والعشوائى للعنف.
صورة أرشيفة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل
شكراً
عدد الردود 0
بواسطة:
دليسبس
عمرها ما كانت سلميه .. هما كدبوا الكدبه وصدقوها
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد مجدى
رائعة ولكن
عدد الردود 0
بواسطة:
السلمية هي الامان
السلمية هي الامان
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم مصطفى خليل
كلام جميل