وجه أحد ضحايا فيديو تعذيب مركز علاج الإدمان بالمقطم من خلال "اليوم السابع" رسالة إلى الشباب والمجتمع لعدم نبذ ضحايا الإدمان، والتعامل معهم بشكل سوى، وعدم وضعهم فى خانة الاتهام طول الوقت.
وأكد محمود على محمود 27 سنة فى بداية حواره مع "اليوم السابع" أنه حاصل على دبلوم ميكانيكا سيارات وسافر للعمل فى السعودية فى إحدى شركات مستحضرات التجميل، وكان يتقاضى راتبا كبيرا هناك، وكان سعيد جدا بعمله ووضعه، إلا أن فرحته لم تكتمل، حيث فقد عمله بالسعودية، وعاد إلى مصر يحمل الأسى، وتعرف على أصحاب السوء الذين كانوا سببا رئيسيا فى وصولة لمرحلة إدمان المخدرات، ودخوله مركزا للعلاج من الإدمان، مؤكدا بأنه أول نزيل يدخل المركز بطريقة الشحن، حيث قام شخصان من العاملين بالمركز بتكتيفه وحمله وترهيبه بطريقة غير آدمية، حيث كان يرتدى أحدهم حظاظة يد تخفى وراءها حقنة، وكان دخوله للمركز برغبة والدته التى لم تعرف ماذا سيخبئ القدر لولدها.
وتابع محمود أنه كان يعامل معاملة غير آدمية، حيث قضى فترة "الدى ثوكس"، وهى فترة سحب السموم من الجسم وهى 45 يوما، قائلا: "قاموا بنقلى إلى مركز آخر صاحبه يدعى حسام عشماوى، وذلك لأنه أقل فى التكلفة بسبب شكوى والدتى من المبالغ الطائلة التى كانوا يطلبونها منها، ثم قامت والدتى بنقلى مرة أخرى إلى مركز المقطم، لأن المكان الآخر كان أشد ردائة وإهمالا".
وحدد محمود عددا من الأدوية التى كان يأخذها فى المركز ومنها حقنة تسمى "قاهرة الرجال"، لأنها عندما تدخل الجسم توقف النشاط تماما وتجعل الشخص غير قادر على الإدراك، متابعا: "كانوا يعطوننا أقراصا مخدرة على فترات حتى نظل تحت سيطرتهم طول الوقت، كما كانوا يعطوننا أدوية تحمل اسم أوربتول، قوجانتين، حقنة كونجرسون، وحبوب هلوسة تصيب بتشنجات، رغم أن بدونها يشعر بالتحسن، وكنت أقوم بتأدية الصلاة، بعد وفاة زميلى داخل المركز ويدعى علاء والذى كان سببا رئيسيا فى بداية اكتشاف الواقعة والذى مات نتيجة التعذيب ولولاه، لكنا حتى الآن داخل المركز نتعرض للتعذيب أو أموات مثله".
وأكد محمود أن مريضا آأخر كان من ضمن الموجودين فى الفيديو انتحر عقب رؤيته لنفسه بالفيديو الذى تم نشره وهو أكثرهم ظهورها بالفيديو وهو يعذب.
واتهم محمود أسرته بالتقصير معه والإهمال، حيث تم إيداعه داخل هذا المركز وتركوه دون زيارة، ولو أرادوا رؤيته لفعلوا المستحيل لزيارته فقد كانت زياراتهم له نادرة، قائلا: "أصابنى هذا بالشك فى كل من حولى حتى أهلى وأصدقائى، والآن أحاول أن أستعيد ذاتى وأعود من جديد للحياة الطبيعية".
وعن تفاصيل اليوم المشئوم الذى شهد تصوير فيديو التعذيب الوحشى قال محمود: "كنا حوالى خمسة اتفقنا على ضرورة الهرب من هذا الجحيم، واستغللنا انقطاع الكهرباء وقمنا بإشعال النيران فى إحدى المراتب على أساس أن ينشغل بها الموجودون ونستطيع الهرب، ولكن حدث عكس ذلك حيث استطاعوا السيطرة على النيران بسرعة، وقاموا بالإمساك بنا وتعذيبنا بهذه الطريقة البشعة التى ظهرت فى الفيديو، وكان من ضمن من قاموا بتعذيبنا شخص يدعى "بهجت" من الخانكة، وشخص آخر بعين واحدة يدعى "عز"، وشخص آخر يدعى "سعد"، مؤكدا أن ما حدث معهم من تعذيب وحشى أثر عليهم نفسيا بشكل كبير.
وبسؤاله عن الطبيب صاحب المركز هل كان يعلم ما يحدث داخل المركز من عدمه، أكد أنه لم يشاهده قط، ومن الممكن أن يكون لديه علم بما يحدث، ولكن هو ترك الأمر كله لمحمد الحجار.
وفجر محمود مفاجآت عن زيارته إلى طبيب نفسى شهير، وذلك عقب الواقعة، حيث إنه ذهب لإرضاء أهله غير أنه لم يكن مقتنعا أنه مريض، وعند زيارته الأولى كان مفاجأة له وجود مطرب شعبى شهير، وملحن قاما بالتحدث معه عن هذه الأزمة، وأشعراه أنه ليس وحده فى هذه المشكلة، وطالباه بألا يترك حقه، وطالبه بألا يترك حقه بتعويض مادى، بالإضافة إلى محاكمة الحجار أحد المتهمين فى القضية وباقى أعوانه.
ووجه محمود نصحية إلى الشباب حيث طالبهم بالابتعاد عن الإدمان، وفى حالة وقوعهم فى هذا الطريق يجب عليهم التوجه إلى الأماكن الصحيحة والمعروفة للعلاج، وليس لأى مكان مجهول، مطالبا الشرطة بالقبض على تجار المخدرات الذين يدمرون مستقبل البلد، حيث وصفهم بأنهم جبناء ومن السهل القبض عليهم، واختتم حديثه: "أدعو الله أن يسامحنى على ما فعلته فى حياتى".
أحد ضحايا مركز علاج الإدمان لـ"اليوم السابع".. فيديو التعذيب كان وراء انتحار أحد المرضى..ويجب عدم نبذ ضحايا الإدمان وعلى الشباب عدم الانسياق وراء الوهم.. وعندما ذهبت لطبيب نفسى شهير وجدت مطربا وملحنا
السبت، 18 مايو 2013 01:39 م