هيثم عبد الحميد

أبطال "كدة وكدة"

السبت، 18 مايو 2013 11:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكاد لا أعرف بلدا ابتلى بنخبته ومثقفيه مثلما ابتلى بلدنا مصر، ولا أعرف إعلاما يطلق لفظ مثقف على تيار وفكر بعينيهما مثلما يفعل إعلامنا.. هذا التيار الذى اعتبر وزارات مثل الإعلام والثقافة، ومجالات مثل الفن وصناعة السينما، ملكية خاصة له، حتى ينسج للشعب وعيا كاذبا وتأريخا مزيفا كنا ظننا أننا تخلصنا منهما بعد الثورة، ولكن.

ما زلنا إلى الآن نعانى من هذا التزييف، ومن كبر هذه النخبة وفساد فكرها، هى النخبة التى أورثتنا الصراعات وظلت تتملق حكاما فاسدين وقدست فكرها والأشخاص وأنكرت على الناس تقديسهم لله، وهى الآن تتملق ثورة طالما أشعرتنا أنها لن تقوم أبدا.. هم المثقفون الذين ساندوا وزيرا فاشلا فى عهد مبارك لمجرد أنه كان يوافقهم الفكر، وعادوا كل من جاء بعده، وكأن الأرض لم تنجب مثله.. هم من ادعوا انحيازهم للشعب وتعالوا عليه وعايروه بفقره ومرضه.

لا تصدقهم حين يظهرون على الهواء وهم يسبون ويلعنون، فطالما سكتوا من قبل.. طالما داروا فى فلك مبارك ورجاله، منهم من شكل أحزابا كارتونية تأسيسا لديكور ديمقراطى.. منهم من قال إن جمال مبارك الوحيد القادر على إدارة شئون البلاد.. منهم من قال لوزير الاستثمار فى عهد مبارك "يكفى حكومة نظيف فخرا أنك أحد وزرائها".

لا تصدق أحدهم حين يتكلم عن أزمة الخبز.. فهو الذى عاير الشعب بأنه يعتمد على الخبز واتهمه بأنه هو من يسىء استخدامه..لا تصدق أحدهم حين يتحدث عن الحريات وهو الذى اعتبر قبل ذلك أنس الفقى رائدها فى مصر.. لا تصدق أحدهم وهو يعارض وقد اعتبر مبارك قبل ذلك الرئيس الأب والإنسان، وشارك فى صياغة الجملة الشهيرة " مصر مبارك".

لا تصدق أنهم يتمردون على الهواء، وهم المستأنسون دائما.. لاتصدقهم وهم يمجدون بعضهم بعضا ويمتدحون بعضهم بعضا، فهم أشداء على الناس رحماء بينهم.. لا تصدق أن الحياة سوداء دائما.. فتحرير الاختيار أمل.. وعدم الخوف أمل.

لا تصدقهم إذا اتهمونا بأننا شعب يحب "الأباحة" والشتيمة.. فأفلامهم ومسلسلاتهم وإعلامهم هى من أقحمت هذه الأباحة فى بيوت الناس، وهم من حاولوا إقناعنا بأن السباب فن، وأن التطاول على الدين حرية فكر، وأن العرى إبداع.

لا تصدقهم حين يصفونك بالجهل وعدم الوعى، فلو لاحظت اقتراحاتهم وأفكارهم ستتيقن أنك أعلم منهم وأكثر وعيا.. لا.. لا تصدق أن منهم مضطهدون، فالمضطهد فى مصر كان ولا يزال هو الفقير، الذى ليس له فئة إعلامية ينصرونه.

اسأل نفسك عن الحوارات والكتابات الكاذبة التى تتحدث عن مبارك الطيب الذى يطعم الفقراء ويعطف على المسكين.. اسأل نفسك كم من البرامج تبحث عن الشو وكم منها تبحث عن همومك.. اسأل نفسك وقارن بين وجهات النظر وقارب وفكر.. شاهد واقرأ بعقل الناقد وليس بعقل المتلقى.. اسأل نفسك هل الفكر حكر على أحد.. هل نخبة ومثقفو الأمس يصلحون لليوم.. ألسنا بحاجة لنخبة جديدة أكثر التحاما بالناس..ألا يوجد فى مصر من يعرف مصلحتها غير هذه الوجوه المتكررة؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة