قال وائل غنيم، الناشط السياسى، إن كم التدافع والصراع الفكرى وتغير المواقف والاصطدام بالواقع والتقلبات فى الآراء والقناعات التى حصلت فى المجتمع فى أقل من 30 شهرا منذ اندلاع الثورة "فى حد ذاته يضاف لرصيد الثورة وسيكون له أثر إيجابى كبير على البلد، مستقبلا مهما كان نتائجه سلبية على المدى القصير".
وأضاف غنيم، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "المجتمع كان فى حالة خمول سياسى مفروض عليه من نظام الحزب الوطنى اللى قرر إنه الأصلح لحكم البلد ووضع أمينه العام كرئيس للجنة اللى مسئولة عن قبول أو رفض ظهور أحزاب بتنافسه ويعمل انتخابات صورية تنتهى دائما بفوزه (حصل الحزب الوطنى على 96% من مقاعد مجلس الشعب فى انتخابات 2010 المزورة)، وكان النظام يستخدم سلاح القمع والتشويه والتخويف والسيطرة على الإعلام لاستمرار حكمه، وفجأة كل شىء تغير".
وقال غنيم: "صحيح فيه كثير من السلبيات والتحديات والعقبات اللى مش عارفين نعالجها لسه، وفيه مخاوف مشروعة من عودة الديكتاتورية بأسماء جديدة وشعارات أكثر شعوبية، بس فى النهاية وفى رأيى الشخصى الواقع يقول إن أسلحة الديكتاتورية قد أصابها الصدأ فى العالم بحكم الزمن، والأمر ليس مقصورا علينا فى مصر فقط، فلا إعلام يمكن السيطرة عليه لتشكيل وعى الشعوب كما كان يحدث منذ سنوات طويلة، ومنظومة التعليم أصبحت مصادرها متنوعة ومنها الإنترنت، والقمع الأمنى لم يعد سلاحا ناجحا فى ظل عدم القدرة على ملاحقة كل المعارضين، وسهولة تنظيمهم لصفوفهم عبر وسائل الاتصالات الحديثة".
وتابع: "إن الشعب المصرى تكونت لديه كتلة حرجة تقدر بالملايين تشارك بأعداد كبيرة فى مختلف الفعاليات السياسية، وهؤلاء فى ظنى لن يقبلوا أن يعودوا كتلة خاملة مرة أخرى، خاصة الشباب منهم".
وعلق غنيم: "اللى بيحصل دلوقتى كان للأسف هو النتيجة الطبيعية لتراكمات السنين، وأنا أقول منذ اليوم الأول لتنحى مبارك أن هذه الثورة لا يمكن أن تُختزل فى مظاهرة ولا اعتصام ولا إجبار مسئول على التنحى أو مقاضاة آخر، بل الثورة هى تغيير شامل فى أفكار المجتمع الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومثل هذا التغيير مش هيحصل بين يوم وليلة. لكن أى شخص مراقب لما يحدث سيرى الكم الهائل من التغيير الذى طرأ فى أفكار الكثيرين من مختلف التيارات".
واختتم قائلا: "على المستوى الشخصى، قررت منذ فترة أن أركز جزءا كبيرا من وقتى الشخصى فى محاولة المساهمة فى تطوير التعليم بمصر لأهمية ذلك من الناحية الاستراتيجية، فالتعليم هو الضامن لخروج أجيال جديدة تفهم ولا تحفظ، وتفكر ولا تُرَدِّد، وما يحركها للتعلم هو الرغبة فى تحقيق الذات لا الخوف من العقاب أو البحث عن شهادة تعلق فى غرفة الصالون. وبتطوير التعليم ستخرج أجيال جديدة قادرة على تحقيق التقدم المنشود للوطن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة