أكرم القصاص - علا الشافعي

د. مصطفى النجار

من يفكك القاهرة؟

الجمعة، 17 مايو 2013 10:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تظل القاهرة أحد أكبر العواصم العالمية المكتظة بعدد السكان، حيث يقيم بالقاهرة ما يقرب من ربع المصريين، خاصة بعد عمليات النزوح المتتالية من كل محافظات مصر إليها وظهور حزام العشوائيات الخطير الذى يحيط بها من كل جانب ويغير وجهها الحضارى الذى عرفه العالم على مر العصور منذ إنشائها.
تلال القمامة المتراكمة فى شوارع القاهرة وانتشار أطفال الشوارع والمتسولين مع حالة الزحام المرورى المستمرة تقريبا طوال ساعات اليوم مع ارتفاع معدل التلوث البيئى يعطى رسائل سلبية لكل سائح يفكر فى زيارة مصر لأن العاصمة دائما تكون هى المرآة التى تعكس الوجه الحضارى لأى بلد.
ما وصلت إليه القاهرة صعب تغييره فى فترة قصيرة ولكنه يحتاج إلى أن نبدأ فورا ويمكننا إنجاز ذلك فى سبع إلى عشر سنوات، تعطينا مدينة أسطنبول نموذجا لما نتحدث عنه فقد كانت حالها متردية أكثر من القاهرة الآن، ولكن فى منتصف التسعينيات عندما تسلم أردوغان رئاسة بلدية أسطنبول بدأ يخطط بشكل شامل بعد أن قام برفع الواقع وحصر المشاكل واستعان بالخبراء المتخصصين فى كل مجال الذين قاموا بوضع خطة من الحلول إلى تم تنفيذها وغيرت شكل أسطنبول تماما وجعلتها من أجمل مدن العالم خلال 8 سنوات فقط.
عمل أردوغان على تجفيف منابع الفساد وهيكلة الجهاز الإدارى المحلى الذى كان يعانى من التخمة بلا فائدة وأبدى اهتماما مكثفا بمحاربة التلوث البيئى ممثلا فى جبال القمامة التى كانت تملأ شوارع المدينة وكذلك المخلفات التى كانت تلوث المياه وسمح بتأسيس أكثر من 20 شركة تعمل كلها فى مجال الخدمات وخلق بينها تنافسية عالية للتسابق نحو تقديم خدمة أفضل للمواطن سواء كانت خدمات تخص النظافة أو الكهرباء أو المياه والصرف الصحى أو عمل الحدائق العامة والمتنزهات وإعادة تأهيل البنية التحتية وتطويرها لتلائم المعايير العالمية.
وقام بعمل مجلس يضم كل شركات الخدمات للنقاش حول توزيع الأدوار وتكاملها لإنجاز حلم الأتراك فى عاصمة حضارية ونظيفة تليق ببلادهم، أصبح مشروع أردوغان قوميا بحق وخلق انتماء لدى المواطن التركى فى أسطنبول إذ ربط ما يفعله بفرص العمل وحجم الاستثمارات التى ستنعم بها المدينة إذا نجح مخطط التطوير لذا عاونه الناس وتحملوا هذه الفترة لأنهم علموا أن هناك خيرا كثيرا ينتظرهم إذا نجح المشروع وهذا ما حدث بالفعل.
نجح أردوغان فى تطوير البنية التحتية للمدينة وإنشاء السدود ومعامل تحلية المياه لتوفير مياه شرب صحية لأبناء المدينة وكذلك قام بتطوير أنظمة المواصلات بالمدينة من خلال إنشاء شبكة مواصلات عامة مرتفعة المستوى ومتنوعة وبهذه الطريقة استطاع أردوغان تحويل مدينة أسطنبول إلى معلم سياحى كبير، وحين نعود للقاهرة بما تحويه من تاريخ وآثار وموارد، سنجد أن فرص القاهرة فى الترقى والتطور مرتفعة للغاية ولكنها تحتاج إلى مقاتلين يمتلكون الجرأة على تفكيك منظومة القبح الحالية دون مساس بالفقراء ودون فتح الباب لجشع رأس المال فى تحقيق مزيد من المكاسب على حساب البسطاء والمهمشين.
نحتاج إلى تجميع جهود المتخصصين المعنيين بالتطوير العمرانى وكذلك خبراء التنمية لوضع خطة لتطوير القاهرة بشكل قابل للتنفيذ على أن نبدأ فورا.
أتمنى أن يتفاعل مع هذه الدعوة كل مخلص يغار على عاصمة وطنه أن تكون بهذا المستوى من السوء؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد ابو السعد

الرقى فى زمن الخسة

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن

في انتظار القائد

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الحق

عاصمة جديدة!

عدد الردود 0

بواسطة:

كركر

يجب تطبيق القوانين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة