أكد عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر المصرى والقيادى فى جبهة الإنقاذ الوطنى، أن المعارضة المصرية أصبحت أكثر ميلا لخوض الانتخابات البرلمانية، محذرا من استمرار النظام المصرى فى "العناد".
وقال "موسى"، فى حواره مع جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية صباح الجمعة، أنه من الضرورى إعادة النظر فى السياسات التى ينتهجها الرئيس المصرى محمد مرسى، قبل أن تسوء الأحوال بحيث لا يعود من المجدى الحصول على قروض أو منح، مضيفا: "إذا ظل الوضع على ما هو عليه، مع استمرار سياسة العناد، وفى ظل وضع اقتصادى يسوء يوما بعد يوم، فإن القروض والمنح لن يجديا نفعا، نحن نحتاج إلى رؤية وخطة اقتصادية، والاعتماد على كفاءات مصر الاقتصادية العالية، وهى موجودة وبكثرة، ولكنها ليست مشاركة فى الحكم ولا يسند إليها أى دور".
وأكد "موسى" أن الوضع فى مصر مضطرب، وفى العالم العربى الوضع ملتبس، وأن المرحلة الانتقالية غير واضحة المعالم فى مصر، مضيفا: "أن راسمى الخرائط وكاتبى التاريخ فى العالم الغربى يعدون عدتهم الآن لرسم خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط، ولمرحلة تاريخية مختلفة، وهذا كان متوقعا، خاصة مع المتغيرات الجذرية التى حصلت فى العالم العربى، لكن المشكلة هى أن كل المتغيرات الدولية تنشط، وبسرعة شديدة، فى غياب مصر المنشغلة بتطوراتها الداخلية، وأن مصر ليست فى حالة صحة سياسية تجعلها ذات تأثير فيما هو جار أو ما سوف يجرى، وهذا هو سبب ضيقى من هذه المرحلة".
وطالب القيادى بجبهة الإنقاذ النظام الحالى بأن يعيد النظر فى طريقة إدارة مصر، موضحا أن "المستقبل ومعطياته لا علاقة بينهما وبين ما كان عليه الحال حينما انطلقت حركة الإخوان المسلمين، وبالتالى الطريقة المبسطة التى يتم بها الحكم مع غياب الرؤية المستقبلية، والتضارب الكبير بين ما يقرره الحكم وما يعود ليقرره فى اليوم التالى، تسببت فى حالة عدم الارتياح التى تعم مصر، وتفرض ضرورة إعادة النظر لتجنب رد فعل مماثل لما واجهه النظام السابق".
وعن الاتهامات الموجهة للمعارضة، قال "موسى": "نحن الآن نعيش فى مرحلة انتقالية مليئة بألفاظ كثيرة جدا، وهم أطلقوا اسم الفلول وأطلق آخرون وصف الخرفان، و"جبهة الخراب"، وكل هذا كلام لا ينبغى إطلاقه، "فجبهة الإنقاذ" جبهة معارضة، ومعروف فى كل النظم الديمقراطية أن المعارضة جزء من شرعية أى نظام يعترف بالديمقراطية ويمارسها بحق، وفى حالة فهم هذا الواقع سيكون هناك تقدم، كالاحترام المتبادل، والتفاهم المتبادل".
وعن إجراء الانتخابات المقبلة، أوضح "موسى" أن هناك شكا فى إجرائها فى الموعد المحدد، ولكن نحن نعمل على أساس أن الانتخابات ستجرى فى مرحلة ما، خلال الشهور المقبلة ويجب الاستعداد لها من جانب الأحزاب، وكذلك من جانب الحكومة لإعطاء الضمانات المطلوبة.
وعن توقعه لإجراء الرئاسة حوارا وطنيا مجددا يشمل "جبهة الإنقاذ"، قال "إن القضية ليست قضية حوار، وسبق أن طرحنا تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون "جبهة الإنقاذ" ممثلة فيها وغيرها من كل عناصر المعارضة، إذن المسألة ليست عقد حوار للدردشة، وإنما لا بد أن ينتج عن هذا الحوار مشاركة فى المسؤولية".
وعن الأزمة السورية، قال رئيس حزب المؤتمر "أشم رائحة صفقة دولية، أمركية - روسية، فى إطار طرح تفاوض داخلى سورى بين الحكم والمعارضة، ولكنها تستبعد فى النهاية أن يشمل الحل وجود أو بقاء رئيس الدولة، ولا ننسى أن هناك أبعادا أخرى غاية فى الأهمية مثل البعد الإيرانى، والبعد الشيعى - السنى، والقضايا الأخرى المرتبطة بفلسطين وإسرائيل، وهذه مشاكل كبيرة جدا تحيط بالمسألة السورية، كما أرى أن المسألة السورية لا تقتصر على ما يسمى الربيع العربى، وإنما سوف تصل الأمور إلى احتمال إعادة رسم خرائط المنطقة".
وختم "موسى" حواره قائلا: "إن العرب كانوا منشغلين بالمسألة السورية من زاوية الثورة والنظام، وليس من منطلق إستراتيجى، وقد تركوا هذا مع الأسف لروسيا وأمريكا وإيران".
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر البنا
انت عايز تخسر تانى مكفاية مرة خسرة 5 مليون
انت عايز تخسر تانى مكفاية مرة خسرة 5 مليون