اعتبر الدكتور رفعت السعيد، الرئيس السابق لحزب التجمع والقيادى فى جبهة الإنقاذ الوطنى، أن الولايات المتحدة نجحت فى تحويل الربيع العربى إلى شتاء قارس البرودة، وتجلى ذلك فيما وصلت إليه الثورة فى تونس وسوريا واليمن وليبيا، وحتى فى مصر، مشيراً إلى أن الوضع فى مصر يبدو وكأنه يسير إلى نهاية سيئة نتيجة سياسة جماعة الإخوان المسلمين الفاشلة، وشدد فى هذا السياق على مساعى الجماعة لتدمير العلاقة بين الشعب والمؤسسة العسكرية.
وقال "السعيد"، فى حواره لجريدة البيان الإماراتية اليوم الجمعة، إن "القوى الخارجية تسعى للوصول بالثورات إلى مصيرٍ واحدٍ تحكمه قوى مُتأسلمة داخل المنطقة تدعمها الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن التحدى الصعب الذى يواجه شعوب دول الربيع العربى هو عملية استعادة روح الثورة مرةً أخرى.
وحذّر القيادى فى جبهة الإنقاذ الوطنى مما سماه "خطة أمريكا لتمزيق جيوش هذه المنطقة، فلا يوجد الآن جيش لتونس، وسوريا جيشها يمزق إرباً، وفى ليبيا وجدنا وزير الدفاع يستقيل لعجزه عن حماية مقراته، والعراق سبق وتم إسقاط جيشها، ولم يعد هناك جيشٌ حقيقى غير الجيش المصرى الذى تُحاك له المؤامرات لإفساد العلاقة بينه وبين الشعب".
وقال إن "جماعة الإخوان تريد تدمير العلاقة بين الشعب والمؤسسة العسكرية من خلال ترويج شائعات تتعلق بعودته إلى السلطة، الأمر الذى نجح الجيش فى احتوائه برفض التعليق عليه".
وأضاف "السعيد" أن وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى يعرف توازنات القوى داخل مصر، حيث يحاول البعض الزج به فى صراعات مع السلطة والشعب لإلهائه بالقضايا الداخلية وترك وظيفته الأساسية فى تأمين الحدود المصرية، لافتاً إلى أن مطالبات البعض بعودة العسكر إلى الحكم، التى قيل إنها جاءت نتيجةً لضعف قوى المعارضة فى محاولة للبحث عن مؤسسة قوية "مرفوضة، لأن البديل عن الإخوان يكمن فى التوجه نحو الدولة المدنية بعيداً عن المؤسسة العسكرية أو التيار الإسلامى".
أما فيما يتعلق بمشاركة جبهة الإنقاذ فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، فأشار الرئيس السابق لحزب التجمع إلى أن الإخوان يريدون استدراج جبهة الإنقاذ للمشاركة فى الانتخابات، التى سيقومون بتزويرها، لإضفاء شرعيةٍ عليها، كما سبق وحدث فى وضع الدستور، لافتاً إلى أن المعطيات التى تصدر عن ممارسات الإخوان كلها تصب فى هذا الاتجاه، ومنها محاولة النيل من مؤسسة القضاء، وتمرير قانون السلطة القضائية الذى يعنى استبعاد 3500 قاضٍ حتى ينفرد القضاة الإخوان بالساحة، وتتم عملية تزوير الانتخابات برعايتهم.
وشدد "السعيد" على أن "قرار مقاطعة جبهة الإنقاذ ورفض المشاركة فى مسرحية الانتخابات هو الطريق الوحيد لها أمام فضح عمليات تزوير الانتخابات"، متوقعًا ألا يقع الشعب المصرى مرة أخرى ضحية خدعة الجماعة، خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، لافتاً إلى أن المصريين "أصبحوا أكثر وعياً بعد أن تأكدوا أن الإخوان يتاجرون بالدين، ويسعون وراء مصالحهم الخاصة حتى ولو تعارض ذلك مع مصلحة الوطن".
ونفى "السعيد" الاتهامات التى وجهت إلى جبهة الإنقاذ بشأن تحالفها مع الفلول، قائلاً إن "الإخوان المسلمين هم من يسعون للتحالف مع الفلول، ويتيحون لهم تكوين الأحزاب والمشاركة فى الحياة السياسية، والدليل على ذلك مسلسل براءات عناصر النظام السابق الذى لم ينته عرضه حتى الآن".