على مدار الأيام الثلاثة الماضية تتواصل فعاليات الدورة الـ66 لمهرجان كان السينمائى، وتتنوع هذه الفعاليات ما بين عروض لأحدث الإنتاجيات السينمائية العالمية، بتوقيع كبار المخرجين فى العالم تعرض فى أقسام المهرجان المختلفة، سواء المسابقة الرسمية أو قسم نظرة ما ونصف شهر المخرجين وأسبوع النقاد وخارج المسابقة.
كما تتواصل أيضاً المؤتمرات الصحفية وتظاهرات متنوعة وشديدة الثراء عن كلاسيكيات السينما العالمية ومعرض لرسوم الكاريكاتير، وسوق الفيلم والذى يعد الأكبر على مستوى العالم وتحرص كافة الدول على المشاركة فيه بأجنحة تختلف وتتعدد حسب قدرة كل دولة على التواجد.
اليوم السابع يرصد عدد من أهم الفعاليات التى تشهدها أروقة كان من ندوات لأفلام هامة حتى أمس الخميس، حيث عرض حتى الآن عدد من أفلام المسابقة الرسمية ونظرة ما وخارج المسابقة وصلت إلى حوالى 9 أفلام، ومن أهمهما والتى كان ينتظرها رواد مهرجان كان فيلم المخرجة الأمريكية صوفيا كوبولا Bling Ring والتى بات اسمها علامة مميزة فى صناعة السينما وتعنى الكثير لرواد "كان"، حيث استطاعت أن تحفر اسمها بعيداً عن شهرة أبيها المخرج الكبير فراسيس فورد كوبولا، واختارت إدارة المهرجان فيلم صوفيا ليكون هو فيلم افتتاح قسم نظرة ما مساء أمس.
وفى المؤتمر الصحفى الذى أعقب عرض فيلمها للصحفيين وشاركها فى المؤتمر إيما واتسون، كلير جوليا وممثلين الفيلم الآخرين قالت صوفيا كوبولا عن مدينة لوس أنجلوس، التى تدور بها أحداث العمل إن تلك المدينة تلعب دوراً رئيساً فى الثقافة الأمريكية، وهذا ما نراه فى الفيلم والمستوحى دراميا من أحداث واقعة حقيقية شهدتها المدينة، فمجموعة مراهقين يعشقون الشهرة ومجانين بالنجوم يتتبعون أخبارهم ويقومون فى النهاية بسرقة منازلهم، وهذه القصة ما كان لها أن تقع فى مدينة أخرى سوى لوس أنجلوس، حيث عالم النجوم وبرامج المشاهير، ولقد كان هؤلاء الأطفال يعيشون بالقرب من هؤلاء النجوم.
أما النجمة إيما واتسون قالت عن دورها فى الفيلم: لا يختلف الأمر بالنسبة لى عن دورى فى فيلم "هارى بوتر"، الذى أشعر أنه مازال حاضراً وكأنه يعود من الماضى ومازال يعيش بمخيلات الناس وعن نفسى استمتع جيداً بأداء هذه الأدوار، إننى محظوظة جداً.
وعن تجربتها فى العمل مع صوفيا ورأيها فى دور المرأة بالسينما قالت إيما: هناك العديد من النساء الرائدات، وهناك نساء شابات تعملن على الأفلام الكوميدية، وهناك نساء مخرجات، وبرأيى أنه شيء رائع أن تكونى امرأة فى صناعة السينما، وأعتقد أنهن تبلين بلاءً حسنا، ولا يوجد شىء كامل، ولا توجد هناك مساواة فى عملنا ولكننا نتقدم فى الاتجاه الصحيح.
وحول عدم عرض أسماء الشخصيات الحقيقية أو الاستعانة ببعض ما نشر عن الواقعة فى تلك الفترة أجابت صوفيا كوبولا: لقد غيرت أسامى الشخصيات لكى لا يصبح هؤلاء الشباب أكثر شهرة، لقد قابلت اثنين او ثلاثة منهم، وكان شيئا رائعا أن أستمع إلى تفاصيل قصصهم، لقد أرادت إحدى الفتيات رؤية كلب باريس هيلتون مهما كان الثمن، هذه الأشياء لا يمكننا اختراعها فهى فعلا موجودة بمدينة المشاهير دون غيرها.
ومن الأفلام اللافتة للانتباه والتى عرضت داخل المسابقة الرسمية فيلم HELI والذى حضر فريق العمل بأكمله المؤتمر الصحفى، حسبما قدمهم مخرج الفيلم آمات إيسكالانت والمشارك فى سيناريو الفيلم أيضا وهم، جابرييل رييس، واثنان من الممثلين الرئيسيين أندريا فيرجارا (أستيلا) وأرماندو أسبيتيا (هلي) وتحدث المخرج عن تجربتهم.
يقول آمات إيسكالانت بشأن موضوع الفيلم والذى رصد حالة العنف الكبيرة التى يعيش فيها المجتمع المكسيكى وتأثير ذلك على صورة المكسيك كبلد يرتاده السائحين إنه لا يهدف إلى تدمير السياحة فى المكسيك، فواقع المكسيك هو أسوأ بكثير مما يقدمه الفيلم، كما أننى أردت تحليل العنف من خلال وضعه فى سياقه وليس توضيحه فقط، وأردت التأكيد على أن هناك أشخاص يثيرون العنف وآخرون هم شهود عليه، وأردت إلقاء الضوء على هذا العنف كما هو وتصويره بطريقة جديدة لإثارة اهتمام الناس.
وعن اختيار الممثلة التى جسدت دور استيلا اجاب آمات إيسكالانت : قام أخى مارتن بهذا العمل، والتقى أندريا فيرحارا أثناء قيامه بنزهة ذات يوم فى المدينة، وبالصدفة، والتقط لها صورة، ومظهرها أعجبنا فورا، وفقمنا بلقائها وأملنا باستعدادها للمشاركة، وكان العمل معها مريحا.
أما فيما يتعلق بالمشهد الافتتاحى بالفيلم والذى جاء أخاذا وملفتا للانتباه أوضح إيسكالانت: هذا المشهد هو نتيجة عدة صور حضرت فى ذهنى أثناء كتابة السيناريو، وأردت فيما بعد تبديل هذا المشهد الأول خلال القيام بالمونتاج لكن لم أتمكن، فهو مشهد معبر جداً.
وأضافت جابرييل رييس بشأن موضوع العنف المهيمن فى الفيلم: ليس عدم الحديث عن العنف فى المكسيك عملا مسئولا، لأن العنف متواجد بقوة، ولم نقم إلا بإظهار أحد مظاهر العنف فى المكسيك، ليس فيلمنا بيانا عن الحياة فى المكسيك اليوم، إنما حكاية عائلة واحدة، ولا يطاول العنف المكسيك وحدها.
وفى إطار المسابقة عرض أيضا الفيلم الفرنسى JEUNE & JOLIE للمخرج فرنسوا أوزون والذى بدأ المؤتمر الصحفى للفيلم، قائلاً: "أحتفظ بذكرى صعبة ومؤلمة من فترة المراهقة" وتدور أحداث الفيلم فى عالم المراهقة وتجربة قاسية لبطلة الفيلم والتى تتحول الى الدعارة ويكتشف أهلها بالصدفة، وتعالج نفسيا
وحرص مخرج الفيلم أوزون على أن يكون محاطا بالممثلين الذى يشكلون أسرة الفيلم فريديريك بييرو، جيرالدين بايلاس، فانتان رافال كما كانت الساحرة جدا مارين فاكث.
وعن فترة المراهقة يقول أوزون: عادة ما تتناول السينما تلك الفترة بشكل مثالي، وتسمو بها السينما، أما أنا فإننى أحتفظ بذكرى صعبة ومؤلمة عن فترة المراهقة رغبت بتناول هذه المسألة عن بعد للحديث عنها بشكل مختلف.
أما الفنان فريديريك بيير والذى جسد دور زوج الأم والذى يكتشف أن ابنة زوجته تمارس الدعارة، فقال: ما يبدو لى أساسياً فى صعوبات الحياة مع اكتشاف مسألة من هذا النوع هو رد الفعل المبالغ فيه واتخاذ قرار القطيعة فوراً والقول: "لا ضرورة للموعظة الأخلاقية إنما التصرف بشكل طارئ".
تقول مارين فاكث بشأن انتقالها من عرض الأزياء إلى السينما: كنت عارضة أزياء لكننى لم أعتبر نفسى عارضة أزياء، لا أتحمل المراكز والأوصاف حتى مع ممثلة أو غيرها، أحب التمثيل واستمتعت بالعمل مع فرنسوا، وأرغب فى المتابعة والعمل على مشاريع تؤثر بى، لم أشعر بعملية الانتقال، المسألة مختلفة وشائكة.
وعن اختيار فرنسوا أوزون لمارين لتجسد دور البطولة، قال: عندما التقيت بمارين وجدتها فورا مختلفة عن غيرها اللواتى كن قريبات جدا من الواقعية فى أداء الدور، وشعرت أننى كنت فى فيلم وثائقي، أما مع مارين، فكان الوضع مختلفا، رأيت فى عينيها عالما داخليا، سرا، وهذا تحديدا ما كنت أبحث عنه من أجل الفيلم.
بالصور.. اليوم السابع يرصد 3 أيام من فعاليات مهرجان "كان".. صوفيا كوبولا تقتحم حياة مراهقات المشاهير.. وفيلم HELI يرصد العنف والدمار فى المكسيك.. ومخرج JEUNE & JOLIE: لدى ذكريات صعبة عن فترة المراهقة
الجمعة، 17 مايو 2013 02:24 م
فعاليات كان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة