نبيل العربى لـ"اليوم السابع": الوضع فى مصر سيئ ويحتاج توافقاً سياسياً.. الجامعة العربية تدرس تعديل ميثاقها لجعل قراراتها ملزمة.. والحل فى سوريا لن يتم دون توافق المعارضة

الأربعاء، 15 مايو 2013 03:09 م
نبيل العربى لـ"اليوم السابع": الوضع فى مصر سيئ ويحتاج توافقاً سياسياً.. الجامعة العربية تدرس تعديل ميثاقها لجعل قراراتها ملزمة.. والحل فى سوريا لن يتم دون توافق المعارضة الدكتور نبيل العربى أمين عام الجامعة العربية
دبى- عادل السنهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



أكد الدكتور نبيل العربى، الأمين العام للجامعة العربية، أن الأوضاع السياسية فى مصر "سيئة"، وتحتاج إلى التوافق السياسى بين كافة القوى السياسية، للخروج من المأزق الحالى فى ظل تردى الأوضاع الاقتصادية والأمنية، مشيراً إلى أن هناك دولا حققت تقدماً لافتاً على المستوى السياسى والاقتصادى بعد ثورات الربيع العربى، مثل تونس، بسبب توافر الكفاءات القادرة على إدارة المرحلة الانتقالية هناك.

وقال العربى، إن الوضع فى سوريا لن ينتهى إلا بالحل السياسى بواسطة كافة الأطراف، مشيراً إلى أن الاجتماع الدولى بشأن سوريا الذى يدور الحديث عنه الآن من شأنه بالتأكيد التوصل إلى تسوية شرط أن ينعقد هذا الاجتماع، مؤكدا على موقف العرب والجامعة العربية الرافض لاستمرار العنف فى سوريا.

وأكد العربى، فى جلسة حوارية أدارتها الإعلامية زينة يازجى، على هامش منتدى الإعلام العربى بدبى أمس الثلاثاء، على ضرورة مراعاة ما ورد فى البيان الختامى للاجتماع الذى جرى فى 30 يونيو 2012، ومن أهم بنوده البدء فى تطبيق مرحلة انتقالية، على أن تتضمن تشكيل حكومة لها صلاحيات كاملة، وهذا لن يتم إلا بالتوافق بين النظام والمعارضة وهو الأمر الذى وصفه بـ"الصعب" الوصول إليه.

وأكد العربى أن الجامعة العربية أخذت بزمام المبادرة للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية منذ 13 يوليو 2011، حيث ذهب الأمين العام للجامعة للقاء الرئيس بشار الأسد وناقش معه ثلاث نقاط مهمة وهى: ضرورة وقف العنف، وإطلاق سراح المعتقلين، والدخول فى إصلاحات حقيقية، حيث لم يتحقق أى من المطالب الثلاثة حتى الآن، ليتم تحويل القضية إلى مجلس الأمن فى 22 يناير 2012 بناءً على طلب من المعارضة السورية.

وقال الأمين العام للجامعة، إن قرار حرمان سوريا من حضور اجتماعات الجامعة جاء إثر مخالفة النظام هناك لقرارات الجامعة، مؤكداً أن المطلوب الآن هو ممارسة الضغط على النظام السورى لقبول التسوية السلمية والحل السياسى ببساطة لأن الحل الأمنى سيعنى استمرار شلال الدم والدمار الشامل، ومشدداً على ضرورة وجود حالة من التوازن للوصول إلى حل سياسى طالما دفعت الجامعة فى اتجاهه، فى حين سيكون انتظار أن يصل الطرفان لحالة من الإرهاق تدفعه إلى تقبّل فكرة التسوية السلمية أمر غير مقبول لأن هذا ببساطة يعنى مزيدا من القتلى والدمار.

وأكد العربى، أمين أن موقف الجامعة العربية من مختلف القضايا ما هو إلا انعكاس لمواقف الدول الأعضاء، فى حين لا تمتلك الجامعة موقفا خاصا بها، مؤكدا أن ميثاق الجامعة تم إقراره فى الإسكندرية عام 1944 قبل نشأة الأمم المتحدة، ليجعل من الجامعة تنتمى إلى الجيل الأول من المنظمات الدولية.

وحول قدرة الجامعة العربية على لعب دور واضح كقطب سياسى له أثر فى القرار السياسى الدولى، والقدرة على حسم قراراتها وجعلها ملزمة، قال معالى الأمين العام إن 99 بالمائة من قرارات المنظمات الدولية لا يتم تنفيذه وهذه ظاهرة عامة، فى حين أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بصدد القضايا الدولية الحساسة لا تصدر من الأساس، فيما ظهر جيل جديد من التكتلات الدولية يطلق عليه "جيل الثالث" ومثال له الاتحاد الأوروبى وهو نموذج مختلف.

وقال العربى، إن العرب يشتركون فى قواسم اللغة والثقافة، ولكن للأسف لا يشتركون فى القواسم السياسية ما يعرقل القدرة على التنفيذ وذكر أنه لا يدافع عن ذلك، ولكن هذه الظاهرة تكون دائما سببا فى الوصول إلى الحد الأدنى من التوافق على القرارات، وهو لا يمثل إنجازاً حقيقياً، حيث دفع بضرورة تعديل ميثاق الجامعة العربية ليكون هناك قدر من المسئولية والمساءلة بالنسبة لقرارات الجامعة، مؤكدا أنه فى الوقت الحالى لا توجد سلطة فى العالم قادرة على وضع القرارات موضع التنفيذ سوى "مجلس الأمن".
وشدد نبيل العربى على أن مبادرة السلام التى طرحها العاهل السعودى الملك عبد الله عام 2002 لا يمكن القبول بالتلميحات التى تثار حول تعديلها، حيث تضمنت المبادرة مجموعة من المطالب المهمة منها ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى، وانسحاب إسرائيل لخطوط 4 يونيو، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحقيق تسوية عادلة لمسألة اللاجئين الفلسطينيين.

وأشار العربى إلى تعهدات الإدارة الأمريكية بوضع حلول نهائية لقضية السلام العربى الإسرائيلى، وقال إن وزير الخارجية الأمريكى من المنتظر أن يزور المنطقة فى يومى 20 و21، وعلينا أن نترقّب نتائج هذه الزيارة، وقال إنه لا يوجد تصور لخطة بديلة لمبادرة السلام العربية المطروحة.

وحول ظاهرة الربيع العربى التى اجتاحت دولا عربية عدة، وصف العربى هذا الحراك بأنه تطور تاريخى طبيعى فى تلك الدول، مؤكداً أن هذه الظاهرة توجب علينا استخلاص العبر والدروس بضرورة إجراء تغير إيجابى حقيقى فى مجمل العالم العربى، وهو يحدث حالياً فى العديد من الدول العربية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة