إذا ظن أحد أن اتفاق الولايات المتحدة وروسيا الأسبوع الماضى على عقد مؤتمر للسلام بشأن سوريا يؤذن بانفراجة محتملة، فإن الزعماء الغربيين يحاولون جاهدين تبديد ذلك الاعتقاد.
وأشاد المبعوث الدولى "الأخضر الإبراهيمى" بالخطة باعتبارها "أول أنباء تبعث على التفاؤل" بشأن سوريا منذ وقت طويل وأرجأ خططه الشخصية للاستقالة بعد تسعة أشهر من جهود الوساطة غير المثمرة.
ووصف "الإبراهيمى" الاقتراح بأنه "مجرد خطوة أولى"، لكن حتى الراعين لها يقللون من إمكانية إيجاد نهاية سريعة للحرب، وتشير التقديرات إلى أنها حصدت أرواح ما يزيد على 70 ألف شخص، وتعد الصعوبات التى يشيرون إليها علانية جزءًا ضئيلاً من تلك المشكلات والصعاب الكامنة.
وقال الرئيس الأمريكى "باراك أوباما"، يوم الاثنين، "إننى لا أقدم وعدًا بأن هذا الأمر سينجح"، وأضاف أن من بين العقبات التى تقف فى طريق ذلك إيران وحزب الله اللبنانى، وكلاهما من المؤيدين للرئيس بشار الأسد، بالإضافة إلى جبهة النصرة المعارضة والتى لها صلات بتنظيم القاعدة.
ولم يشر "أوباما" إلى الشقاق المزمن فى صفوف المعارضة المدعومة من الغرب، أو الانعدام شبه الكامل لسيطرتها على مقاتلى المعارضة وأغلبهم حاليا من الإسلاميين.
وقال "حين يطلق العنان للغضب فى موقف مثل الذى نراه فى سوريا يصبح من الصعب جدا إعادة الأمور إلى ما كانت عليه".
وانزلقت سوريا إلى هوة حرب أهلية ضروس تكشفت أبعادها الطائفية فى مطلع الأسبوع، بعد بث تسجيل مصور يظهر فيه قائد عسكرى سنى وهو ينزع قلب جندى علوى قتيل ويقضمه.
وتهتم الولايات المتحدة وروسيا بتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط وبكبح التشدد الإسلامى، لكنهما ما زالا يختلفان بشكل كبير بشأن كيفية تحقيق السلام فى سوريا وتحديد مستقبلها السياسى.
وقال الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" الذى يعارض التدخل العسكرى الخارجى أو تسليح المعارضة، عقب محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو"، أمس الثلاثاء، "إنه من المهم للغاية تفادى أى إجراءات قد تؤدى إلى تفاقم الوضع".
