فى الذكرى الـ65 من "النكبة" مواطنون فلسطينيون لـ"اليوم السابع": كل يوم نعيشه نكبة.. والوضع سياسياً واقتصادياً ينتقل من سيئ إلى أسوء

الأربعاء، 15 مايو 2013 10:59 ص
فى الذكرى الـ65 من "النكبة" مواطنون فلسطينيون لـ"اليوم السابع": كل يوم نعيشه نكبة.. والوضع سياسياً واقتصادياً ينتقل من سيئ إلى أسوء لاجئين فلسطينيون – صورة أرشيفية
كتبت أمل صالح وهاشم الفخرانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"اليوم تحل ذكرى النكبة الفلسطينية، رغم أنها تخص الشعب الفلسطينى وحدة إلا أنها يشعر بها كل مواطن عربى بداخل شعور بالانكسار بعد عمليات التهجير الجماعى والطرد القسرى لنحو 800 ألف مواطن من المدنيين ومصادرة أراضيهم فى عام 1948".

فى عام 1948 تم احتلال معظم أراضى فلسطين من قبل إسرائيل، وطرد ما يزيد على 800 ألف فلسطينى وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية، وطرد معظم القبائل البدوية التى كانت تعيش فى النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية، ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية، وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعى أوروبى.

لم تولد النكبة فى 15 مايو، ولكنه يوما شهد أصعب الأحداث والقرارات والمواجهات، هذه المأساة بدأت قبل ذلك، بدأت حتى قبل الاحتلال البريطانى لفلسطين فى عام 1917، أى فى قرار الخارجية البريطانية "إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين"، فيما عرف بـ"تصريح بلفور"، وقامت بريطانيا بوضع هذا التصريح موضع التنفيذ منذ اللحظة التى دخلت فيها القوات البريطانية القدس واحتلتها.

وقد أصبح عدد هؤلاء اللاجئين وأولادهم وأحفادهم بعد 65 عاماً أكثر من 4 ملايين لاجئ، ولا يزال معظمهم يعيشون فى مخيمات اللاجئين فى الضفة الغربية وقطاع غزة وفى البلدان العربية المجاورة، وهو نفس اليوم الذى يتزامن مع ذكرى إعلان قيام دولة إسرائيل.

"اليوم السابع" تتواصل مع عدد من أهالى الضفة الغربية وغزة، بروح معنوية مرتفعة وقلب مفتوح تحدثوا عن أوضاعهم السياسية والاجتماعية بعد 65 عام بعد النكبة، وهل تمثل حكوماتهم نكبة من نوع آخر، فرح سعيد 23 عاما، وإحدى فتيات حركة فتح، تقول فرح "فى ذكرى النكبة وبعد 65 سنة من التشريد والضياع وبعد 65 سنة من انتظار عودة المفاتيح لبيوتها بات الشعب الفلسطينى فاقدا لأمل كان معه منذ زمن وهو أمل العودة، الأوضاع الفلسطينية خلال الـ 65 سنة الماضية كانت تتجه للقاع بشكل ملحوظ، ولكن يجب التأكيد أن النكبة لم تقف عند عام 1948 ولم تقف عند عام 1967 بل امتدت لتصل كل أيامنا الآن".

تكمل فرح بمرارة "فى القدس كل يوم نكبة، كل يوم فى بيوت تهدم وعائلات تشرد، فى غزة كل يوم نكبة، صاروخ يضيع عيلة كاملة، فى المخيمات كل يوم نكبة"، وعن أوضاعهم السياسية تحكى فرح قائلة "الآن الوضع اختلف بعد أوسلو والانتفاضة الثانية وأصبحنا بحالة من الانفصام السياسى والاجتماعى نتيجة التطلع لبناء دولة ومؤسسات وطنية ورضوخنا تحت الاحتلال، ومع الانقسام زاد الأمر سوء وخصوصا بالمنظومة الاجتماعية والوعى الوطنى، أما الناحية الاقتصادية، فمثلنا كبقية الدول المحيطة أو العالم الثالث ككل أزمة خانقة نتيجة الأزمة العالمية مع زيادة الوضع السياسى سوء".

أما عن أساليب المقاومة التى يتبعها أهالى فلسطين الآن بعد 65 عاما من المقاومة المسلحة تقول فرح "المقاومة شو ما كانت بسيطة وصغيرة بتضل مقاومة، ولا نقف عند حد المقاومة بالبارود والرصاص، حيث امتدت لمواقع التواصل الاجتماعى كملاحقة الإسرائيليين على الفيس بوك وتدمير معلوماتهم الشخصية".

فتحى حبشى فلسطينى لاجئ، عن أوضاعه الحالية يقول فى ويأس "أنا كفلسطينى لاجئ بعيش فى مخيم للاجئين الفلسطينيين وبعد 65 عاما من النكبة والتشرد، أنا أعيش فى مخيم عدد سكانه 5000 ألف نسمة وفى تقريبا 56% عاطلين عن العمل، نفتقد لأشياء كثيرة فى المخيم فلا يوجد لدينا عيادة طبية فى إهمال من وكالة الغوث الدولية التعليم سيئ، والسلطة الوطنية لا تقدم لنا شيئا ولا يقومون بدورهم تجاهنا".

كريمة صادقى فلسطينية تعيش فى بيت لحم، توصف حال الضفة بعد 65 عاما من النكبة قائله "أوضاع اللاجئين زادت صعوبة للاجئين، وخاصة فى ظل ضعف إمكانيات مؤسسات الإغاثة، كما أن المساعدات اللى كانوا يتلقوها لم تكن تكفيهم"، لتتوقف عن الحديث لدقائق وتضيف قائله «نسبة بطالة عالية للغاية والفقر زاد الوضع الاقتصادى بالضفة صعب، وعلى اللاجئين على وجه التحديد»، وأشارت كريمة أيضا لحال المقاومة قائله «لا يوجد مقاومة مسلحة الآن، إذ إن الاعتماد على المقاومة الشعبية، المظاهرات عند المستوطنات والجدار، والطرق الالتفافية مقاومة السلمية".

ميسون القادوم، توصف حال فلسطين بعد النكبة قائلة «وضع فلسطين بعد ٦٥ عاما وضع صعب جداً فى ظل كل ما تتعرض له فلسطين من انتهاكات من جيش الاحتلال ومن المستوطنين، وفى ظل تقسيم الشرق الأوسط مرة أخرى وغياب القانون الدولى، وتمادى الإسرائيليين فى عنجهيتهم من تهويد للأرض وأسر للبشر وإطلاق العنان لقطعان للمستوطنين المدججين بالسلاح ليمارسوا عمليات تطهير عرقى، وبالرغم من الحبر المسكوب على أوراق الأمم المتحدة بقرارات واتفاقيات بدءاً من التقسيم إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فالوضع الفلسطينى سياسياً واقتصادياً بكافة جوانبه من سيئ إلى أسوأ".

وعن المقاومة الفلسطينية قالت ميسون "كل مرحلة تتطلب نوعا وشكلا معينا من أشكال المقاومة وفق متطلبات المرحلة، فالآن نحن نتبع إستراتيجية المقاومة السلمية الشعبية والحراك الدولى".

على جانب آخر، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الشرطة الإسرائيلية أقامت سلاسل بشرية فى جامعة تل أبيب لتفريق المتظاهرين العرب والإسرائيليين، لقيام مجموعة من الطلاب من عرب 48 بالتظاهر داخل الجامعة ضد إسرائيل وسياستها القمعية فى ذكرى النكبة.

ورفع الطلاب لافتات عليها علم فلسطين والعرب الذين تم طردهم من أراضيهم عنوة بعد حرب 1948، وكتبوا عليها بعض الجمل التى تشير إلى أن فلسطين مازالت عربية مهما ما يتم فيها من عمليات تهويد.

وتظاهر مئات الطلاب الإسرائيليين داخل الجامعة ضد الطلاب العرب، متهمين إياهم بالنفاق، موضحين أنهم إذا كانوا يكرهون إسرائيل فماذا يحملون الجنسية ويحملون بطاقات الهوية التى عليها ختم الدولة.

ورفع المتظاهرون لافتات مكتوبا عليها "النكبة هراء" وأن "فلسطين عربية كلام كاذب"، زاعمين أن العرب هم الذين يحاولون تشويه التاريخ بواسطة الحديث بأن إسرائيل دولة احتلال، مما أدى إلى استفزاز مشاعر الطلاب العرب، وكادت أن تحدث اشتباكات بين الطلاب لولا تدخل الشرطة الإسرائيلية.

وقال أحد الطلاب الإسرائيليين المشاركين فى التظاهرة إذا أردتم أن تعرفوا تاريخ فلسطين والعرب خلال حرب 1948 فهم "هاجموا الإسرائيليين فهزموا ثم باعوا أراضيهم ثم طردوا منها".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة