تامر شاهين يكتب: إعلانات و منشطات وشورت

الأربعاء، 15 مايو 2013 07:05 ص
تامر شاهين يكتب: إعلانات و منشطات وشورت صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منتظرًا دوره فى عيادة الأسنان فى نفس اللحظة التى يشاهد فيها التلفاز فى تلك العيادة، العيادة شبه خالية، لا يوجد بها أحد إلا هو و مريض آخر و مساعدة الطبيب، التلفاز يعرض أحد الأفلام القديمة فى أحد القنوات المخصصة للأفلام، يُقطع الفيلم و تُبث الإعلانات.. ما هذا؟ إنه إعلان عن المنشطات الجنسية، يخفض رأسه من فرط الحياء فالإعلان يحوى بعض الألفاظ التى تكاد أن تكون نابية، و إيحاءات لا تُقبل مطلقًا.. تهرول مساعدة الطبيب إلى جهاز التحكم عن بعد لكى تنهى هذه الإشكالية بضغطة زر واحدة و تغير هذه القناة.. ها هو فيلم آخر، شاهد بعضًا من الفيلم ثم ها هى إعلانات مرة أُخرى، ولكن هذه المرة عن شورت تخسيس أو بذلة ساونا أو ما شابه، موديل تظهر على الشاشة بملابس لا يمكن القول بأنها تلبسها فعلاً، تحاول أن تقنع المستهلك بأن هذا الشورت سوف يعيد إليه رشاقته المفقودة منذ زمن و سوف يتخلص من هذه الترهلات حول بطنه و أردافه... لم تقع عينه على صورة المنتج قط و لا حتى سمع اسمه، هو انشغل تماماً بهذه الموديل البراقة.. هرعت مساعدة الطبيب لتلغلق هذا الجهاز و لسان حالها يقول كفانا ما رأينا و سمعنا.

ســوف تجدون هذا المشهد فى العديد من الأماكن والبيوت يتكرر كثيرًا فى المكاتب والصيدليات والمحال التجارية، يُعرض يوميًا على شباب وبنات فى سن المراهقة و سن الإقبال على الزواج.

تخيل لو أنك الآن أبًا أو أنكِ الآن أُمًا لشاب أو فتاة فى سن المراهقة و أنتم تشاهدون فيلمًا عائليًا ظريفًا فى قناة من قنوات التليفزيون ثُم فجأة يتحول التليفزيون إلى كباريه أو صالة لعرض النساء العرايا، كيف ستتصرفون ؟

ماذا ستفعل إذا شاهد ابنك أو ابنتك هذا الإعلان عن المنشط الجنسى و زيادة كذا وتقوية كذا... ؟

ماذا ستفعل إذا شاهد ابنك أو ابنتك هذا الإعلان عن الشورت أو البذلة والشاشة مليئة بأجساد العرايا فى إباحية لا مثيل لها؟ ألا تعرف هذه القنوات شيئا يُدعى الحيـــــاء ؟

ألا يمكن أن تُعرض هذه الإعلانات فى قنوات متخصصة لهذا الغرض فقط دونما العرض فى قنوات الأفلام و المسلسلات الاجتماعية؟

ألا يمكن أن يبتعد الإعلان نفسه عن هذه الأشياء والألفاظ المؤسفة، ويحقق أيضًا ما يرجوه من إقناع و وصول إلى المستهلك المُحتَمل ؟

من فضلكم يا سادة.. العائلات الكريمة تربأ بنفسها عن مشاهدة مثل هذه الاختلالات فى الأخلاقيات، فلا تفرضوها عليهم فرضاً بعرضها على شاشات الفضائيات التى تلتف حولها العائلة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة