أرسلت (...) إلى افتح قلبك:
أنا شابة عمرى 32 سنة، متزوجة منذ 4 سنوات، لى سؤالان أتمنى أن أجد لهما إجابة لديكِ يا دكتورة، لأنهما من السرية والحساسية بمكان، بحيث إنى لا استطيع أن أسألهما لأى شخص يعرفنى..
أولهما أنى منذ يوم زفافى وأنا أعانى مشاكل فى العلاقة الحميمة مع زوجى، بسبب أن فض غشاء البكارة كان بشكل عنيف، نتج عنه ألم شديد ونزيف استمر لأيام، مما جعل من الجماع عملية شاقة جداً ومؤلمة، لدرجة أنى أصبت بحالة معروفة لدى أطباء النساء تسمى "التشنج المهبلى"، والتى تفقدنى التحكم فى عضلات المهبل وتجعل من العلاقة شيئاً ثقيلاً و مؤلماً وغير ممكن أحياناً، بالإضافة إلى حالة الخوف والرهبة التى تلازمنى فى هذه الأثناء.
زوجى دائم السفر، لهذا فإن العلاقة تحدث بشكل مكثف فى فترة إجازته، مما يزيد الأمر سوءاً حتى مع محاولات استخدام "الجيل" لتسهيل الأمر.. أنا أحب زوجى، وأرغب فيه، وأتمنى أن أكون زوجة طبيعية معه، أسعده وأسعد به، لهذا أسعى لأجد حلاً لما أنا فيه، سمعت عن بعض التمرينات التى تعالج مثل هذه الحالة تسمى تمرينات "كيجل"، وبالفعل قمت بها لمدة أسبوع وشعرت بتحسن بسيط، لكنى لا أعرف إذا ما كانت ستساعدنى فعلاً، وهل أنا على الطريق الصحيح أم لا، أرجوكى ساعدينى وأجيبى على سؤالى لأنى اختلطت على الأمور، ولا أجد من أثق به فى مثل هذه الأمور.
الأمر الثانى الذى أريد مشورتك فيه، والذى لا يعرفه أحد غيرك، هو أنى كنت أمارس العادة السرية قبل الزواج، ولكنى أقلعت عنها تماماً بعد الزواج والحمد لله، المشكلة هى أنى لا أشعر بالذروة الجنسية إلا بالمداعبة الخارجية من زوجى، وليس أثناء الجماع الحقيقى كما يجب أن يحدث، بالرغم من أن زوجى لا يتعجل فى إنهاء العلاقة، إلا أنى لا أشعر إلا ببعض التقلصات الرحمية البسيطة فى هذه الأثناء، ولكنها لا تقارن بالذروة التى تحدث بشكل خارجى.
فهل هذا يعنى أنى حرمت المتعة الطبيعية مع زوجى؟ وهل لهذا الأمر حل أو علاج؟ أم أنه فات الأوان؟.. زوجى الآن مسافر، وكم أتمنى أن يعود من السفر ليجدنى زوجة طبيعية تستطيع إرضاءه، فهل يمكنك مساعدتى؟
وإليك سيدتى أقول:
أشكرك على هذه الرسالة التى ستنير الطريق لكثيرات غيرك من المتزوجات وبكل تأكيد، فعدد من تعانين من مثل هذه الأمور لا بأس به، لكنهن غالباً ما يلتزمن الصمت، ويفضلن عيش الواقع كما هو بدون أى محاولات للإصلاح أو التغيير، وكأن العلاقة الزوجية خلقت للعذاب والشقاء والمعاناة، لا للمتعة والإشباع وإسعاد الإنسان.
بالنسبة لسؤالك الأول، حالتك يا سيدتى حالة معروفة جداً، وشائعة جداً، وكثيرات من مررن بها فى بداية زواجهن، بسبب قلة المعرفة الصحيحة، والرهبة الزائدة، والغموض الذى يحيط بليلة الزفاف عادة، كل ذلك يتسبب فى ما لا يحمد عقباه، والذى من المفترض أننا فى غنى عنه لو قمنا بتثقيف كل عروسين ببعض المعلومات البسيطة جداً، لكن ماذا نقول؟!.. هذا مجتمعنا بكل آسف.
المهم أن هذه الحالة طبعاً لها علاج، وعلاج سهل جداً، هو بعض التمرينات التى من ضمنها تمرينات "كيجل"، والتى يعرفها "بعض" أطباء النساء الماهرين و المثقفين، ولكن الأمر قد يحتاج إلى بعض الوقت - وليس الكثير - لا لشىء إلا لإزالة الخوف والرهبة من داخلك بالتدريج وشيئا فشيئاً، لتجدى نفسك بعدها زوجة طبيعية جداً، تمارسين حياتك وتسعدين بها وكأن شيئاً لم يكن.
أما عن سؤالك الثانى، فهو سؤال شائع أيضاً بين الكثيرات من الزوجات، اللاتى يستنكرن على أنفسهن أنهن لا يشعرن بالمتعة إلا خارجياً، و الحقيقة أنه لا شىء فى ذلك إطلاقاً، لا هو خطأ ولا هو عيب ولا هو يعنى أن العلاقة بها مشكلة أو ينقصها شيئاً، فالعلم يقول إن ذروة النشوة هى مجموعة من الانقباضات التى تحدث إما فى الأعضاء الخارجية، وفى هذه الحالة تكون انقباضات قوية ومحسوسة، أو انقباضات تحدث فى الأعضاء الداخلية، مثل الرحم وبقية الأحشاء، لهذا تسمى نشوة "حشوية"، وفى هذه الحالة تكون الانقباضات أضعف وأهدأ وغير محسوسة بنفس الشكل الذى تحس به الانقباضات الآخرى.
إذا الأصل فى الأمر هو الاستمتاع بأى شكل يرتاح إليه الزوجان، وتفضله الزوجة، لكن ما يجعل أمر الاستمتاع الخارجى مقلقاً بالنسبة للبعض، هو أنه يشبه لما يحدث فى العادة السرية، مما يجعل من مارسنها من قبل يعتقدن أنهن مازلن يستمتعن وكأنهن غير متزوجات، وهنا يجب أن نفهم أن الوضع معكوس، لأن من تمارسن العادة السرية هن من يستمتعن كما تفعل بعض المتزوجات، وليس العكس.. وضح الأمر؟
أهنئك على تركك لهذه العادة، وأنا متأكدة من أن الله سيعوضك بالحلال عن الحرام، خاصة أنك ترغبين حقاً وبنية صادقة فى إسعاد زوجك ونفسك، وتحقيق "الإعفاف" لكلاكما، وهو من أهم وأسمى أهداف الزواج، لهذا فقط أنصحك بأن تكون توبتك نصوحة، وأن تثبتى على ذلك، وأن تستمرى فى تثقيف نفسك ومحاولة علاج مشاكلك كما فعلتى الآن، فالإنسان عدو ما يجهل، وكثيرات من قضين على أنفسهن وعلى أزواجهن بالحرمان لمجرد أنهن لا يعرفن، أو لأنهن لم يحاولن أن يعرفن.
للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com
(افتح قلبك مع د. هبة يس).. الكلام المحظور
الأربعاء، 15 مايو 2013 04:09 م