على درويش

أنا وحفيدى والكرسى

الأربعاء، 15 مايو 2013 11:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقف حفيدى البالغ من العمر أربعة عشر عاما أمامى ووجهه يطرح عشرات الأسئلة دون أن ينطق بحرف، وبعد مرور لحظات من الصمت قال ووجهه قد أصبح أحمر كالورد البلدى: لقد سمعت عن الكرسى الذى أعطاه لك جدنا الأكبر.. هل هو كبير أو صغير؟ ما هو شكله؟
قربته منى وطلبت من أن يجلس أمامى وسألته: «ممن سمعت هذا؟» ولكن خجله استمر يكبل لسانه فقلت له: «إنه كرسى مثل كل الكراسى من حيث الشكل، ولكن سلوك هذا الكرسى هو الشىء العجيب».. تخلص حفيدى من خجله وقال: «هل للكرسى سلوك».
قلت له: «نعم»، قال: «كيف؟»، قلت له: «إنه كرسى إذا جلست عليه فعليك أن تسير طبقا لقواعده»، قال الحفيد: «قواعد؟»، قلت له: «نعم قواعده فعلى سبيل المثال إذا كذبت وأنت جالس على هذا الكرسى فإنه ينكمش ويصبح ضيقا على الجالس عليه وإذا استمر الجالس عليه يكذب ظل فى الانكماش حتى لا يقوى الكذوب أن يجلس عليه وقد يختفى الكرسى تماما من تحته فيجد الكذوب نفسه جالسا على الأرض، وقد يظهر الكرسى فى مكان آخر بعيد عن الكذوب».
قال الحفيد: «هذا شىء عجيب»، قلت لحفيدى المندهش: «وهناك أشياء أخرى».
قال: «ما هى؟»، قلت: «وإذا كان الجالس على الكرسى صادقا فالكرسى يصبح مريحا وتفوح منه رائحة طيبة معطرة ولا يشعر الجالس الصدوق بالتعب، وهو جالس عليه بل يشعر بسعادة تملاء قلبه».
قال الحفيد والبهجة قد ظهرت على وجهه «وهل هناك المزيد من العجائب لهذا الكرسى؟»
قلت له: «إذا كان الجالس على الكرسى محبا بصدق لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الكرسى يصبح كالبدر، أما إذا كان الحب مزيفا، فالكرسى يصبح كالجمرة ثم يختفى».
قال حفيدى: «أريد أن أراه».
قلت له هيا بنا لنرى الكرسى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة