نشأت النادى يكتب: خيال مآتة

الثلاثاء، 14 مايو 2013 03:16 ص
نشأت النادى يكتب: خيال مآتة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وضعه صاحبه فى ركنة الذى ظن أنه سيأمنه له حفاظا على نصيبه من الدنيا بحسبه أن كل ما على الأرض هو ملك له، وبحسب أن هذا الشاخص سيمنع مخلوقات الله من رزقها، يتأرجح على الفور ويرقص رقصات الحياة ليوهم نفسه وصاحبه أنه قادر على أن يغير نواميس كونية فطر الله الخلق عليها، ساعده على ذلك المقت الذى غرسه صاحبه فيه بعد أن غرس قائمه الخشبى فى أرضه الهشة، سخر الله عليه عوامل حياة يحيى بها من يشاء ويهلك بها من يشاء، فهذه ريح هزته ودخلت من بين ثغوره فأصدر المكاء، وهذه حبات مطر أجلت غبرته، وهذه خيوط ذهبية جففت ثيابه من بلل قطرات الندى فعاش منتشياً بفعل تسخير الأشياء من حوله.

من بعيد هابته كل الخلائق إلا من زرعه ولف تلافيف رأسه، ومقتته كل الأعين التى خدعها صنمه، يظل طوال حياته القصيرة يتباهى بالوهم المزروع داخله مصدقاً نفسه التى توسوس إليه أنه حقا له تأثير فى الحياة، يظل يتفرعن ويتقرنن ويتهيمن فإذا ما تقربت منه الخلائق إلا ورأت فى ملامحه المصطنعة علامات التبعية والخنوع والتكبيل، وإذا ما عرف كنهه وما تكونت منه نفسه، إلا ونزعت الهيبة من حوله، ووقف الطير على رأسه ينهش من تلافيفها العهنية ويروث فوق أكتافه النحيلة الخشبية، يهتز تمرداً من هذا الوضع السىء الذى وضع فيه فتحدثه نفسه للاستزاده من عوامل الحياة لعل ذلك يزيد من هيبته ويقضى حوائجه التى لا تقضى، حين تزيد عليه عوامل الحياة، تشتد الريح لتصبح عواصف تسقطه أرضاً، ويشتد المطر ليصبح طوفان يلوك وجهه فى الطين، وتشتد الشمس لتبلى ثيابه فتكشف عورته الوهمية.

بعد الحصاد تبلس أجزاءه فى أماكنها ساكنة مبعثرة على الأرض بعد أن فككت عوامل الحياة ومن ورائها الصبية وثاقها المكبل له فى حياته وبعد موته، ليكون عبرة لغيره فهذا جزاء المقت ومن يصنعه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة