فى الذكرى 65 للنكبة الفلسطينيون يحملون مفتاح العودة لبلادهم

الثلاثاء، 14 مايو 2013 03:14 م
فى الذكرى 65 للنكبة الفلسطينيون يحملون مفتاح العودة لبلادهم امرأة تحمل مفتاح العودة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشهد الشعب الفلسطينى، غدا الأربعاء "15 مايو"، ذكرى مرور 65 عاماً على النكبة، ويحيى أبناء الشعب فى مدن الضفة وقطاع غزة ودول الشتات تلك المناسبة بالعديد من الفعاليات والمسيرات تحت شعار "العودة.. حق وإرادة شعب"، حيث يتذكر الفلسطينيون ما حل بهم من مأساة إنسانية وتهجير، مؤكدين تمسكهم بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم.

وتعتبر هذه الذكرى من أهم المناسبات التى يحييها الشعب الفلسطينى، خاصة اللاجئين والمهجرين منهم، وترمز النكبة إلى التهجير الجماعى والطرد القسرى لنحو 800 ألف مواطن من المدنيين ومصادرة أراضيهم فى عام 1948، وقد أصبح عدد هؤلاء اللاجئين وأولادهم وأحفادهم بعد 65 عاماً أكثر من 4 ملايين لاجئ، ولا يزال معظمهم يعيشون فى مخيمات اللاجئين فى الضفة الغربية وقطاع غزة وفى البلدان العربية المجاورة، وهو نفس اليوم الذى يتزامن مع ذكرى إعلان قيام دولة إسرائيل.

وتتمثل أحداث النكبة فى احتلال معظم أراضى فلسطين من قبل إسرائيل، وطرد ما يربو على 800 ألف فلسطينى وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية، وطرد معظم القبائل البدوية التى كانت تعيش فى النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية، ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية، وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعى أوروبى.

والنكبة لم تولد فعلياً فى هذا اليوم، ولكنه كان يوما شهد أصعب الأحداث والقرارات والمواجهات، هذه المأساة بدأت قبل ذلك، بدأت حتى قبل الاحتلال البريطانى لفلسطين فى عام 1917، أى فى قرار الخارجية البريطانية "إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين"، فيما عرف بـ"تصريح بلفور"، وقامت بريطانيا بوضع هذا التصريح موضع التنفيذ منذ اللحظة التى دخلت فيها القوات البريطانية القدس واحتلتها.

وفتحت الطريق أمام الحركة الصهيونية الممثلة فى ذلك الوقت فيما يسمى "الوكالة اليهودية"، والتى تضم المنظمات والأحزاب اليهودية والصهيونية للاستيلاء على الأراضى الفلسطينية بكل الوسائل وتنظيم وهجرة اليهود الجماعية إلى فلسطين من مختلف أنحاء العالم ومحاولة شراء الأراضى فى فلسطين، وإعداد قوة عسكرية مدربة وبناء مستعمرات مدنية وعسكرية فى فلسطين.

ومع يقظة الفلسطينيين على ما يحدث، بدأت مواجهة الهجرة الصهيونية بانتفاضات متفرقة، أهمها الشيخ "عز الدين القسام من حيفا"، ورغم استشهاده إلا أن حركته أشعلت الفتيل فى الأوساط الفلسطينية، فانطلقت ثورة عام 1936 المسلحة وكانت ثورة عامة أساسها أصحاب الأرض التى يستهدفها الاحتلال الصهيونى ولكن هذه الثورة انتهت بعد ثلاث سنوات.

ومع نهاية الحرب العالمية الثانية التى أخرجت بريطانيا من تعداد الدول العظمى، نقلت قضية الصراع إلى الأمم المتحدة، بعد أن تهيأ المناخ تماماً للوكالة اليهودية، عسكرياً وسياسياً ومالياً ومهاجرين، لحسم معركتها مع الفلسطينيين، والعرب عموماً وطرح قرار تقسيم فلسطين فى العام 1947 وتمت الموافقة عليه فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ضغوط أمريكية هائلة على عدد من الدول، وصدر القرار رقم 171 الشهير، الذى منح "الوكالة اليهودية" حق إقامة "دولة" على أرض فلسطين.

وحين اندلعت حرب 1948 بين الفلاحين الفلسطينيين بإمكانياتهم البسيطة وبين المنظمات الصهيونية المسلحة بأقوى الأسلحة من مخازن الدول الغربية والشرقية، كانت النتيجة معروفة سلفا.. بكل الدعم الهائل دولياً ورسمياً، أطلقت العصابات الصهيونية، الهاجاناة، وشتيرن، وإتسل.. إلخ أعنف حملة إرهاب ضد الفلسطينيين قبل 15 مايو 1948، وبعده تم مهاجمة القرى الفلسطينية ليلاً وقتل المدنيين أطفالاً ونساء ورجالاً وهم فى أسرة نومهم، وزرعت المتفجرات فى الأسواق والفنادق والشوارع، وتم التخطيط لمذابح منظمة فى كل قرية أو مدينة فلسطينية يتم الاستيلاء عليها لإجبار الفلسطينيين على النزوح عن أراضيهم وبيوتهم، ومن أصر على البقاء كان مصيره الإبادة.

وحملة التطهير العرقى هذه التى بدأت قبل عام 1948 وفق مخطط مسبق، وتواصلت خلال حرب 1948، ولم تستطع الجيوش العربية التى دخلت فلسطين إيقافها، مع نسف القرى والبيوت، وتم تدمير أكثر من 600 قرية فلسطينية، واحتلال المدن الكبرى، مثل عكا وحيفا ويافا والناصرة واللد والرملة، وطرد سكانها، وحشر ما تبقى منهم فى معسكرات الاعتقال، وإجراء حملات إعدام جماعية فى هذه المعسكرات واستمرت الحملة الإرهابية، حملة الاستيلاء على أراضى الفلسطينيين وبيوتهم بالقوة، حتى بعد توقف حرب 1948، وتوقيع عدد من الدول العربية المجاورة اتفاقيات هدنة مع الدولة المحتلة، فالنكبة الفلسطينية إذن ليست حادثاً حدث وانتهى فى 15 مايو 1948، بل هى نكبة قائمة حتى هذه اللحظة، وتتمدد وتتواصل، حتى الآن من خلال عمليات الاستيطان الواسعة والمستمرة والانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين والأماكن المقدسة ومحاولات لتهويد القدس.

وفى ذكرى النكبة، أصدرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم الثلاثاء بياناً أكدت فيه تصميم الشعب على مواصلة نضاله من أجل الاستقلال والعودة، وأن الفلسطينيين فى فلسطين وكافة مناطق الشتات ظل موحدا فى هدف الاستقلال والعودة تحت قيادة المنظمة، رغم آثار النكبة الكارثية.

وأضافت أنه بالرغم من الإجماع الدولى حول حقوق شعبنا السياسية، إلا أنه لم يتحول بعد إلى أداة ضاغطة على الاحتلال الإسرائيلى، لإجباره على الامتثال لقواعد الشرعية الدولية التى أقرت حق الفلسطينيين فى الاستقلال والعودة استنادا إلى القرار الأممى رقم 194، موضحة أن أى جهود دولية تقوم إسرائيل بإفشالها من خلال ممارساتها وعدم التزامها بالشرعية الدولية وقراراتها.

واعتبرت اللجنة التنفيذية، فى بيانها، أن استمرار الانقسام الفلسطينى السياسى، ومخاطر تحويله إلى انفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة كارثة كبرى، يمكن أن تودى بإنجازات الشعب، ودعت بهذه المناسبة إلى طى الصفحة السوداء، وتطبيق ما اتفق عليه فى القاهرة والدوحة، حيث أصبح الانقسام عبئا على استقلال فلسطين، وورقة مناورة بيد الاحتلال الإسرائيلى.





















































مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة