د.عبد الجواد حجاب يكتب: الشعب يحقق أحلامه

الثلاثاء، 14 مايو 2013 01:31 م
د.عبد الجواد حجاب يكتب: الشعب يحقق أحلامه صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتقد أن الغالبية العظمى من الشعب كان لها حلم كبير ولزمن طويل فى التمتع بنسيم الحرية الذى فقدناه منذ سرقة ثورة يوليو 1952م لصالح الحكم العسكرى الدكتاتورى وعزل محمد نجيب أول رئيس لمصر منى لها الديموقراطية. بالحرية كل شىء يمكن أن يتغير, بالحرية فقط تنطلق الطاقات الإبداعية لكل إنسان. بالحرية تحدث الطفرات العلمية والاقتصادية. بالحرية يتم البناء على أسس سليمة وقوية. بالحرية يتم تبادل السلطة والتنافس الشريف والعمل بشفافية.

أنا إنسان مصرى بسيط ومن قاع الريف المصرى عرفت معنى الحرية وتعلمته وأنا طالب فى الابتدائية عندما تصادف وكنت تلميذا لأحد المدرسين الأقباط الذى علمنا معنى الحرية، وكانت البداية أن وقف ضد كل مدرس يؤدب تلميذه بالضرب بالعصا وكذلك كل ولى أمر يؤدب ابنه بالضرب بالعصا.

ذات يوم شاهد على وجهى آثار الضرب وعلم أن من ضربنى هو والدى رحمه الله وزارنى فى المنزل يومها وأقنع والدى وأخذ عليه عهدا أن لا يضربنى مرة أخرى وظل أبى رحمه الله على هذا العهد إلى أن انتقل إلى رحمة الله سبحانه وتعالى.

كان حلمى دائما أن ترى مصر نور الحرية والديموقراطية وبصراحة لم يكن لدى أمل فى أى شىء فى وجود اله القمع الجبارة المسلطة على أبناء شعب مصر, فى وجود معتقلات وبها سلخانات التعذيب والقتل, لا أمل فى أى شىء والانتخابات يتم تزويرها ببجاحة.

الفرق بيننا وبين الأمريكان والأوروبيين هو الحرية والديموقراطية استطاعوا إصلاح كل شىء وأصبحوا أسياد العالم. الحكم الدكتاتورى وغياب الحريات أفسد كل شىء فى حياتنا وأصبحنا من أفقر بلاد الأرض. بالاستبداد والتزوير والفساد أصيبت كل مؤسسات الدولة بدون استثناء بالفساد والرشوة والمحسوبية, قامت ثورتنا المجيدة فى 25 يناير وكان المطلب الأساسى رحيل الدكتاتور وحل مجلس النواب المزور وحل الحزب القائم على التزوير والسلب والنهب وحل أسوأ جهاز أمنى قمعى فى المنطقة وبدأنا بناء المؤسسات على أسس الحرية والديموقراطية من جديد.

عندما تحقق الحلم الكبير والعظيم وانتزع الشعب حريته وبدأ العمل وفق الآليات الديموقراطية وبدأ التنافس الحضارى والسلمى على السلطة أظهر الشعب مكنونات إرادته فى قيام دولة حرة حديثة تقدس القيم والمبادئ السامية للأديان. نعم أظهرت النتائج أن هوى الغالبية العظمى للشعب هو التحديث والحداثة مع التمسك بمبادئ الشريعة السامية والعالية والوسطية والسمحاء.

صعد نجم جديد وهو نجم الأحزاب ذات المرجعية الاسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمين تماما، كما توقع الجميع داخل مصر وخارجها وكان منطقيا ومتمشيا مع السياق لأننا جربنا وعانينا كثيرا تحت تسلط حكام ادعوا أنهم يساريين أو اشتراكيين أو علمانيين أو ليبراليين بطريق أو بآخر حرمونا من الحرية والديموقراطية تحت مسميات كثيرة.

الشعب المصرى العظيم الواعى هو من اختار رئيسه بكل حرية فى انتخابات حرة ونزيهة شهد بها قضاء مصر العادل وأشاد بها العالم فى الشرق والغرب. الشعب ليس جاهلا ولا يمكن ولايصح أن نصفه بالجهل. الشعب أراد رئيسا يحمل فى قلبه مشروع مصر كدولة ديموقراطية ووطنية وحديثة حسب وثيقة وضعها الأزهر الشريف مرجعية مصر الإسلامية. مشروع الرئيس الذى اختاره الشعب يجمع بين الأصالة والحداثة فى جو من الحرية والديموقراطية وخاصة فى ظل النجاح الباهر لحزب ذى مرجعية إسلامية فى تركيا ونجاح الجمع بين الأصالة والحداثة فى الكثير من دول الخليج وحكمها الملكى الرشيد.

بعد الثورة المصرية السلمية أمامنا تحديات كبيرة وخطيرة فى كل المجالات الاقتصادية والسياسية والعلاقات الدولية. لذلك اخترنا كشعب وأنا منهم رجل يحمل فى قلبه علوم القران وعلوم الهندسة وهما أساس أى نهضة فى العالم.

رجل عانى من الفساد والاستبداد وطاله التهميش والاعتقال فى سبيل المشروع الذى يحمله فى قلبه منذ نعومة أظافرة. رجل وراءه جماعة لها جذور ضاربة فى عمق المجتمع المصرى والعالم.

كان صعود تيارات الاسلام السياسى متوقعا من الجميع وخاصة فى مصر الدولة الاسلامية الأم, الجميع توقع ذلك فى الداخل وفى الخارج حتى حكام الكيان الصهيونى واعلن الجميع استعداده للتعامل مع ما تأتى به رياح الديموقراطية مهما كان. لذلك استغرب الكثير مما اسمعه واشاهده الآن من تخويف وترويع فى إطار ما يسمى بالاخوانوفوبيا.

من هنا من على منبر الحرية اطالب رئيسنا المنتخب فى الحفاظ على حريتنا التى انتزعناها بدمائنا وديموقراطيتنا التى نبنيها بعرقنا مهما كانت الظروف وتحت اى ظروف. اطالب الرئيس بالحفاظ على حق الشعب فى التظاهر والاحتجاج السلمى للتعبير عن الراى. اطالب الرئيس فى اجراء اى انتخابات وفق معايير الديموقراطية والحرية والشفافية التى تسمح بالتداول السلمى لكراسى الحكم والسلطة.

أطالب الرئيس بمحاربة الفساد المنتشر فى كل مؤسسات الدولة وتطهيرها وغلاق صنابير سلب ونهب المال العام. اطالب الرئيس بقانون موحد للعمل والاجور يحقق العدالة والمساواة ويحدد الحد الادنى والحد الاقصى للدخل. اطالب الرئيس بقانون جديد للضرائب هلى ان تكون تصاعدية لايتساوى فيها الصغار والكبار.

اطالب الرئيس بضرورة بذل كل جهد للقصاص للشهداء ورعاية المصابين واسترجاع اموال الشعب المنهوبة حتى ولو بقوانين العدالة الانتقالية. اطالب الرئيس بتحديث منظومة البحث العلمى وفتح الافاق لانطلاق القطاع الخاص والسياحة والاستثمار وتحديث اقتصادنا المريض والمثقل بالهموم.

يلزمنا يا سيادة الرئيس منظومة امنية حديثة وبعقيدة جديدة وفكر متطور يحترم حقوقنا كبشر وخلق مناخ للاستقرار السياسى قائم على الحوار البناء وسرعة استكمال مؤسسات الشعب كالبرلمان والمجالس المحلية.

نظالب الرئيس بسرعة اصلاح المنظومة القضائية وتحقيق حلم استقلال القضاء وتحديث منظومة التعليم والخدمات الصحية. تطالب الرئيس باقتحام منظومة الدعم وعمل كل مايلزم لتوصيل الدعم إلى مستحقيه والقضاء على تجار السلع المدعومة ونهب قوت الشعب بدون ضمير.

الحقيقة ان الفساد والخراب انتشر فى البر والبحر وكل شىء يحتاج إلى تحديث واصلاح. الحقيقة ان هذه الاوضاع السيئة التى وصلنا اليها فى كل المجالات الرئيس غير مسئول عنها ولكنه مسئول امام الشعب عن اصلاحها وتحديثها كما وعدنا مهما اشتد سعار الصراع بين المصلحين والمفسدين.

الحقيقة ان الشعب يلمس بنفسه ضخامة العبء والمسئولية والعمل ليل نهارالذى يقوم به الرئيس من اجل مصر ومصلحة مصر بالرغم من بقاء البعض منا اما اسير الماضى اللعين أو أسير العنف المدمر أو أسير اللامنطق وغياب العقلانية. الشعب يريد تحقيق احلامه فى الحرية والعيش فى كرامة.
ويبقى السؤال هل يستطيع الرئيس تحقيق احلام الشعب والحفاظ عليها؟ الاجابة ستكون عند لحظة الحساب بعد اربع سنوات. والله المستعان.
عاشت بلادى حرة وديموقراطية بهويتها الاسلامية.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة